اعتراضات على تطوير بنها ومطالبات بالتحقيق في «مذابح الأشجار والميادين»

اعتراضات على تطوير بنها ومطالبات بالتحقيق في «مذابح الأشجار والميادين»
حيرة وقلق انتابت الشارع البنهاوي، وخاصة بين رواد التواصل الاجتماعي بمدينة بنها في محافظة القليوبية، بشأن عمليات تطوير العاصمة التي اجتاحت الشوارع الرئيسية بالمدينة، خاصة في مناطق كورنيش النيل بالفلل وشارع فريد ندا ببنها الجديد وميدان كباري الرياح التوفيقي المعروف بـ «وابور الثلج».
وبحسب الكثير من أهاتلي المدينة تنذر ملامح التطوير التي ظهرت بخروج المظهر النهائي بشكل لن يرضي المواطنين الذين وصفوا هذه الأعمال بـ «التخريب المتعمد لشكل بنها الجمالي المتعارف عليه منذ سنوات»، خاصة مع تقطيع الأشجار والقضاء على مساحات جمالية خضراء كانت تعج بها منطقة كورنيش النيل وكانت تضفي جمالا وشكلا يرى الكثير من النشطاء والأهالي أن إعادته إلى أصله أمر مستحيل، وهو الأمر الذي دعا الكثيرين إلى تحويل صفحات ومجموعات التواصل الاجتماعي في محيط العاصمة بنها إلى بوستات بلاغات للنائب العام والأجهزة الرقابية ضد القائمين على مشروع التطوير.
وكتب وائل منير، من أهالي بنها، في منشور على صفحته بالتواصل الاجتماعي مدعما بصور للوضع سابقا للكورنيش ببنها وحاليا جاء فيه «بلاغ للنائب العام.. حراااام مايحدث فى كورنيش بنها من قطع الأشجار بحجة التطوير ماهو إلا عبث وتخلف وغباء من القائمين عليه.. أى تطوير بقطع وإزالة تاريخ وذكريات البنهاوية.. كورنيش بنها الذى أصبح وجهة ومزارا لأبناء المحافظة كلها تم إزالة أشجار راااائعة ومعمرة لها عشرات السنين بدون إبداء أسباب أو مبررات، ولا وأحد من المسئولين الجهابزة بالمحافظة أو مجلس المدينة الذين يعيثون فى مدينة بنها فسادا بحجة التطوير.. للأسف فساد فى الإدارة وفساد فى التخطيط وفساد فى التنفيذ.. كفاااااية بقى قرفتونا وعذبتونا مطبات وطرق مكسرة وبطئ فى التنفيذ.. حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل فاسد وجاهل».
الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل زادت المناشدات بتدخل الأجهزة الرقابية لكشف ملابسات عملية التطوير ومايحدث، خاصة أن التطوير يسير ببطئ شديد ويتسبب في أضرار للمواطنين بسبب الحفر والمطبات والمخلفات، بحسب بعض الأهالي.
واشتكت المواطنة أمل وجيه، من تعرضها وبناتها لحادث كاد أن يودي بحياتها وحياة أطفالها خلال قيادتها سيارتها التي اصطدمت بعنف بأحد الكتل الخرسانية التي خلفها تجريف الرصف بمنطقة مخرج أتريب، باتجاه الرقابة الإدارية، والتي تسببت في أضرار للسيارة، وكادت أن تنقلب بها لعدم رؤيتها للكتلة الخرسانية خلال الظلام الدامس بعد رفع أعمدة الإنارة وتأخر مشروع الأعمدة الجديدة بالليد والكابلات الأرضية بدلا من الهوائية.
وقال محمود عمر من بنها، «إن مايحدث في منطقة كباري الرياح إهدار للمال العام حيث تم تطوير ميادين الكباري عن طريق مبادرة بنها لشبابها بإقامة ميدانين متحضرين تحت سمع وبصر الأجهزة التنفيذية التي وافقت وساهمت في المشروع كما أن المحافظ بنفسه أشرف على إقامة حديقتين بالمنطقة من ناحية وابور الثلج وفجأة وبدون سابق إنذار يجري الآن تكسير وهدم الحديقتين فيما يظل مصير الميدان المطور من المبادرة مجهولا، حيث لم يتم هدمه حتى الآن، ولكن كل الشواهد تؤكد أنه سيهدم بما يؤكد أن القائمين على المشروع يهدرون المال العام».
أما سومه عمر، فقالت على جروب «بنها بتتغير»، داعمة بوستها بصور للكورنيش قبل التطوير «المكان ده مكنش محتاج تجميل.. لأنك لايمكن تطلع أجمل من كده..
المكان ده مكنش محتاج الميزانية دى كلها.. ده يادوب كان محتاج شوية ترميمات بسيطة.. الشجر العتيق ده.. والألوان الخلابة دي.. صعب نعوضها تانى.. المكان ده كان في بنها.. أيوه كان.. لأنه خلاص مات وانتهى.. حتى لو عملنا أجمل من كده.. طيب ده كان عيبه إيه.. المكان ده كان في بنها.. وبرضه بنها فيها عزبة السوق والحرس الوطني وعزبة الزراعة والمنشية والمساكن والبرنس وأتريب.. لو هتعرف تعمل أجمل من كده.. كنت عملته في المناطق دي وكانت بنها كلها هتبقي جنة ربنا في الأرض.. لكن أعيد تجميل مكان كان هو الأجمل علي الإطلاق وأعيده لنفس الشكل أو حتى أجمل مما كان وفيه مناطق كاملة محتاجة.. فأعتقد ده سوء تدبير.. متنسوش.. تقروا الفاتحه ع الشجر إللي مات وعلي الجمال إللي كان.. ومهما حصل.. ستظل بنها هى الأجمل .. علي الأقل بناسها الطيبين».
المحافظ: المشروع نقلة حضارية
من جانبه اللواء عبدالحميد الهجان محافظ القليوبية، أكد أن المشروع حضاري بشكل كبير، وسيكون نقلة حضارية، مشيرا أنه يتابع باهتمام بالغ التنفيذ، مشيرا أن مخططات ورسومات المشروع تم عرضها أكثر من مرة على المواطنين حتى يطمئنوا.
وأوضح المحافظ أن تأخر أعمال التطوير ترجع لتطوير البنية التحتية لأن هذه الشوارع لم يمتد إليها يد التطوير في بنيتها التحتية منذ سنوات طويلة، ويجب عمل تطوير كامل للبنية التحتية قبل الرصف حتى لايتم الحفر فى هذه الشوارع مرة أخرى
وقال المحافظ إن المشروع يتكلف 60 مليون جنيه، ويتضمن تطوير وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين من خلال إعادة رصف وتجميل شارع فريد ندا بمدينة بنها وشارع كورنيش النيل وفق مخطط كامل مدروس لتطوير المناطق المتاخمة للشارعين المذكورين وضبط الحركة المرورية بتلك المناطق حيث قاربت الأعمال على الانتهاء من أعمال البنية التحتية والشروع فى أعمال الرصف مطالبا المواطنين بتقييم المشروع بعد الإنتهاء منه والصبر خلال فترة التنفيذ علي بعض المعوقات التي تواجههما نظرا للحفر وتكسير الرصف وخلافه لأنه على المدى البعيد سيكون الوضع مختلف جدا.