صفوت الشريف وشفيع شلبي.. محاربة في الحياة ومصادفة الموت معا

صفوت الشريف وشفيع شلبي.. محاربة في الحياة ومصادفة الموت معا
- شفيع شلبي
- صفوت الشريف
- رحيل صفوت الشريف
- رحيل شفيع شلبي
- شفيع شلبي
- صفوت الشريف
- رحيل صفوت الشريف
- رحيل شفيع شلبي
عقب رحيل الإعلامي والمخرج والسيناريست شفيع شلبي، والذي رحل أمس عن عمر يناهز 74 عاما، تحدث عدد كبير من المثقفين والأصدقاء عن الفقيد معربين عن أسفهم لرحيله، وعن حياته الحالمة وطموحاته وأحلامه التي لم يتخلى عنها، وعن فترة عمله في التلفزيون المصري وسنواته الأخيرة التى قضاها في قرية تونس بالفيوم.
وربطت زوجة شفيع شلبي سمية الشناوي، مصادفة تزامن يوم رحيله مع رحيل صفوت الشريف وزير الإعلام الأسبق، قائلة: «هل هى صدفة أن يموت صفوت الشريف فى نفس اليوم الذى مات فيه شفيع شلبى وكأن مهمته قد انتهت بموت شفيع».
وأضافت: «حيث كانت مهمته الأساسية محاربة شفيع ومصادرته ومنعه من العمل وتشويه صورته بشتى الطرق»، لماذا، الكثيرون يتساءلون لماذا حارب صفوت الشريف شفيع لهذه الدرجة، والواقع أنه لم يكن صفوت الشريف ولكنه كان النظام لقناعتهم أن وجود شفيع كاشف لهم وبالتالي خطر عليهم.
وتابعت على «فيسبوك»: «جاء من أين هذا الخطر لانه يجعل من يرى أعماله ومنتجه الفنى والثقافي يفكر ويفهم كان شفيع يعمل على إعمال العقل وهم مهمتهم الأساسية تغييب العقل، شفيع كان يعمل من أجل المواطن ومن أجل مستقبل هذا البلد ويكشف بكل جرأة الفساد المتفشى سواء فساد مادى أو فكرى وهو ما جعلهم جميعا يقرروا مصادرته على مدى عمره ولكنهم لم يستطيعوا وكأن العلم والتكنولوجيا صنعت خصيصا من اجل شفيع شلبى، فلم يعد بحاجة الى قنواتهم ومؤسساتهم، وصنع هو مؤسسته وقناته على اليوتيوب ليرى العالم إنجاز شفيع فى زمن لم يعد أحد قادر على المنع او المصادرةربنا يرحمك يا شفيع سنظل نتعلم منك وستبقى اعمالك لتفتح عقول من يريد ان يفهم ويعمل».
ويعد المخرج والفنان التشكيلي محمود إبراهيم، أقرب أصدقاء شفيع شلبي، حيث امتدت صداقتهما نحو نصف قرن من الزمان، والذي تحدث إلى «الوطن» قائلا: «كنا معا في التليفزيون وقبلها كنا معا في الإذاعة المصرية، نصف قرن من الصحبة الجميلة، وكان أول لقاء بيننا فى 1974، ومن أبرز سماته إيمانه الشديد بالحرية وحرية الإعلام، كانت لغته العربية سليمة ومميزة لأن والده كان مدرسا للغة، وحق المواطن البسيط من تسليط الضوء على قضاياه في الإعلام، لأنه كان يرى أن المواطن لم ينل حقه من الاهتمام في وسائل الإعلام، لذلك فقد اهتم شفيع بعمل برنامج مهم فى التليفزيون اسمه "تحقيق" من الشارع، يطرح من خلاله قضايا المواطنين، وكان يصور من العشوائيات، وحقق البرنامج نجاح جماهيري منقطع النظير، لكن هذا البرنامج تم وقفه في أواخر السبعينات».
وتابع محود إبراهيم: «بعد وقف البرنامج لجأ شفيع إلى عمل الأفلام التسجيلية وكانت هذه الأعمال من إنتاجه، وكذلك عقد الندوات لطرح أفكاره، ومنها أفلام تتناول التاريخ السياسي الحديث لمصر، وحياة الناس الاجتماعية والحرفيين، وكان يعرضها في اتيليه القاهرة، ومقر حزب التجمع وجريدة الأهالي، وتم وقفه من تقديم نشرات الأخبار في التليفزيون بعد ذلك في الثمانينات».
متابعا: «شفيع ظل يناضل طوال حياته، أول من دعا إلى تأسيس نقابة للإعلاميين، في أواخر الثمانينات، لكن صفوت إضهده وحاربه بشدة، وفى النصف الأول من الثمانيات انتقل للحياة فى قرية تونس بالفيوم، حياة مميزة أقرب الطبيعة وبعيدة عن التلوث، وهى متنفس للمبدعين، وعاش فيها إلى آخر أيام حياته، وكان ينزل القاهرة لعمل ندوات ثقافية فى الأوبرا، من حين لآخر، وذلك قبل كورونا».
وتحدث «إبراهيم» عن آخر لقاء، قائلا: «كان فى تونس قبل وفاته بخمس ساعات، وكان ضغطه منخفض، عانى فى الأربع أيام الأخيرة من هبوط حاد في الدورة الدموية، وتم نقله إلى المستشفى، ووصل ضغطه إلى 60، وخرج في اليوم نفسه من المستشفى، وارتفاع بسيط فى السكر، وأوصيته بالاهتمام بنفسه، وكان فى اللقاء الأخير يحدثنى عن ابنه الوحيد شادي، وكأنه يودع حياته،كان يرى أنه حاول طرح أفكاره، لكنه لم يشعر بالهزيمة، وناضل من أجل البسطاء، قدر ما استطاع، ورحل مع أحلامه».