تزامنا مع أعياد الميلاد: وثيقة الأزهر للمواطنة.. دستور التعايش الوطني

كتب: سعيد حجازي

تزامنا مع أعياد الميلاد: وثيقة الأزهر للمواطنة.. دستور التعايش الوطني

تزامنا مع أعياد الميلاد: وثيقة الأزهر للمواطنة.. دستور التعايش الوطني

عمل الأزهر الشريف، على مواجهة أفكار التطرف في علاقة المسلم مع الآخر، حيث تسببت جماعات الإسلام السياسي طوال سنوات ماضية إلى إثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، بوضع تصوراتهم على أنها الدين، فحرموا التهنئة بين المسلم وغيره، وتناسوا مكانة عيسى بن مريم في الإسلام، كذلك تعمدوا الإيذاء النفسي والجسدي في بعض الأحيان لأشقاء الوطن.

وخلال السنوات الماضية، واجه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تلك الأفكار من خلال مجموعة تحركات كان أبرزها وثيقة الأزهر للمواطنة، والتي صدرت في 2017 والتي اعتبرها كثيرون استكمال لدستور المدينة الذي وضعه النبي الكريم، حيث أكدت الوثيقة أن المصريين مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، ورفض وصف المسيحيين بأنهم الأقلية في وطنهم، كذلك واجهت الوثيقة دعوات عدم التساوي في الحقوق والواجبات بين أبناء الوطن الواحد، ورفضت الوثيقة كل هذه الدعوات الشاذة.

أخوة في الإنسانية

وحملت الوثيقة التاريخية عنوان «إعلان الأزهر للمواطنة والعيش المشترك»، أكد خلاله الأزهر الشريف وإمام الأكبر أن المسلمين والمسيحيين أخوة في الإنسانية، وشركاء في الوطن، وجميعهم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات.

واستبدلت الوثيقة مفاهيم الذمي وغيرها بمفهوم المواطنة، باعتباره مصطلح أصيل في الإسلام، حيث أكد الإمام الأكبر أن الإرادة الإسلامية والمسيحية المصممة على العيش المشترك، ورفض التطرف، وإدانة العنف والجرائم التي ترتكب باسم الدين، وهو منها براء.

دستور النبي

ونص إعلان الأزهر للمواطنة والعيش المشترك على أن «المواطنة» مصطلح أصيل في الإسلام، طبقه النبي في أول مجتمع إسلامي أسسه، وهو دولة المدينة، فلا يوجد تفرقة أو إقصاء لأي فئة من فئات المجتمع مؤمنين بالتعددية الدينية والعرقية والاجتماعية، وهي تعددية لا يمكن أن تعمل إلا في إطار المواطنة الكاملة والمساواة.

وأكدت وثيقة الأزهر رفضها للتصرفات التي تتعارض مع مبدأ المواطنة، من ممارسات لا تقرها شريعة الإسلام، كالازدراء والتهميش والكيل بمكيالين، والتضييق والتهجير فهي سلوكيات يرفضها الإسلام، وتأباها كل الأديان والأعراف.

تأسيس لشراكة متجددة

شدد الأزهر على أن الوثيقة تأسيس لشراكة متجددة ومستأنفة فهو ضرورة حياتية وتطور لمجتمعاتنا ودولنا وإنساننا وأجيالنا، ورسول الله، صلوات الله وسلامه عليه، ضرب مثلا للشراكة الكاملة والعقد القائم بين الجماعة الواحدة على السفينة الواحدة ذات الطابقين، فكان الذين فى أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقال بعضهم: «لو أنا خرقنا فى نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا»، وقد عقب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على ذلك بقوله: «فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا وهلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا».

أهل السفنية

أوضحت الوثيقة أننا في مصر أهل سفينة واحدة، ومجتمع واحد، نواجه مخاطر مشتركة تهددنا في حياتنا ومجتمعاتنا ودولنا وأدياننا جميع، ونريد بالإرادة المشتركة، وبالانتماء المشترك، وبالمصير المشترك، أن نسهم معا عن طريق العمل الجاد في إنقاذ مجتمعاتنا ودولنا، وتصحيح علاقاتنا بالعالم، حتى نوفر لأبنائنا وبناتنا فرصا في مستقبل واعد، وحياة أفضل.


مواضيع متعلقة