ضحك ولعب.. "بابا نويل" بالكمامة ينشر البهجة بين أهالي الإسكندرية

ضحك ولعب.. "بابا نويل" بالكمامة ينشر البهجة بين أهالي الإسكندرية
بملابس حمراء معتادة، وذقن بيضاء غطتها كمامة طبية، ظهر "بابا نويل" في منطقة كوم الدكة بالإسكندرية، يحمل على كتفيه شنطة الهدايا للأطفال الصغار، الذين لم يشعروا بأجواء الكريسماس هذا العام، نتيجة إلغاء الاحتفالات، للحد من تفشي عدوى فيروس كورونا المستجد.
فالمحافظة الساحلية التي اعتادت كل عام على مبادرات شبابية، يرتدون ملابس بابا نويل، ويتجولون في شوارعها، لإضفاء البهجة على المارة، غابت عنها تلك الظاهرة هذا العام، خوفاً من التجمعات التي قد تسبب عدوى كورونا، الأمر الذي جعل 3 أصدقاء يحاولون استكمال تلك العادة، بعد الالتزام بالإجراءات الاحترازية، حفاظاً على سلامتهم وسلامة الآخرين.
الشبان الثلاثة قرروا النزول إلى منطقة كوم الدكة، وسط الإسكندرية، لما لها من واجهة تراثية مميزة وبساطة أهلها، فحمل "جورج حلمي"، 32 سنة، كاميرته للتصوير، بينما ساعد "حميدة سعيد"، 36 سنة، رفيقه "هيثم الرملي"، 34 سنة، في ارتداء ملابس "بابا نويل"، لتبدأ رحلة رسم البهجة على وجوه الأطفال، وتوزيع الهدايا والحلوى عليهم.
وبمجرد ظهور "هيثم" مرتدياً ملابس "بابا نويل"، ترك الأطفال لعبهم في الشارع، وهرولوا تجاهه يطلبون الهدايا ويلعبون معه، فلم يكن أمام الشاب سوى التأكيد على تباعدهم، وعدم التزاحم فيما بينهم، قبل أن يبدأ في إخراج الهدايا والحلوى من جعبته، ليوزعها على الأطفال الذين التفوا حوله.
"حاولنا نفرح الأطفال بحاجات بسيطة على قد إمكانياتنا، شوية حلويات على شوية بالونات وزمامير، ورش تلج، المهم في الآخر الأطفال تفرح"، بتلك الكلمات بدأ "جورج حلمي"، المصور وصاحب الفكرة، توضيح هدفهم من تلك المبادرة.
واضاف لـ"الوطن" قائلاً إنهم قرروا النزول إلى منطقتي كوم الدكة وبحري، لكونهما مناطق شعبية بسيطة، ولا يقدر أهالي هؤلاء الأطفال على تأجير أشخاص يرتدون تلك الملابس لإسعادهم، على غرار ما قد يفعله بعض الأثرياء أو سكان المناطق الراقية.
وعن مخاوف الإصابة بكورونا، أكد أنهم يحرصون على ارتداء الكمامات، ليكونوا قدوة للأطفال، وللحفاظ على سلامتهم جميعاً، لافتاً إلى أنهم يحرصون أيضاً على إبعاد الأطفال عن بعضهم البعض، وتقديم الهدايا بشكل تتابعي، لمنع الضرر عنهم، وتابع بقوله: "احنا كمان عندنا إيمان بربنا أننا بنعمل عمل خير، وأكيد مش هيتسبب بضرر لحد".
الجولة التي قاربت على 4 ساعات سيراً على الأقدام، أدخلت السعادة على قلوب أكثر من 150 طفلاً، بالإضافة إلى عشرات النساء والرجال من الشباب وكبار السن، الذين حرصوا على التقاط الصور التذكارية مع "بابا نويل"، والتحدث معه، والدعاء للشباب الثلاثة المشاركين في المبادرة.
ومن المواقف التي تركت أثرها في نفوس شباب المبادرة، عندما قدموا هدية لأحد الأطفال، الأمر الذي دفع والده للبكاء، وبسؤال الأب عن سبب دموعه، أوضح أن والدة الطفل توفت قبل وقت قريب، ولم يحاول أحد إسعاد طفله مثلما فعلوا.
تلك التجربة أسعدت الشباب كما أسعدت المارة أيضاً، وعبر "جورج" عن ذلك بقوله: "عمل الخير بيسعد اللي بيعمله، قبل اللي يستقبله"، مؤكداً على استكمال المبادرة بطباعة الصور الخاصة بهؤلاء الأطفال والنساء والرجال كبار السن، وتقديمها لهم كهدايا تذكارية، مع بداية عام 2021.