الثأر وكورونا يمنعان أسرة «معلم السعودية» من تلقي العزاء بالفيوم

كتب: أسماء أبو السعود

الثأر وكورونا يمنعان أسرة «معلم السعودية» من تلقي العزاء بالفيوم

الثأر وكورونا يمنعان أسرة «معلم السعودية» من تلقي العزاء بالفيوم

رفضت أسرة هاني عبد التواب محمد عرندس، مدرس لغة إنجليزية، الذي قُتل على يد أحد تلاميذه في السعودية، أخذ واجب العزاء، حيث تركوا منزلهم عقب تشييع الجنازة وجلسوا بمنزل أحد أعمامه، هربًا من أخذ العزاء.

وقال عبد التواب عرندس، والد المُدرس شهيد الغدر، في تصريحات خاصة لـ«الوطن» إنّه لم يأخذ واجب العزاء، لسببين الأول: هو الاستجابة لقرارات الحكومة باتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية اللازمة للوقاية من فيروس «كوفيد 19» المستجد، موضحًا أنهم يحترمون الرئيس عبد الفتاح السيسي وبلدهم ويلتزمون بما تأمر به الدولة.

وكشف «عرندس» أن السبب الثاني أنه لا يتم أخذ العزاء في شخص قُتل حتى تحصل أسرته على حقه، وترى القصاص العادل، موضحا أن السلطات المصرية أثلجت صدورهم بإحضار جثمان نجله لدفنه بمقابر أسرته بمسقط رأسه بقرية النزلة بمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، بالإضافة إلى الحفاظ على أوراق القضية في السعودية حتى يتم الانتهاء من الحكم فيها، مُطالبًا بضرورة محاسبة المتسبب في ذلك وعدم التغاضي عمّا فعله بحجة أنّه صغير السن وحدث.

وأشار «أبو هاني» أنّ ابنه كان يسافر إلى السعودية منذ 10 أعوام ولكنه كان في القصيم أولًا لمدة 6 أعوام، موضحًا أنّ مدير المدرسة التي كان يعمل فيها ابنه خلال تلك الفترة اتصل به وأدى واجب العزا لهء، وعدّدَ له محاسن «ابنه الراحل» وأنّه كان حزينا، عندما قرر «هاني» ترك المدرسة والعمل في مدرسة أخرى بمنقطة الدواسر، ولكنه لم يرغب في الوقوف في طريق مستقبله.

وأوضح والد «هاني» أنّ نجله كوّن نفسه خلال الـ6 أعوام ثم بنى منزلًا وتزوّج وأنجب طفلين «إياد وأنس» وجلس قرابة العامين، ثم سافر مرة أخرى منذ عامين ولكنه سافر إلى منطقة الدواسر، نظرًا لكون الراتب أعلى وهو كان بطبيعته شاب طموح وكان يريد أن يوفر مبلغًا من المال لكي يتمكن من إحضار والده ووالدته وزوجته لعمل «عُمرة» في الفترة المُقبلة.

وبيّن أنّهم علموا بالواقعة من مواقع التواصل الاجتماعي، حيث فوجئوا بنشر صورة بطاقته وجواز السفر الخاص به، وأنّه مصاب في حادث ويبحثون عن أسرته، وبالفعل حاولوا الذهاب إليه ولكن لم يتمكنوا بسبب غلق المطارات لمواجهة فيروس كورونا فإتصلوا بأعمامه الذين يعملون في السعودية ووصلوا إليه، ولكنه توفي متأثرًا بإصابته، وبدأوا في دوامة إنهاء الأوراق والإجراءات اللازمة لإرسال جثمانه إلى مصر لدفنه في مقابرهم.

ولفت إلى أنّهم كان يظنون أنّه أُصيب في حادث مثلما انتشر على "الفيسبوك وبعد ذلك علموا أنّ أحد التلاميذ عنده ترصد له وأطلق النيران عليه بصحبة شقيقه الأكبر بسبب رفض "هاني" زيادة الدرجات الخاصة بأعمال السنة له، وعندما حاول "هاني" أن يقنعه بأن ذلك هو مستواه الحقيقي ويجب أن يذاكر ويلتزم بشكل أكبر فعرض عليه التلميذ دفع مبلغ مالي مقابل زيادة درجاته وعندما رفض انتظره أمام المدرسة وأطلق النيران عليه.

وكان أهالي قرية النزلة قد شيعوا جنازة هاني عبد التواب محمد عرندس اليوم السبت، واصفين إياه بشهيد لقمة العيش، مرددين هتافات لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله.


مواضيع متعلقة