محمد «حلاق ديلفري» لتعويض تأثير الوباء: كورونا آذاني ورب العرش نجاني

محمد «حلاق ديلفري» لتعويض تأثير الوباء: كورونا آذاني ورب العرش نجاني
شاب قوي البنية، يرتدي ملابس مهندمة، يسير قابضًا بيده على حقيبة في اهتمام شديد بها، خطواته متزنة وقدماه تعرفا إلى أين هو ذاهب، يقصد منزلًا بعينه، يصعد سلمه ثم يطرق باب إحدى الشقق، يفتح أصحاب البيت ويرحب به بشدة وكأنه أحد أفراد العائلة، للوهلة الأولى عند رؤيته يبدو كأنه محام يحمل أوراقا مهمة، وجاء لحل إحدى القضايا، ولكن لا تتعجب حينما تعلم أنه «حلاق» جاء لقص شعر أحد زبائنه برفقة العدة الخاصة به.
محمد سيد الرفاعي، حلاق من منطقة حدائق القبة، ابتكر وسيلة جديدة لكسب لقمة العيش التي أجهدها انتشار الفيروس اللعين، فلم يجد أفضل من الحلاقة الذهاب إلى الزبائن والحلاقة لهم في منازلهم، ليصير وكأنه أصاب عصفورين بحجر واحد، الأول هو الحفاظ على الزبون من تغيير الحلاق الخاص به، والثاني دوران عجلة الرزق التي توقفت.
«مقص وأمشاط ومكن حلاقة وسشوار ومرطبات للشعر وأمواس»، تلك هي أبرز مكونات الحقيبة العتيقة ذات الجلد البني الثقيل، التي يصطحبها محمد معه للذهاب لقص شعر زبائنه في منازرلهم، يفتح حقيبته ويختار منها ما يحتاجه ويبدأ في تجميل الشعر بأصابعه الذهبية.
خوف زبائن الشاب صاحب الـ26 ربيعًا من الجلوس على كرسي الحلاق أو استعمال أدوات مستخدنمة من قبل، وذلك اتقاءً لنقل عدوى الفيروس، غيّر حال محل محمد رأسًا على عقب، فبعدما كان يكسب أكثر مما يحتاج في اليوم، أضحى مكسب محمد «صفر» دون مبالغة، فكان الحل حاضرًا بأن يكون «حلاق ديلفري».
يتفق زبائن ابن حدائق القبة معه على وقت الحلاقة، عبر الهاتف، وقبل حلول الموعد يحزم محمد حقيبته القديمة التي ورثها عن والده والتي تشبه «محل حلاقة متنقل» على حد وصفه، «كنت بقفل الساعة 7 زي المحلات، بعقم العدة وأطلع أشتغل لكام زبون في بيته».
يرى محمد أن حلاقة الشعر في المنازل مرهقة وصعبة للغاية، حيث لا كرسي مجهز ولا مرايات عاكسة توضح زوايا الرأس كما هو الحل في المحل، ولكن الخبرة في التعامل مع الشعر تعطي الفارق، «يمكن ثمنها الأغلى هو اللي بيعوض حاجة بسيطة من الرزق اللي قلّ، كورونا ضربت المواسم كمان بس ربنا نجانا».