مستقبل العلاقات بين بريطانيا والولايات المتحدة بعد بريكست ورحيل ترامب

كتب: وكالات

مستقبل العلاقات بين بريطانيا والولايات المتحدة بعد بريكست ورحيل ترامب

مستقبل العلاقات بين بريطانيا والولايات المتحدة بعد بريكست ورحيل ترامب

خلال ساعات، تنتهي أغلب روابط بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي وسيكون عليها التعامل مع الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن الذي يعطي الأولوية للاتحاد ولا يشارك أنصار بريكست تطلعاتهم، وسبق لبايدن، الذي ينحدر من أصول إيرلندية وثاني رئيس كاثوليكي للولايات المتحدة، أن نبّه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى عدم تهديد السلام في إيرلندا الشمالية عبر فرض حدود صلبة بينها وبين جمهورية إيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي.

ورغم طول أمد المفاوضات، توصلت المملكة المتحدة إلى اتفاق مع بروكسل لوضع ترتيبات خاصة بإيرلندا الشمالية، ما عده مراقبون علامة على تأثير انتخاب بايدن، ويرى المحلل في منظمة صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة جايكوب كيركيجارد، أنه جرى التسليم في لندن بأن مسّ حدود إيرلندا الشمالية سيضر بالعلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وقد سعت حكومة جونسون المحافظة لتسليط الضوء على الملفات التي تتفق فيها مع بايدن، بينها محاربة التغيّر المناخي، وأعلنت زيادة تاريخية في الإنفاق العسكري، واعتبر كيركيجارد أن بريطانيا تأمل أن تكون شريكا استراتيجيا للولايات المتحدة، لا سيما في ظل تصاعد التوتر مع الصين، لكن بايدن يمكن أن يجد قدرات مشابهة لدى الاتحاد الأوروبي الأوسع بكثير، حيث تمثل فرنسا فاعلا عسكريا أساسيا، ويقدر أن "بريطانيا-بريكست جعلت نفسها شريكا جيدا، لكنها ليست شريكا له أهمية قصوى للولايات المتحدة.

وبحسب تقرير خبري لإذاعة مونت كارلو، فإنه من المقرر أن يبدأ بايدن العمل في البيت الأبيض وهو محاط بمساعدين سابقين لباراك أوباما لم ينسوا تهكم جونسون عليه عام 2016 عندما قال، في تشابه مع ادعاءات اليمين المتطرف الأمريكي ، إن للرئيس الأمريكي نفورا موروثا تجاه بريطانيا بسبب أصوله الكينية، وسبق أن قال بايدن، وإن في سياق المزح، إن أصوله الإيرلندية تنفره من بريطانيا، وفي شريط فيديو انتشر بشكل كبير إثر انتخابه، ظهر بايدن وهو يمشي بينما يحاول صحفي من هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" توجيه سؤال له، فقال "بي بي سي؟ أنا إيرلندي!" قبل أن يتوجه له بابتسامة ودية.

ومن جانبه، يرى مدير برنامج أوروبا في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي إريك براتبيرج، أنه من الواضح أنه يوجد شعور لدى بعض المحيطين ببايدن بأن بريكست كان سياسة خاطئة تماما وأن رئيس الوزراء جونسون كان مقربا جدا من ترامب وبالتالي توجد حاجة لتخفيف العلاقة بعض الشيء، لكن المحلل يضيف أن بايدن يقر بأهمية العلاقة مع بريطانيا ولن يكون صورة معكوسة لترامب الذي خرق البروتوكول الدبلوماسي عبر التقليل من شأن قادة دول حليفة، خاصة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، كما اعتبر أن مقاربة ترامب كانت ترتكز أكثر على تغذية الانقسامات داخل أوروبا، في حين يعتبر بايدن أن إرثه يجب أن يرتكز على محاولة معالجة بعض تلك الانقسامات.

وعلى الصعيد التجاري، سارعت بريطانيا للسعي إلى إبرام اتفاق تجارة مع الولايات المتحدة مع انسحابها من الاتحاد الأوروبي، لكن مشرعين من الحزب الديموقراطي الأمريكي الذي ينتمي له بايدن حذروا من أن ذلك لن يتم ما لم تحل مسألة الحدود في إيرلندا الشمالية، وحتى مع حلّ المسألة، يمكن ألا يحظى أي اتفاق بموافقة شرائح واسعة من البريطانيين نظرا لانخفاض المعايير الأمريكية في مجال الأغذية الحيوانية على سبيل المثال، كما أشار بايدن إلى أنه لن يعطي الأولوية لعقد اتفاقات تجارة جديدة.

وتقول الباحثة في مجلس العلاقات الخارجية جينيفر هيلمان إنه سيكون من الصعب جدا إن لم يكن مستحيلا أن تدخل الولايات المتحدة في اتفاق مع المملكة المتحدة بالنظر إلى انتهاء سريان تفويض يمنحه الكونجرس للرئيس بعقد صفقات بسرعة في الأول من يوليو، رغم أنه يمكن تمديده، ومع ذلك قد يكون عام 2021 مثمرا بالنسبة لجونسون بالنظر إلى عقد مؤتمر أممي واسع حول المناخ في جلاسكو في نوفمبر، وقد تعهد مبعوث بايدن المستقبلي جون كيري بتشجيع اتخاذ خطوات كبيرة في الملف.

ورغم ارتباطاته بترامب، يدعم جونسون التحرك لمعالجة التغير المناخي ويرحب بالعودة الامريكية المتوقعة للتعامل الدبلوماسي مع إيران والتنسيق الدولي في مواجهة كوفيد-19. ويرى جايكوب كيركيجارد أنه على الورق، حزب المحافظين البريطاني أقرب بكثير إلى الحزب الديموقراطي من حزب ترامب الجمهوري.


مواضيع متعلقة