أصدقاء معلم دمياط «ضحية كورونا» يروون مواقفه الإنسانية مع طلابه

كتب: سهاد الخضري

أصدقاء معلم دمياط «ضحية كورونا» يروون مواقفه الإنسانية مع طلابه

أصدقاء معلم دمياط «ضحية كورونا» يروون مواقفه الإنسانية مع طلابه

قال عدد من أصدقاء محمد الحطاب البالغ 47 عاما معلم اللغة الإنجليزية الذي توفي متأثرا بإصابته بفيروس كورونا داخل العناية المركزة بمستشفى العزل في دمياط أنه كان يتسم بالإخلاص والتواضع و الأخلاق الكريمة.

ويروي عبده  شيحة الصديق المقرب للحطاب قصة صداقتهم التي بدأت منذ الثانوية العامة لـ«الوطن»: كان ابن ناس مؤدب محترم يعرف الأصول كنا متعودين التجمع يومي الإثنين والخميس كل أسبوع مفيش يوم غير لما كنا نتواصل  مع بعض  هاتفيا لو لم نلتقى متابعا: مفيش حد تعامل معه إلا وحبه كان يطلق عليا  «أبوند» حزنت لفراقه كما حزنت على فراق والدي و صديق عمري الثاني الذي فارقني أيضا.

وتابع شيحة: كنت بحكى خصوصياتي له و هو كذلك.. فرحيله سبب لى جرح لن يلتئم يوما ما فوجهه كان دائما بشوش متفائل مضيفا لقد سبقته في الإصابة بفيروس كورونا و خلال فترة تواجدي بالعزل كان على اتصال دائم بي سواء هاتفيا أو عبر الماسينجر  حتى خرجت بسلام الله من العزل  و بعدها اتصل عليا للاطمئنان فقال لى  «أزيك يا بوند مش أنا كمان أصيبت بالسكر زيك بقينا زملاء أهو»  و علمت أن سكره لم يكن مظبوط فأخذته لطبيبي الخاص ليضبط له السكر و قد كان و في يوم اتصلت عليه كذا مرة لم يرد فقلقت جدا عليه و بعدها اتصل بي وقال لى «الظاهر أننا  شبه بعض  في كل حاجة مش أصيبت  بـ كورونا أنا كمان» .

و تابع شيحة: الحطاب لم يكن لديه رغبة في دخول المستشفى فجئنا له بطبيب المنزل و قمنا  بشراء أسطوانة الأكسجين حيث كان قد وصلت نسبة  الأكسجين في الدم  لـ80 و يوم لما قلت له هجيب لك بطبيب قال لي «خليك أنت بتنام بدري يا عبده»  نظرا لأن كل منا يقيم في مدينة مختلفة  رغم تعبه مش  عايز يتعب أصدقائه  فقلت له «ريح نفسك انت بس مفيش تعب ولا حاجة»  و طلب الطبيب تحاليل طلعت مش كويسة  فقال لنا لازم صاحبك يدخل  المستشفى.

و يستطرد شيحة قائلا محمد جسمه لم يكن  يستجيب للعلاج وكنت أتواصل معه عبر الواتس يوميا كما كان قد وصلت نسبة  الأكسجين في الدم  للستينات و كنت و بناتي نتحدث معه فيديو كول من داخل العناية لنطمئن عليه فبناتي كن تلميذات لديه و تربين على يديه حيث يعد بمثابة عمهم، ودخلت السعادة على قلوبنا جميعا لما علمنا بتحسن حالته وبدأ استجابته للعلاج  حيث كان  مقرر خروجه يوم الخميس الماضي و لكن شاء القدر ليموت قبل أن يخرج. 

ويلتقط محمود الإسكندراني صديق الحطاب طرف الحديث قائلا بدأت علاقة صداقتنا قبل 20 عام ، ووجدت فيه الصفات التي لن أجدها في صديق غيره حيث كان مستمع  جيد  يراعي مشاعر الآخرين متفائل لأقصي درجة ودود مساعد الآخرين  طيب القلب يعمل على إصلاح  ما أفسده غيره يسعى جاهدا  للم الشمل بين أصدقائه وزملائه على حد سواء، متابعا: لم يكن الحطاب مجرد زميل دراسة بل كان صديقي الأنتيم يأتي يوميا يجلس مع أصدقائه مهما كانت المسافات.

ويستطرد الإسكندراني: لم يفكر الحطاب يوما ما أن يحصل على ثمن درس من طالب من أبناء أصدقائه أو معارفه أو محتاج   حيث  كان مدرس لأبنائي في المرحلة الثانوية و عمره ما قبل ياخذ ثمن الدرس من أبنائي وكانوا بمثابة أبنائه دائما ما كان يقول لى: مسيرك هتقف مع بنتي في يوم من الأيام  يا محمود وكنت دائما أقول له مش هنسي جميلك فكان يرد عليا متقولش  كده إحنا أخوات كأنه كان حاسس بقرب النهاية.

وأوضح: بدأت الصداقة فيما بيننا من خلال شلة الدومينو في القهوة حيث يعتبر المؤسس الأساسي  لها  كان حريص على أن يفضي نفسه عشان أصدقائه مهما كانت مشاغله كما كان  مشجع أهلاوي لأقصي درجة، وكانت شلتنا مكونة من 12 فرد كان يتمتع بالكرم والسخاء مشيرا إلى وفاة شقيق محمد الأكبر قبل 4 سنوات بعد إصابته بالكانسر  حيث تأثر محمد تأثرا شديدا لوفاة شقيقه.

 


مواضيع متعلقة