بدء معركة انتخابات الرئاسة الأمريكية مبكرا.. وانقسامات بين مرشحي الحزب الجمهوري

في بادرة تبرز اتساع دائرة الانقسامات داخل الحزب الجمهوري حول القضايا الدولية وفي اشتباك علني يعد الأول من نوعه قبل الاستعدادات التمهيدية لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية، شن اثنان من كبار المرشحين بقوة لخوض الانتخابات عن الحزب، حربا كلامية حول سياسة البلاد الخارجية. ورد عضو مجلس الشيوخ السناتور راند بول، بعنف على تصريحات زميله الجمهوري حاكم تكساس ريك بيري أمس الأول، والتي وصف فيها وجهات نظره "الإنعزالية" بأنها خطيرة، ووجه انتقادات لاذعة لبيري في مقال نشرته مجلة "بوليتيكو مجازين" تحت عنوان "ريك بيري مخطئ ولا شك". وكتب بول: "يبدو أن نظارته الجديدة لم تغير رؤيته للعالم أو حتى تجعله يراه بمزيد من الوضوح"، وأضاف عضو مجلس الشيوخ عن "كنتاكي"، مع تدفق 60 ألف طفل عبر حدود تكساس أشعر بالدهشة، إذ يبدو أن الحاكم بيري لا يزال يسيء فهم سياستي الخارجية ويهاجمها. ويتبنى بيري وقادة آخرون في الحزب الجمهوري مثل السناتور ماركو روبيو عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا، وجهة نظر تؤيد لعب أمريكا دورا قياديا أكبر رغم استطلاعات الرأي التي تشير إلى أن الناخب الأمريكي تزايد شعوره بالقلق بعد التحرك العسكري الذي طال أمده في العراق وأفغانستان. ويفكر بول وبيري بجدية في خوض الانتخابات الرئاسية 2016، غير أن هذا التناحر بين قيادات الحزب الجمهوري نادرا ما كان يظهر على السطح في هذا الوقت المبكر قبل حتى بدء العملية التمهيدية للانتخابات في أروقة الحزب. وبالرغم من أن بول شرع بالفعل في اختيار طاقمه في الولايات ذات التأثير القوي في التصفيات الأولية مثل أيوا ونيو هامبشاير، فمن المستبعد أن يبدأ أي من المرشحين الرئاسيين حملته الانتخابية قبل العام المقبل. من جانبه، حذر نائب الرئيس السابق ديك تشيني، اليوم، أولئك الذين ربما سئموا الحرب، وقال-خلال حفل نظمته "بوليتيكو" في واشنطن- ثمة تهديد متزايد يستهدف الولايات المتحدة، أما عن محاولة التعامل مع القضية من منظور عالمي، ونحن الوحيدون القادرون على قيادة جهد كهذا، ولا أحد آخر يستطيع، ولا أحد سيفعل.