أحمد البرعى: لو فشل تحالفنا فى حصد 70% من مقاعد البرلمان «يبقى نقعد فى بيوتنا أحسن»

أحمد البرعى: لو فشل تحالفنا فى حصد 70% من مقاعد البرلمان «يبقى نقعد فى بيوتنا أحسن»
قال الدكتور أحمد البرعى، وزير القوى العاملة الأسبق، مؤسس تحالف الكتلة الوطنية، إن كل ما يتعلق بالتحالفات الانتخابية حتى الآن، هو «كلام فى الهوا»، وإن المصالح الشخصية من الممكن أن تعطل تشكيل التحالفات والائتلافات على أسس موضوعية، مؤكداً فى حواره مع «الوطن»، ضرورة توحد الأحزاب، وتشكيل تحالف مدنى موسع حتى لا تتفتت الأصوات، وتذهب لقوى أخرى، وحتى لا تتكرر تجربة برلمان 2012. لافتاً إلى أن نجاح تحالفه يطلب فوزه بنسبة 70% من مقاعد البرلمان.
■ بداية.. كيف ترى استعدادات الأحزاب للانتخابات البرلمانية؟
- ليس هناك شىء محدد، والأجواء السياسية لم تستقر بعد.
■ وما السبب؟
- السبب هو أن الأحزاب تعطى نفسها وقتاً للمشاورات، كما يحدث دائماً فى العمل الجماعى السياسى، كما أن المصالح الشخصية، تعطل قيام تحالفات وائتلافات على أساس موضوعى. فأحيانا، تكون هناك خلافات أثناء تشكيل التحالفات، تتعلق بمسألة الكوتة، وهل سيكون لكل حزب عدد معين من المقاعد أم لا؟ أم أن الأمر يخضع للكفاءة، كما يوجد أحياناً تنافر قائم على عدم القبول الشخصى، أو اختلاف المبادئ، لكن على الجميع أن يتخطى تلك الأمور حتى لا تتكرر تجربة برلمان 2012.[FirstQuote]
■ هل تعتقد أن الخلافات والمصالح الضيقة قد تؤثر على تشكيل البرلمان الجديد؟
- لا أحد يستطيع التنبؤ بشكل وطبيعة البرلمان، لأنه لا أحد يعرف طبيعة التحالفات الانتخابية القائمة، أو التى سيجرى الإعلان عنها الفترة المقبلة، فحتى الآن كل ما لدينا بخصوصها هو «كلام فى الهوى»، عمن يتولى زعامة التحالفات، ومن انضم إليها، أو من يمكن أن ينضم، وهناك حالة عدم استقرار، فلا أحد يستطيع أن يعطى لك صورة عن المستقبل، لكن تأخر إعلان شكل وطبيعة التحالفات، لن يؤثر بالسلب على شكل البرلمان وطبيعة تشكيله.
■ كيف ترى خريطة التحالفات، بعد انسحاب اللواء مراد موافى، وإعلان الفريق سامى عنان تأسيس تكتل جديد؟
- الحل الأمثل لمصر فى الوقت الحالى، أن تشكل جميع الأحزاب المدنية، تحالفاً فيما بينها، يبدأ بالتنسيق بينها فى الدوائر، ثم تحديد وجهة التحالف وهل سينافس على الفردى أم القائمة، أم الاثنين معا، لنصل فى النهاية لمرحلة الدمج، لأنه من الواضح أن الأحزاب التى وجودت قبل ثورة 25 يناير، كانت ضعيفة أو أن الثورة لم تستطع تقويتها، ومصر فى حاجة لاندماج هذه الأحزاب، ونحن فى تخيلنا أن التيارات التى تستخدم الدين فى السياسة لن تعود مرة أخرى، لكن ما زال هذا الخطر قائما، وليس شرطا أن يحصلوا على أغلبية، لأن استحواذهم ولو على عدد محدود من المقاعد سيمكنهم من توفيق القوانين والتشريعات مع مصالحهم، لذلك يجب تجاوز الخلافات بين الأحزاب المدنية فى الوقت الراهن. وفى تجربة جبهة الإنقاذ الوطنى، اجتمعنا من اليسار حتى اليمين، على الرغم من الخلافات بين الطرفين، لأنه كان لدينا هدف، هو إسقاط حكم الإخوان، والهدف الآن هو تشكيل برلمان متزن، يميل نحو المدنية، ويعمل على تحقيق أهداف ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وبالتالى مسئولية الأحزاب كبيرة، لأن خروج أى حزب مدنى عن التحالف معاً، سيترتب عليه سحب أصوات للناخبين وتشتيتها، ما يعطى فرصة لفوز تيارات أخرى يجب ألا تنجح، وعليه فإن المصلحة فى أن تكون هناك أغلبية متوافقة.
■ كيف ترى تشكيل شخصيات عسكرية سابقة لتكتلات سياسية؟
- نحن فى بلد ينادى بالحرية السياسية، وبالتالى فكل شخص حر، خصوصاً إذا كانت لديه رؤية للوضع السياسى والاقتصادى، فمصر بدأت عهد الحرية.
■ وهل هذا مفيد للحياة السياسية؟
- هؤلاء الآن أصبحوا شخصيات عامة، ومن حقهم خوض تجربة العمل السياسى.
■ هل ترى أن للأحزاب صدى وشعبية تمكنها من الحصول على أغلبية البرلمان؟
- لو أن هناك تحالفاً واحداً موسعاً، فمن الممكن أن يجذب عدداً كبيراً من الأصوات، وأنا أفضل إقامة تحالف واحد، وإن كانت السيناريوهات الحالية تجعلنى أتصور أنه سيكون هناك أكثر من تحالف.
■ هل يمكن أن تخوضوا الانتخابات بشكل فردى؟
- لا يوجد حزب أو كيان لديه القدرة على هذا، وعلى الأقل يجب على الأحزاب التى تنتمى لنفس لتيار أو لها توجه واحد كالديمقراطية مثلاً، أن تتحد، وفى الفترة المقبلة أعتقد أن التحالفات والأحزاب المتقاربة ستتحد سواء قبل الانتخابات أو بعدها، وسندرك أثناء الانتخابات أن تعدد الأحزاب الصغيرة غير مجدٍ بالنسبة لمصر، والأفضل لها الاندماج.
■ هل تؤيد خوض حزب المصريين الأحرار الانتخابات بشكل فردى؟
- الحزب لم يعلن بشكل رسمى خوضه الانتخابات منفرداً حتى الآن.[SecondQuote]
■ لكن المتحدث باسمه أعلن ذلك؟
- أنا شخصياً أتحفظ على هذا الكلام، ولا أعتقد أن هذا سيحدث، خصوصاً أنهم لا يستطيعون خوض الانتخابات والمنافسة بشكل فردى.
■ ما الشروط التى يمكن أن تضمن استمرار أى تحالف؟
- التخلى عن المطامع الشخصية، وإيثار المصلحة العامة على المصالح الحزبية.
■ ما نسبة المقاعد التى سيحصل عليها التحالف إذا طبق هذين الشرطين؟
- الخريطة الحزبية فى مصر الآن، لا تمكنك من إصدار أحكام أو توقعات دقيقة، فالساحة السياسية ليست واضحة العناصر، ولا يوجد حزبان كبيران ينافسان، تعرف توجههما.
■ هل يمثل عدم تعديل قانون الانتخابات البرلمانية عقبة أمام الأحزاب؟
- لا، ولكنه لا يضمن تمثيلاً متوازناً، وأسلوب القائمة المغلقة يهدر جزءاً كبيراً من أصوات الناخبين، وكنا نطلب زيادة المقاعد المخصصة للقوائم، لتصبح 180، بعيداً عن القائمة النسبية المغلقة.
■ هل وصلكم رد من الرئاسة على مذكرتكم لتعديل قانون الانتخابات البرلمانية؟
- نحن لسنا فى معركة، والرئاسة باعتبارها سلطة تشريع، لها الحرية أن تنظر فى مطالبنا أو لا تنظر، ومن حقنا أن نبدى رأينا فى القانون، وعندما التقينا وزير العدالة الانتقالية السابق، المستشار أمين المهدى، واستجابت اللجنة الرئاسية المنوطة بتعديل قانون الانتخابات، لبعض التعديلات، وبشكل عام، فالقوانين ليست قرآناً، وهى صنع البشر يمكن تعديلها فى أى وقت، ومن الممكن أن يأخذ مجلس الشعب الاعتبارات التى تحدثنا عنها، ويعدل القانون.
■ كيف ترى تهديد بعض القوى بمقاطعة الانتخابات حال عدم تعديل القانون؟
- هذا الكلام «بِطل»، ونحن قلنا هذا من قبل، عندما كنا فى جبهة الإنقاذ، لكن الوضع كان مختلفاً، لأن من كان يحكم، كنا نريد إسقاطه، والبرلمان يجب أن يكون قوياً، بينما المقاطعة ستخلق برلماناً ضعيفاً.
■ ما الأحزاب المنضمة للكتلة الوطنية؟
- لدينا هيئة عليا تضم ممثلين للمجتمع المدنى، والنقابات، من 49 شخصاً أسسوا الكتلة، على رأسهم هانى سرى الدين، وجورج إسحاق، والدكتور عمرو الشوبكى، وإسراء عبدالفتاح، وأحمد عيد، وباسل عادل، وعمرو صلاح، وناصر عبدالحميد.
■ ما نسبة التيار الإسلامى فى البرلمان المقبل، حسب توقعك؟
- لن تكون نسبتهم مفاجأة، ويجب أن يكون العدد أقل ما يمكن، ومعركتنا مع الإخوان كانت فصل الدين عن الدولة.
■ ما معيار نجاح أى تحالف فى الانتخابات البرلمانية؟
- أن تحصل على الأقل على نسبة 70% من المقاعد، وهذا بالنسبة للكتلة المدنية، وإذا فشلنا فى هذا «يبقى نقعد فى بيوتنا»، لأن البرلمان هذه المرة وفقاً للدستور يتحكم فى الحكومة، وتشكيلها يخضع للبرلمان، وبالتالى نحن نحتاج كتلة واضحة وقوية داخل البرلمان، البرلمانات السابقة كانت مهزلة، والمفترض أن مهمتها الرئيسية مراقبة الحكومة والتشريع.
■ هل الأفضل للإخوان أن يخوضوا الانتخابات للعودة إلى الحياة السياسية؟
- إذا كانوا يريدون العيش معنا، فليعيشوا على مبادئنا، نحن حاولنا أن نصلح ما أفسدوه دون أن ينتبهوا، لأنهم لا يقبلون النصيحة، وما فى أذهانهم باطل بالنسبة للمصريين، الإخوان لديهم فكر بعيد عن الوطن يتعلق بالخلافة والمرشد، لا استحقاقات الناس وتطلعاتهم، كما فشلوا خلال حكمهم فى الجانب الاقتصادى.
■ هل تتخوف من وجود نواب للإخوان فى البرلمان؟
- لن يكونوا أغلبية، المشكلة أنه لو حدث، ولو وجد حتى 4 نواب فإنهم سيمثلون مصدر إزعاج، لأنهم عندما وضعوا الدستور مثلاً، أعطوا لرئيس الجمهورية الحق فى تعديل الحدود، وذلك فى سبيل تحقيق حلمهم بالخلافة.