عضوية خريجي «هافارد» وتجارب اللقاح الصيني «إيمان» بـ100 راجل في الحظر

كتب: سمر صالح

عضوية خريجي «هافارد» وتجارب اللقاح الصيني «إيمان» بـ100 راجل في الحظر

عضوية خريجي «هافارد» وتجارب اللقاح الصيني «إيمان» بـ100 راجل في الحظر

طيلة سنوات دراستها الجامعية لم تترك مكتبة إلا وطرقت بابها متجولة بين أركانها بحثا عن معلومات جديدة تثري بها حصيلة خبرتها العلمية قادها شغفها إلى حصد مزيد من الشهادات العلمية داخل مصر وخارجها، أشهر الحظر التي كبلت الجميع وأجبرت الملايين على المكوث في منازلهم خلال الموجة الأولى من جائحة فيروس كورونا في مصر كانت درجة سُلم صعدت بها إلى أعلى وأضافت خلالها إلى خزانتها الخاصة التي تحتفظ بداخلها على شهاداتها العلمية شهادة آخرى.

«أعظم إنجاز بالنسبة ليا في 2020 حققته فترة الحظر قبل الموجة الثانية هو اجتياز تدريب على الأبحاث الإكلينيكية اسمه CSRT معتمد من جامعة هارفارد الأمريكية»، تقول إيمان محمد جمال في بداية حديثها عن إنجازات فترة الحظر في بداية حديثها لـ«الوطن».

التحقت بمنحة دراسية من جامعة هارفارد الأمريكية لدعم البحث العلمي

قبل عام واحد وقبل وصول جائحة فيروس كورونا إلى مصر تبنت وزارة الصحة ممثلة في الدكتورة هالة زايد، رؤية لتدريب الأطباء علي كافة المستويات وتعزيز قدراتهم الخاصة بالبحث العلمي، عقدت على إثرها تعاون مع جامعة «هارفارد» الأمريكية، أحد أعرق الجامعات على مستوى العالم وفور سماعها عنه لم تتردد لحظة في التقدم للالتحاق بالمنحة، وبحسب وصف الطبيبة العشرينية، «وزارة الصحة اتعاقدت على برنامجين لتدريب الأطقم الطبية، الأول برنامج للتدريب على الأبحاث الإكلينيكية اسمه CSRT وده اللي التحقت بيه، والتاني برنامج اسمه T2T وده تدريب المدربين في برنامج الزمالة المصرية في كل التخصصات على أفضل طرق التدريس والتدريب».

«المنحة دي كانت بالنسبة ليا حلم طبعا وقدرت أحققه من خلال وزارة الصحة لأن كلية طب هارفارد هي الأفضل في العالم»، بخطوات سريعة انتهت طبيبة محافظة الفيوم من إتمام إجراءات التقديم بالمنحة، اجتازت المرحلة الأولى بنجاح وتم قبولها ودعوتها لإجراء المقابلة الشخصية: «عملت إنترفيو في أكاديمية الأميرة فاطمة للتعليم والتدريب على يد أساتذة في هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية ومراكز الأبحاث التابعة لوزارة الصحة»، وبعد اجتياز المقابلة بنجاح راسلتها إدارة «هارفارد» تطالبها بإرسال الشهادات العلمية الخاصة بها ضمن دفعة مقبولين مكونة من 200 فرد.

في يناير من عام 2020 بدأت الطبيبة العشرينية أولى محاضرات التدريب المقدر فترة دراسته من 6 إلى 7 شهور، محاضرات واختبارات مستمرة على مدار أيام الأسبوع تفرغت لها «إيمان»، مضت أسابيع قليلة حتى سجلت مصر أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد واتخذت الدولة قرارات صارمة لحظر التنقل والسفر لاحتواء الأزمة: «لما بدأت أزمة كورونا الجزء التاني من ورشة العمل الخاصة بالتدريب أصبح أونلاين مع باقي المحاضرات»، أشهر الحظر الذي بدأ من مارس الماضي قضتها «إيمان» في البحث والتدريب لم تضيع ساعة عبثًا حتى أنهت المهمة بنجاح وباتت عضوة في رابطة خريجين جامعة هافارد.

وسط قامات علمية كبرى شاركت طبيبة الأطفال في حفل تخرج تم عقده في فندق الماسة بالعاصمة الإدارية وفقًا للإجراءات الاحترازية في ديسمبر الجاري، لحظات فرح بعد شهور تعب لخصتها بقولها: «ده أعظم إنجاز ليا السنة دي وعلى مسيرة حياتي العلمية خصوصا إني بعتبر نفسي من المحظوظين لتحقيق كل ده في سني الصغير».

تدشين قاعدة بيانات لتسجيل بيانات كافة مرضى مستشفيات العزل في مصر

إنجازات الطبيبة العشرينية خلال فترات الحظر التي فرضتها أزمة فيروس كورونا على الملايين، لم تقتصر عند حصولها على عضوية رابطة خريجي جامعة هارفارد، اختارت بنفسها التطوع في غرفة إدارة أزمات فيروس كورونا وتحديدا في اللجنة العلمية لكونها من المهتمين بمجال البحث العلمي، نالت شرف العمل في بداية الخطوة مع الدكتورة نهى عاصم مستشار الوزير للبحوث والتنمية الصحية والدكتور إيهاب كمال مساعد الوزير لشئون التدريب ومنسق اللجنة العلمية: «بدأنا من الصفر وبدأنا تكوين نواة فريق للبحث العلمي لإدارة الأزمة»، نجحت خلاله بصفتها جزء من الفريق المتطوع تحت إشراف قامات علمية كبرى، في تسجيل بيانات كافة مرضى مستشفيات العزل في مصر: «المتطوعين من الفرق الطبية اتدربوا على تسجيل البيانات للمرضى عشان نجمع معلومات علمية كافية تساعدنا في عمل أبحاث خاصة بينا في مصر عن الوباء»، بحسب وصفها.

شاركت في إعداد بيانات التجارب السريرية للقاح الصيني في مصر 

ليال سهر وضغط وتوتر عاشتها «إيمان» لإنجاز مهمتها ضمن أعضاء المكتب الفني للدكتورة نهي عاصم مستشار الوزير للبحث العلمي والتي وصفتها بأنها قدوتها ومثلها الأعلى علمياً، حتى تكلل جهدهم بالنجاح في تدشين نظام البيانات الالكتروني «EMR Electronic medical records » لتسجيل البيانات الخاصة بآلاف المصابين والمتعافين، «جمعنا بيانات أكتر من 12 ألف مريض تفصيلية بكل مراحل العلاج ودي حاجة كانت شبه مستحيلة في السابق».

شغفها لم يقف عند ذلك الإنجاز العلمي حتى انتقلت إلى مرحلة آخرى من خلال عملها بمكتب مستشار الوزير للبحث العلمي وهي المشاركة في إعداد بيانات التجارب السريرية للقاح الصيني في مصر وكذلك العديد من الأبحاث المتعلقة بكورونا بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية: «كنا بنشرف على كل حاجة من أول ما المتطوع بيسجل لحد الفحص الدقيق وتلقي جرعة اللقاح ومتابعته»، واصفة عام 2020 بـ«عام الإنجازات العلمية والعملية» بالنسبة لها.


مواضيع متعلقة