رحلة أحمد لعلاج ابنته من السرطان تنتهي بالتطوع في مستشفى 57357

رحلة أحمد لعلاج ابنته من السرطان تنتهي بالتطوع في مستشفى 57357
- مرض السرطان
- السرطان
- مستشفى 57357
- العلاج في مستشفى 57357
- الشفاء من السرطان
- علاج السرطان
- مرض السرطان
- السرطان
- مستشفى 57357
- العلاج في مستشفى 57357
- الشفاء من السرطان
- علاج السرطان
لم تتجاوز ابنته العام والنصف من عمرها عندما علم بأنها مصابة بالمرض اللعين الذي ينهش في الجسد ويجعله هزيلا من الألم والوجع، وخاصة أن إصاباتها بالسرطان جاءت في أحد المناطق الصعبة بالجسم وهي فقرات العمود الفقري، اعتقد الأب أحمد عبدالله، في بداية الأمر هو والدتها، أنها لا تستطع الحركة بسبب نقص كالسيوم أو أنه أمر طبيعي لتأخرها في السير مثل عدد كبير من الأطفال.
ومنذ ولادة جايده أحمد، لاحظ والداها تأخرها في المشي، وعند استشارة بعض الأطباء أخبروهما بالاطمئنان، وأنه ربما يكون نقص كالسيوم، ولكن أحد الأطباء طلب منهما خضوعها لأشعة الرنين، تحسبا لوجود مشكلة في الأعصاب مؤكدا أن علاجها سيكون بسيطا وبالعلاج الطبيعي: «أنا سافرت تبع الشغل وهما راحوا عملوا الفحوصات، كانت صدمة حياتي كلها لما قالولي عندها كانسر في فقرات الظهر، مأثر على حركة الرجل»، بحسب وصف والد الطفلة، لـ«الوطن» .
وبين «العتمة واليأس والوجع والبُعد عن الناس والعمل والطعام وقلة نوم».. تعددت مشاعر وحالات الأب، وتحولت حياته في لحظة بعد علمه بمرض ابنته في عام 2013، وأخذت الحيرة تراود تفكيره بين السفر بها للخارج أو الاقتناع بالذهاب لمستشفى 57357 كما نصحه المحيطون به: «الموقف كان صعب جدا وكنت شايف ان 57357 مجرد اشتغالة وحاجة استثمارية وبقول هسفر بنتي بره تتعالج لحد ما اتفاجئت باستقبالهم لينا والاحترافية اللي هما فيها».
ظل أحمد عبدالله، البالغ من العمر38 عامًا، في دوامة العلاج لمدة عام، يعيش حالة الألم مع ابنته، ابتعد في أول 6 أشهر عن عمله وحياته ليهتم فقط بابنته جايده، يبكي على بكائها ويتألم لآلمها: «حياتي كلها كانت متشقلبة ومفيش نوم ومش عايز أقابل حد ولا أكلم حد ولا أروح الشغل ولو روحت يوم أغيب عشرة، وحسيت ان الحياة وقفت وبقت سودة ومش شايف أمل» .
«بس في فترة العلاج لما كنت بحس بحالة يأس ربنا كان بيبعتلي رسايل يهون عليا».. وصف «عبدالله» الذي وجد أن حالة ابنته تبدو أفضل من مرضى آخرين تكاد تكون حالتهم منتهية، ليجد نفسه في نعمة ويصبر نفسه، وبدأ ينتظم في العمل ويتابع ابنته حتى كانت المفاجأة الكبيرة في أواخر عام 2014: «الدكتور حدد الأشعة اللي هتتعمل عشان يدخل من جلسات الكيماوي لجلسات تانية، اكتشفنا انه انتهى من عندها وهو بيقول سبحان الله أنا كنت بجهز تدخل على اللي بعده» .
تحولت حياة عبدالله، ونظرته للدنيا، وقرر حينها اتخاذ قرار التطوع مع فريق المستشفى، موضحا الأب: «أول ما خلصت العلاج قولت لازم أكون واحد منهم، وتبقى مهمتي أصبر ذوي المرضى، الواحد ما بيصدق يلاقي قشاية بيتعلق فيها في الظرف ده زي ما في وقت علاج جايدة كان في ناس بتيجي تقعد معانا وياخدوا بخاطرنا ويلعبوا مع بنتنا».
وواظب الأب منذ 2014 حتى الآن، على التطوع بمستشفى 57357 لعلاج مرضى السرطان، سواء في العمل بالإدارة أو الشرح لزوار المستشفى عن كل أقسامها أو الجلوس مع الأطفال ومساندة الأهل: «وأنا بواقع تجربتي كلامي معاهم بيبقى في راحة أنهم يبقى عندهم أمل، الواحد بيطمن لما يلاقي حد زيه».
وتنتظم جايدة، التي تبلغ من العمر حاليا 8 أعوام، في المتابعة السنوية للاطمئنان عليها، كما أنها تسطيع السير جيدا، والذهاب إلى المدرسة مثل باقي الأطفال، وممارسة حياتها الطبيعية بعد شفائها.