«جو» مدير تسويق يبيع فريسكا بشوارع الإسكندرية: الوظيفة «الشيك» متفتحش بيت

كتب: كيرلس مجدي

«جو» مدير تسويق يبيع فريسكا بشوارع الإسكندرية: الوظيفة «الشيك» متفتحش بيت

«جو» مدير تسويق يبيع فريسكا بشوارع الإسكندرية: الوظيفة «الشيك» متفتحش بيت

«شاب في الثلاثينات، طول وعرض، قميص وكرافتة، والمنظر أخر شياكة، واللسان بينقط سكر، بالعربي والإنجليزي، دي بداية حكاية بطلها مستر يوسف بائع الفريسكا». الاسم: يوسف آدم، السن 31 سنة، هيئته المميزة ربما تتنافى مع فكرة البائع المتجول، لكنها ناجحة في إثارة دهشة المارة و‘عجابهم، وهو ما يدفع البعض لالتقاط الصور معه، ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليتحول صاحب القصة إلى نجم الصفحات السكندرية.

تلك الصورة المتداولة لم تكن مجردة توثيق لبائع متجول مختلف عن سائر رفاقه، بل ورائها قصة مختلفة ومميزة، فذلك الشاب «مدير التسويق» صاحب مهنة «بائع فريسكا»، يتجول بين ممرات المعسكر الروماني وسط الإسكندرية، رغم أنَّه خريج معهد خدمة اجتماعية، وشهادته تؤكّد أنَّ درس إدارة الأعمال، وكان يشغل منصب مدير تسويق في إحدى الشركات، لكنه ألقى كل هذه التفاصيل خلف ظهره، ليتفرغ لحمل الفريسكا.

يقول يوسف آدم، الشهير بـ«جو»: «أنا مثل سائر الشباب الذين يسعون وراء التعليم من أجل الالتحاق بوظيفة جيدة، للحصول على برستيج اجتماعي، لكن مع الوقت تكتشف أن الراتب الشهري لا يتجاوز الألفين جنيه، غير الخصومات، وهو مبلغ لا يوفر معيشة جيدة».

قرر «جو» الاتجاه للعمل الحر، لم يجد سوى مهنة والده، بائع الفريسكا، بحكم أنَّه كان يساعده منذ 20 عاماً، لكنه يرغب أن يكون مميزًا ومختلفًا عن سائر بائعي الفريسكا، والبداية كانت من الشكل، اختار النزول للشارع بملابسه الأنيقة، منح نفسه المهابة والاحترام أمام الزبائن، كان يلفت نظرهم بهيئته، ويثير إعجابهم بكلماته المهذبة، وكأنه «مدير تسويق الفريسكا»: «عملي في التسويق ساعدني في تسوق منتجي، ولأن المصريين يحبون المظاهر والشياكة، حرصت أن يكون تميزي ملحوظ وملابسي الشيك حافز لترويج بضاعتي».

انضباط «جو» لا يتوقف عند مظهره فقط، فهو يمارس مهنته خلال مواعيد محددة، وزبائنه يبحثون عنه يوميًا من الواحدة ظهراً إلى الخامسة مساءاً، ويوم الجمعة هو الراحة الأسبوعية المخصص لزوجته وطفله.

«جو» يدفع ضريبة الشهرة: الناس بتتدخل في تفاصيل حياتي

الفريسكا من «جو» لها طعم مختلف، والسعر 10 جنيهات مقابل «باكيت فريسكا» عبارة عن 4 قطع، الناس تحب الشراء من «مستر فريسكا» لأنَّه بطل قصة تفاصيلها محفورة على العديد من مواقع التواصل الاجتماعي، لكن هذه الشهرة التي تعينه على التروّيج لبضاعته، تزعجه أحياناً، وتتحول إلى عبء، بسبب رغبة البعض في التدخل في تفاصيل حياته، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه يتجاوز الأمر، ويحاول تقبله بمنطق أنَّها ضريبة تميزه في عمله أو ضريبة الشهرة.

«جو» شاب عملي، لم يشغل كلام الناس عن الوظيفة الشيك «اللي متفتحش بيت»، ولم يتردد في ترك الوظيفة، والمكتب المميز، استبدل المظاهر الزائفة بمهنة تعينه على توفير حياة أفضل لزوجته وطفله، قال لـ«الوطن» في ختام روايته لحكايته: «مش عيب إني أسيب وظيفة في مكتب واشتغل بياع في الشارع، العيب الحقيقي إني أبص لمظاهر الوظيفة ومرتبها ميكفيش التزاماتي وأمدّ أيدي للناس، الشغل ميعبش الرجل لكن جيبه الفاضي هو اللي يعيبه».


مواضيع متعلقة