"فاقدى حاسة الشم والتذوق".. جروب لمساعدة مصابي كورونا على "فيسبوك"

"فاقدى حاسة الشم والتذوق".. جروب لمساعدة مصابي كورونا على "فيسبوك"
كانت إصابة دكتور علاء نوفل، طبيب أنف وأذن وحنجرة، بفيروس كورونا، خلال عمله فى مستشفى المطرية، أمرا غير مفاجئ بالنسبة له، فعمله كان خلال فترة ذروة انتشار الفيروس فى شهر مايو الماضي.
لذلك كانت الخطوة التي لجأ إليها لإستكمال عمله هي العزل فى إحدى مستشفيات الإسكندرية، ولكن خلال أقل من 10 أيام كان دكتور علاء قد أصيب بفقدان لحاسة الشم والتذوق، وجعلته تلك الأعراض التى مر بها يبحث عن أشخاص فقدوا هم أيضا حاسة الشم والتذوق، للحصول على الدعم، ولما كان العدد الذي وصل إليه قليلا، أيقن بأن الحل من وجهة نظره يكون في إنشاء جروب يضم من فقدوا تلك الحاسة على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، وأطلق عليها "فاقدى حاسة الشم والتذوق"، والتي من خلالها يتم تقديم خبرات لمن فقدوا تلك الحاسة، وكيفية تعاملوا مع الأمر.
الجروب يضم 186 ألف عضو
"كنا متوقعين أن يصل العدد إلى 100 ألف شخص خلال أسبوعين من إنشاء الجروب، وبالفعل هذا ما حدث، والآن وبعد مرور 7 أشهر على إنشاء الجروب وصل عدد أعضاءه إلى 186 ألف عضو، وفكرته قائمة على توفير الدعم النفسى والخبرات التى تساعد المريض الذى فقد حاسة الشم والتذوق على الشفاء منها" كانت تلك هي كلمات دكتور علاء بخصوص الجروب الذى وصل عدد المتطوعين فيه إلى 36 شخص من أطباء وصيادلة، وهيئات طبية.
التركيز على مرضى العزل المنزلى
وأكد الدكتور علاء أن الجروب بأن يعتبر الجروب ليس موجها للأشخاص الذين بحاجة للعلاج فى المستشفيات، لأنهم بالتأكيد سيكونوا فى حاجة إلى علاج سريع، لكن الجروب نفسه يقدم خدمات علاجية لـ80 % من الأشخاص الذين يعتمدون على تجربة العزل المنزلى فى الشفاء من فيروس كورونا: "الجروب خدمى توعوى، ويركز على الناس الذين يمكن علاجهم منزليا، ولا ننصح بأدوية كثيرة، بل أحيانا لا نعتمد على أدوية من الأساس".
فقدان حاسة الشم والتذوق
التعرف على أعراض البرد والأنفلونزا، وعرض الاختلافات بينهما، كيفية العزل المنزلى، أهمية العزل المنزلى، كيف يعزل مريض الضغط والسكر نفسه، خطوات العزل المنزلى وقواعده، أعراض ما بعد الكورونا، كيفية التعامل مع فقدان حاسة الشم والتذوق، كيفية قياس نسب الأكسجين بالدم، الحمل والإصابة بفيروس كورونا، الإصابة بفيروس كورونا أكثر من مرة، كانت تلك هي الموضوعات وغيرها التى أثارها ويتم تداولها خلال الجروب، وتقديم النصائح بشأنها، وقال عنها دكتور علاء: "كان اختيار تسمية الجروب باسم فقدان حاسة الشم والتذوق، والتركيز على تلك الأعراض بالذات، لسبب وهو أن فى فقدان تلك الحواس فى الطب يطلق عليه أعراض مؤكدة مطمئنة، أى أن من أصيب بفقدان حاسة الشم والتذوق، قد قارب على التخلص من الفيروس، وحتى لو طالت المدة، فالإصابة مطمئنة أى أن الإصابة فى الجهاز التنفسى العلوى فقط، ولا داعى للقلق".
قصة الـ1000 تجربة
ولم يكتف دكتور علاء وزملائه بتقديم خبراتهم الطبية لمرضى فيروس كورونا، أو من أصيبوا بفقدان حاسة الشم والتذوق، بل أيضا حاولوا تقديم بعض الأمل للمصابين بفيروس كورونا، بأن نسب شفائهم ممكنة، من خلال فكرة "1000 تجربة شخصية"، وهى عبارة عن خبرات لـ1000 شخص أصيبوا بالفيروس، وتم شفائهم: "من خلال تلك التجارب يستطيع المرء معرفة أهم الأعراض، وطرق العلاج والوقاية، فهو يمنح الأمل فى ظل حالة الرعب والهلع التى تسيطر على الجميع، مع نشر أخبار مغلوطة، ومعلومات مزيفة، كما أننا نمنع نشر أى علاج فى تلك التجارب، وبشكل عام على الجروب، لأنها مسئولية طبية، لا تقع علينا، بل على المستشفيات والأطباء المعالجين للحالة بشكل مباشر".
ويتمنى دكتور "علاء" انتشار الفكرة، وأن يستفيد الناس من فكرة "الجروب": "الحل الوحيد لمواجهة كورونا، هو المعرفة، والأهم أن تكون معرفة متخصصة وقائمة على مصادر موثوق بها، وليس بوستات الفيسبوك ومواقع التواصل الإجتماعي، أو الإشاعات التى تنتشر عن بروتكولات العلاج دون التأكد من صحتها أو مدى ملائمتها للشخص المصاب".