«ياسين» يتفاعل مع ممرضة الحسينية: لوحة تعبر عن معاناتها بألوان الزيت

كتب: إنجي الطوخي

«ياسين» يتفاعل مع ممرضة الحسينية: لوحة تعبر عن معاناتها بألوان الزيت

«ياسين» يتفاعل مع ممرضة الحسينية: لوحة تعبر عن معاناتها بألوان الزيت

كان مشهد ممرضة مستشفى الحسينية للعزل بمحافظة الشرقية، وهي تجلس فى ركن صغير داخل غرفة العناية المركزة، ضامة ركبتيها إلى وجهها جراء الصدمة من وفاة عدد من المرضى المصابين بفيروس كورونا، مليئا بالكثير من المعان الإنسانية أبرزها الألم الذي بدا في كل حركات جسدها المنكمش حتى وإن لم تتحرك.

15 دقيقة لرسم اللوحة 

شعر ياسين محمد 27 عاما، رسام، بتلك المعاناة، ليقرر التعبير عنه بلوحة  للممرضة آية علي محمد علي، وينشره عبر حسابه على فيس بوك وإنستجرام، محاولا استخدام الألوان كسلاح في مواجهة وباء صار يقتل بفوضوية منظمة. «أنا بحب الرسم من صغري، ولما كبرت بقى هوايتي وشغلي وكل دنيتي، وامبارح كنت برسم لوحة تانية، وقعدت فترة طويلة مركز فيها، وعلى آخر اليوم قولت آخد استراحة، وادخل أشوف فيس بوك، فشوفت صورة الممرضة منتشرة، وجنبها انه جزء من فيديو لوفاة عدد من مرضى كورونا، وده كان حالها وهي متأثرة، فلاقيت نفسي بطلع الفرشة والألوان وبرسم اللوحة من غير تفكير»، وأكد ياسين، أن اللوحة لم تستغرق منه أكثر من 15 دقيقة من شدة تأثره بها.

لم يدرس ياسين، الرسم، وعمل على تثقيف نفسه بنفسه، منذ بدأ الرسم وهو في سن الـ5 سنوات، فصار الرسم بالنسبة له كالهواء والماء، يستطيع التجول بين تفاصيله وثناياه دون خوف أو تردد، وهو ما جعله يلجأ لاستخدام الزيت في رسم اللوحة: «أنسب مادة تبين معاناة الممرضة هي الزيت لأن ألوانه واضحة ومضيئة وفي نفس الوقت ممكن تظهر الحزن والألم اللي واضح في جلستها من غير حتى ما يظهر ملامح وشها».

اللوحة إهداء للفرق الطبية 

يعتبر «ياسين» لوحته هدية بسيطة للأطباء والفرق الطبية الذين تحلوا بالشجاعة والبسالة في مواجهة فيروس كورونا، وعدم استسلامهم أمام شراسة الفيروس: «مقدرتش أفتح الفيديو خفت من مشاعر الألم اللي فيه، بس اللي أقدر أقوله اني لما شوفت صورة الممرضة، حسيت ازاي الأطباء والممرضين وأطقم المستشفيات بيدفعوا بحياتهم تمن مواجهة فيروس كورونا، وهما مش خايفين، لأ ده في منتهى الشجاعة، وإحساسهم بالمسؤولية تجاه المرضى بيظهر في قعدة الممرضة اللي يبان مدى الحزن فيها، وهي حاسة انها لازم تسهم في إنقاذ المرضى».


مواضيع متعلقة