معلم لغة عربية يبكي الفصول المهجورة في البحيرة: راحوا فين حبايب الدار

معلم لغة عربية يبكي الفصول المهجورة في البحيرة: راحوا فين حبايب الدار
- معلم لغة عربية
- أجازات المدارس
- البحيرة
- معلم ابتدائي
- أغنية دار يا دار
- أبو المطامير
- معلم لغة عربية
- أجازات المدارس
- البحيرة
- معلم ابتدائي
- أغنية دار يا دار
- أبو المطامير
لم يتوقع يوما أن الفصول التي دوت فيها أصوات التلاميذ، وملأتها بهجة وفرح ونشاط وعلم، ستصبح خاوية لا يسمع بها صوتا واحدا، غابت زهور المدارس، ولم ينقطع أحمد حميدة، معلم اللغة العربية بمدرسة أبو المطامير الابتدائية، عن الذهاب إلى تلك الفصول، يبكى حالها بعدما وجد نفسه وحيدا داخلها، داهمت روحه الحزينة ذكريات سنوات طويلة عاشها بين أبنائه التلاميذ، وقرر أن ينشر فيديو يوضح أوضاع العملية التعليمية قبل فيروس كورونا المستجد، وما أصابها بعد تفشيه.
يروي حكي أحمد حميدة يادم، معلم لغة عربية للمرحلة الابتدائية لـ«الوطن»، مشاهد من سنوات طويلة عاشها بين التلاميذ الذين اعتبرهم جميعا أبنائه: «ضحكنا وتعلمنا ومارسنا الأنشطة سويا، وكان تخصصي معلم لغة عربية، إلى أن صدر قرار تكليف للمعلمين بتدريس جميع المواد ما عدا اللغة الإنجليزية، وهو ما يجلعنا مرتبطين بالتلاميذ منذ أن يلتحقوا بالمدرسة حتى الصف الثالث الابتدائي، حتى صارت بيننا وبينهم عشرة، ونستشعر أنهم أبنائنا».
الوباء الذي ضرب العالم، غير خريطة كثير من الدول، وانعكس على حالها وأنشطتها في المجالات كافة، إذ يقول حميدة: «ما حدث في العالم من ظروف صحية، لحق بنا الضرر المعنوي، فلكم أن تتخيلوا شخصا يستيقظ يوميا من الساعة السادسة صباحا، يتوجه إلى مقر عمله الذي يعتبره بيته الثاني، يقضي أحلى الأوقات مع تلاميذ في عمر الزهور، وتأقلم مع أصواتهم التي تعلوا بالأناشيد بالمقررات الدراسية، وبعد كل ذلك يجد نفسه وحيدا في عزلة وفراغ يشعرونه بالاكتئاب».
غلبت العاطفة والحنين مدرس اللغة العربية، وبدأ يسترجع ذكرياته مع التلاميذ يوميا، من خلال الفيديوهات التي صورها على مدار سنوات ماضية، لكنه في كل مرة يشاهدها لا يستطيع أن يمنع نفسه من البكاء: «وجدتني أتحدث داخل الفصل الذي كنت أُعلّم به الصغار، ووجهت رسالة لكل أبنائي التلاميذ، بأن يهتموا بدروسهم، وأن يحافظوا على سلامتهم وصحتهم، ولا يخرجوا للشارع إلا للضرورة القصوى».
نهرا من الدموع ربما انفجر من عيني حميدة، ربما كانت تعبيرا صادقا عما في داخله ويعجز اللسان عن وصفه بدقة: «أثناء حديثي عبر كاميرا الفيديو الخاصة بي، لم أستطع منع نفسي من البكاء، فانهمرت الدموع من عيناي غصبا عني، وقررت أن أرفق أغنية (دار يا دار) في الخلفية، لما استشعرت فيها من كلمات تعبر عن حالي».
يشير معلم اللغة العربية، إلى أنه يمتلك قناة خاصة على «يوتيوب»، يعرض عبرها من خلالها الدروس مجانا، ليس هذا فحسب، بل يتواصل مع التلاميذ عن بعد، لشرح أي معلومة علمية لهم، إذ نشر رقم هاتفه للتواصل مع أولياء الأمور والتلاميذ: «أنا مستعد لعمل أي شيء يخدم العملية التعليمية».