خطاب من جائزة نوبل لأحد علماء الكيمياء بالمنصورة بعد وفاته بـ7 سنوات

خطاب من جائزة نوبل لأحد علماء الكيمياء بالمنصورة بعد وفاته بـ7 سنوات
- جائزة نوبل
- جامعة المنصورة
- نوبل في الكيمياء
- ترشيحات الجائزة
- الدكتور محمد عباس
- علوم المنصورة
- جائزة نوبل
- جامعة المنصورة
- نوبل في الكيمياء
- ترشيحات الجائزة
- الدكتور محمد عباس
- علوم المنصورة
مات الجسد، وبقي علمه ينمو ويترعرع، حتى إذا ما أرادت جائزة نوبل العالمية، بالأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، أن تختار من يرشح لها من يفوز بالجائزة عام 2021 في الكيمياء، اختارته من بين علماء برزوا بأعمالهم في مجال الكيمياء، وأصبحوا ملء السمع والبصر في العالم.
ووصل خطاب من جائزة نوبل إلى أسرة الدكتور الراحل محمد عباس المتولي، أستاذ الكيمياء بكلية العلوم - جامعة المنصورة، الذي توفي منذ عام 2013، أي من 7 سنوات، لتطالبه الجائزة بالمشاركة في ترشيح 3 أسماء يستحقون الفوز بالجائزة، دون أن يعلموا بوفاته.
مشاعر متضاربة أصيبت بها الدكتورة هبة محمد عباس، أستاذ الكيمياء بعلوم المنصورة، عندما رأت الخطاب يصل إلى والدها على مكتب سكرتيرة قسم الكيمياء، بين الفرح بقيمة والدها العلمية التي لم تختف حتى بعد مرور 7 سنوات من وفاته، وبين البكاء؛ فقد تذكرت أباها، الذي كان لديه إصرار على أن يورثها علمها لتستكمل مسيرته العلمية بعد رحيله.
«كنت في مكتب أحد الأساتذة وفوجئت بسكرتيرة القسم تسلمني خطاب وصل لوالدي»، تحكي الدكتور هبة محمد عباس، تفاصيل أول لحظات تسلمها للخطاب، مضيفة: «فتحت الخطاب؛ إذ تعودت أن تصل إلى والدي خطابات بعد وفاته على القسم، لكني فوجئت أن الخطاب من جائزة نوبل تطالبه المشاركة في الترشيحات له، انبهرت، ثم دخلت في نوبة بكاء».
وأضافت الدكتورة هبة لـ«الوطن» أن هذا لم يكن جديدا على والدها «فقد كان ترتيبه دائما الأول على مستوي الجمهورية في علمه، ولا تزال ترسل إليه رسائل عليمة إلى الآن ليحكمها، فذكراه عايشة معانا دائما، ورغم مرور 7 سنوات على وفاته، إلا أن كل شيء حولي في البيت والعمل يذكرني به دائما».
من جهته، قال الدكتور إيهاب، نجل الدكتور محمد عباس، إن الخطاب وصل من الهيئة المسؤولة عن تسليم جوائز نوبل، وهو خطاب مكتوب في مقدمته أنه «سري للغاية» وطلبوا منه أن يرسل 3 ترشيحات تستحق الفوز بجائزة نوبل عام 2021 في الكيمياء، وهي ثقة كبيرة في علم والدي، وجاء هذا الخطاب بعد أن لاحظت أنه في الفترة الأخيرة، زاد حجم الاستشهادات التعليمية بأبحاث والدي بصورة كبيرة، ولا أعلم سببها».
وأضاف الدكتور إيهاب لـ«الوطن»: «والدي كان من أوائل العلماء الحاصلين على درجة (D.Sc)، وهي أعلى الدرجات العلمية لعلماء العلوم الأساسية؛ إذ يعد والدي رائدا عالميا بمجال التخليق الكيميائي، وله إنجازات بحثية عديدة بمجال الكيمياء العضوية وتطبيقاتها، أبرزها مجالات الأدوية والصباغة، وفصل المنتجات الطبيعية من نباتاتّ تم استخدامها كأدوية موجوده بالأسواق العالمية».
وأشار نجل الطبيب الراحل، إلى أن والده تولى منصب نائب رئيس هيئة «الالكساندر فون هومبلت في مصر»، وهي أكبر مؤسسه ألمانية للعلوم الأساسية بألمانيا، بالإضافة لعضويه الهيئة الملكية الإنجليزية للكيمياء، وتكليفه بمهمات علمية، بالإضافة إلى حصوله على عديد من الجوائز، منها عبدالحميد شومان للعلماء العرب، ونوط الامتياز من الدرجة الأولى من رئاسة الدولة المصرية، والدولة التشجيعية والتفوق العلمي، والعديد من الجوائز التقديرية من الجامعات المصرية.
وأرسلت الجائرة إلى علماء آخرين بجامعة المنصورة، للمشاركة في الترشيح للفوز بها، بخلاف الدكتور محمد عباس المتولي، وهم كل من: الدكتور «محمد الفار، وحنفي حسن زعرب، ووفاء حمامة، ومحمد أبو الدهب، وجابر أبو الريش، وأحلام عباس حلمي، وسهير عبدالحكم شيحة، وماجده عقل، ومجدي عبدالعال، وعلاء الدين علي الشافعي، وعلا الجمال»، وجميعهم أساتذة بقسم الكيمياء بكلية العلوم.
من جهتها، قالت الدكتورة وفاء سلامة حمامة، أستاذ الكيمياء، أحد من وصل إليهم خطاب المشاركة لترشيحات نوبل، إن الخطابات وصلت لنا منذ أسبوعين تقريبا، لكي نشارك في الترشيحات بصورة سرية جدا علي نموذج أعدته الجهة المشرفة على الجائرة، مشيرة إلى أن هذا توجه جديد للجائزة، أن تبحث عن «الماسات المدفونة» في الدول العربية وإفريقيا، التي لا تجد من يسلط عليهم الأضواء غالبا، وكنا لا نسمع عن أحد علماء الجزائر إلا بعد أن فاز بالجائزة، وهذا توجه جديد ورائع.
وأضافت وفاء لـ«الوطن»، أن بروز علماء في الخارج من أصول عربية جعل الجائزة تهتم بنا، وليس الدكتور أحمد زويل عنا ببعيد، والذي تلقي تعليمه الأساسي في مصر، وللعلماء المصريين دور بارز في الخطوات الأولى لتصنيع الأدوية، مثل تخليق مواد جديدة مضادة للسرطان، ونعمل حاليا على مشروع سرطان الثدي، الذي أصبح يصيب الرجال أيضا، لكن بنسبة أقل من السيدات بكثير.
وأكدت الدكتورة وفاء سلامة حمامة، أن وضع عددا من علماء الكيمياء في اختيار المرشحين للجائزة، سيكشف عن الكثير من الأبحاث الهامة، والتي نشرت أو التوجه الفكري لمجموعات العمل.