مكتب مصر الثقافي بالرياض يناقش تأثير «السوشيال ميديا» على العرب

كتب: محمد حسن عامر

مكتب مصر الثقافي بالرياض يناقش تأثير «السوشيال ميديا» على العرب

مكتب مصر الثقافي بالرياض يناقش تأثير «السوشيال ميديا» على العرب

أقام المكتب الثقافي المصري بالرياض، أمس، ندوة ثقافية إعلامية تحت عنوان «السوشيال ميديا وتأثيرها الإعلامي والثقافي في المجتمعات العربية».

وقد تناولت هذه الندوة التي أقيمت برعاية السفير أحمد فاروق، سفير جمهورية مصر العربية بالمملكة العربية السعودية، وحضور القنصل العام الدكتور إيهاب عبدالحميد، وتحت إشراف الأستاذ الدكتور عمرو عمران، الملحق الثقافي، رئيس البعثة التعليمية المصرية بالمملكة، عددا من المحاور والقضايا الثقافية والإعلامية، المتعلقة بتأثير وسائل الاتصال والتواصل على ثقافة المجتمعات العربية.

وشارك في الندوة من مصر الأستاذ الدكتور أحمد عبدالحميد إسماعيل، أستاذ الأدب بكلية دار العلوم، وكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود، وشارك من المملكة العربية السعودية الأستاذ الدكتور مطلق بن سعود المطيري، أستاذ الإعلام الدولي بكلية الآداب جامعة الملك سعود.

السوشيال ميديا وتأثيرها الإعلامي والثقافي في المجتمعات العربية

بدأت الندوة التي أدارها الشاعر والكاتب الصحفي السيد الجزايرلي، بكلمة ترحيبية للأستاذ الدكتور عمرو عمران، الذي أشار إلى أن هذه الندوة تطرح واحدا من أكثر الموضوعات الحيوية والجدلية في الوقت الراهن، وهو موضوع «السوشيال ميديا وتأثيرها الإعلامي والثقافي في المجتمعات العربية»؛ لأن الأدوات المستخدمة في السوشيال ميديا بشكل عام، تصنف كأدوات اتصال إعلامي بمفهومه الحديث، إلا أن النتائج المرتبطة بها تمتد إلى كل الاتجاهات، ويصل تأثيرها إلى كل جوانب الحياة.

وأكد «عمران» أنه كان حريصا على أن تطرح هذه الندوة بالمفهوم الثقافي الواسع، الذي يشمل إلى جانب علوم الإعلام كل العلوم الأخرى، التي تندرج تحت مظلة الخطاب الثقافي كالأدب والنقد والطب والمجتمع وغيرها من الاهتمامات الإنسانية التي تستخدم السوشيال ميديا بالسلب أو بالإيجاب، ما جعلها ندوة فاعلة ومكتملة العناصر.

الجذور التاريخية لوسائل الاتصال والتواصل

وفي ورقته البحثية العميقة، تطرق الأستاذ الدكتور أحمد عبدالحميد إسماعيل إلى الجذور التاريخية لوسائل الاتصال والتواصل، مشيرا إلى أنه في الماضي وما قبل عصر النهضة، كانت هذه الوسائل تتمثل في الكتاب والخبر والرسالة والترجمات، وقبلها بزمن كانت حركة الإنسان على الأرض بديلا لحركة الرسائل الإلكترونية، ولا يبعد عنّا أنّ من أهم أشكال التواصل التي بُني عليها تغيير الأمم والفكر رُسل الملوك قديما إلى الممالك المناظرة.

وتساءل الدكتور أحمد إسماعيل: هل نعد رُسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى مصر واليمن وأطراف الجزيرة وسائل تواصل حديثة آنذاك؟، وهل لو كانت وسائل التواصل الحديثة موجودة كانت تقوم مقام جيوش الفتح والغزوات؟، موضحا أن هناك أمما مثل مصر واليمن وبعض قبائل الجزيرة العربية، وما وراء السند والهند دخلت الإسلام دون مقاومة، لمجرد أن عرفت الإسلام عن طريق التواصل بلا حروب.

وأضاف «إسماعيل»: «ثم قامت حركة تواصل ثقافي مكثفة تمثلت في تقبل العرب المسلمين لثقافات الإغريق والفرس والرومان والهند وترجمتها، وانتقل هذا التواصل إلى أوروبا ومنها إلى العالم الجديد في الأمريكتين، فعرفنا عصر النهضة من خلال تواصل الأمم عبر القنوات الثقافية السابقة».

وووفقا له، فقد عرف العرب هذا التواصل الجديد عبر الترجمات الروائية، ثم السينما التي مثلت القوة الناعمة للغرب وتحديدًا أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية، مؤكدا أن النهوض الأمريكي قام بقوة على التواصل الفني السينمائي، ومن خلاله وُلدت شركات الإعلام الكبرى، وعُرف دورها في إبداع السوشيال ميديا حتى أصبح لوسائل التواصل الحديثة قيمة في تقريب الثقافات والأماكن والأزمنة، عبر شبكة معرفية جعلت العالم كله قرية صغيرة.

علاقة السوشيال ميديا بالتغيُّر الاجتماعي والثقافي وبناء الهوية

وبصورة مغايرة لتناول البعد الإعلامي المتعلق بأدوات السوشيال ميديا وتأثيرها في المجتمعات العربية، تحدث الأستاذ الدكتور مطلق بن سعود المطيري، عن علاقة السوشيال ميديا بالتغيُّر الاجتماعي والثقافي وبناء الهوية، مؤكدا أهمية التفريق بين السوشيال ميديا بطابعها الخدماتي الإيجابي، والآخر الثقافي والسياسي السلبي.

وأشار «المطيري» إلى أنه في ظل أزمة كورونا على سبيل المثال لم نستطع أن نشتري الخبز إلا باستخدام التطبيقات الرقمية، وهذا يعني أننا لا نستطيع أن نستغني عن الجانب الخدمي في السوشيال ميديا.

واستدرك: «ولكن الأمر يختلف تماما عندما نتطرق للجانب الثقافي والاجتماعي والإعلامي؛ إذ يبدو خطابنا العربي في هذه الاتجاهات خطابا ضعيفا وغير مؤثر، وقد أصبحت ثقافة المجتمعات العربية قائمة على التلقي الذي يكتفي باستقبال الرسائل من مصادرها الغربية الأكثر قوة وتأثيرا».

وعبَّر الدكتور مطلق بن سعود المطيري عن استغرابه من الأعداد الكبيرة التي تتابع صفحات السوشيال ميديا ذات المحتوى السطحي الفارغ من القيم الثقافية العميقة، بينما لا تحظى الصفحات ذات المحتوى الجاد إلا بأعداد قليلة من المتابعين والمتفاعلين، وهو ما يعكس ضعف الخطاب العربي الذي يغذي التعصب والعنصرية، وعدم قبول الآخر.

 


مواضيع متعلقة