الأربعين الحزين.. قصة طبيب ومعلم جمعتهما الأخوة وحب الناس والموت

كتب: سهاد الخضري

الأربعين الحزين.. قصة طبيب ومعلم جمعتهما الأخوة وحب الناس والموت

الأربعين الحزين.. قصة طبيب ومعلم جمعتهما الأخوة وحب الناس والموت

«الأربعين الحزين» عنوان قصة أليمة حملت سطورها وفاة شقيقين في دمياط، الأول «رضا» معلم تربية رياضة، والثاني «عمرو» أستاذ بكلية الطب، بعد أن انتصر فيروس كورونا عليهما.

 صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في دمياط تحولت إلى سرادق حزين، نعى فيه أهالي المحافظة الراحلين، مجمعين على أن الشقيقين جمعهما حب الناس وحسن الخلق والتفافي في العمل، داعين لهم بالرحمة والمغفرة.

وقال عبد الرحمن السعيد، نجل شقيقتهما: «لا إله إلا الله توفيا خالي د عمرو سرحان أرجو الدعاء بالرحمة والمغفرة».

 

وأضاف في تدوينة له: «الدفنه في المقابر بعد صلاة الجمعة .. اللهم الثبات.. يارب هونها علينا يارب».

 

وقال الدكتور محمد أبو الخير زميل الطبيب «عمرو سرحان»، إن الفقيد كان من أحسن الناس و أعزهم  إلى القلب  كان يمارس عمله قبل إصابته بأسبوع في عيادته بطنطا مسقط رأسه ومستشفى الأزهر الجامعي في دمياط فجأة بدأت تظهر عليه الأعراض في شهر نوفمبر الماضي و منذ ذلك الحين دخل العزل وكنا نتابع معه لحظة بلحظة و حينما بدأت تشتد الأعراض عليه تم حجزه بمستشفى الأزهر الجامعي  و لكن شاء القدر أن تسوء حالته و يتوفاه الله  كما كان شقيقه مشتبه في إصابته بفيروس كورونا و دكتور عمرو حينما ساءت حالته لم تكن تسمح بعمل مسحة و كنا نتابعه على مدار اليوم  وعمل الأطباء ما في وسعهم لكن كلمة الله كانت نافذة .

 

ووصف أبو الخير صديقه بـ«الحساسية »الشديدة والتأثر بحالة أي مريض، مضيفا: «تزاملنا منذ عام 2004 حينما جاء للعمل بمستشفى الأزهر ليعمل نائب تحت إشرافي  إلا أنه حصل على الدكتوراة و أصبح مدرسا بقسم الجراحة، ولم أر منه إلا التواضع و الأخلاق الحميدة  واللطف».

 

الدكتور عاطف وهدان، الطبيب المعالج للحالة ومدير الطوارئ بمستشفى جامعة الأزهر، يقول: «دكتور عمرو كان يعاني من مشاكل صحية حيث سبق وركب دعامات بالقلب، أصيب بالعدوى في نوفمبر الماضي من شقيقه، حينما أصيب الأخير، وتوفي إثر إصابته».

وتابع: «في بداية إصابته عرضت عليه الاحتجاز بمستشفى الأزهر، مقر عمله، وقال لنا حينها أنه سيبدأ كورس العلاج في المنزل، وبعد مرور نحو 3 أو 4 أيام بدأت تشتد عليه الأعراض فجأة فجاء لنا في المستشفى وقمنا باحتجازه حيث ظل لمدة أسبوعين على جهاز التنفس الصناعي، لكن شاء القدر أن يتوفاه الله بعدما توقف قلبه".

و نعى الأستاذ الراحل، صديقه الدكتور أحمد سلامة صيوح الذي زامله في العامل مستشفى دمياط العسكري والأزهر الجامعي قائلا: «رحل عنا إلى خالقه.. ابني وأخي وصديقي وزميلي صاحب القلب الطيب والوجه البشوش الدكتور عمرو سرحان.. وجعت قلبي يا عمرو».

و كان الشقيق الأكبر للدكتور عمرو، «الحاج  رضا سرحان» توفي في 25 نوفمبر الماضي متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد ليلحق به شقيقه الأصغر الدكتور عمرو سرحان مدرس الجراحة بكلية طب جامعة الأزهر.

وقال أحمد عمارة، ناعيا «رضا»: «صديق وأخ ورجل بكل ما تعنيه الكلمة.. عهدناك صواما قواما عطاء لك في كل بيت بصمة.. هذا أمر الله».


مواضيع متعلقة