حصاد 2020 في إيران.. اغتيال الرموز بدأ بقائد فيلق القدس وانتهى بأبو القنبلة النووية

كتب:  خالد عبد الرسول

حصاد 2020 في إيران.. اغتيال الرموز بدأ بقائد فيلق القدس وانتهى بأبو القنبلة النووية

حصاد 2020 في إيران.. اغتيال الرموز بدأ بقائد فيلق القدس وانتهى بأبو القنبلة النووية

كان عام 2020 هو عام الاغتيالات، إن جاز التعبير، بالنسبة لإيران، حيث شهد مقتل شخصيتين قياديتين إيرانيتين بارزتين، من الشخصيات المؤثرة في مجريات الأحداث، وهما قاسم سليماني، قائد فليق القدس في الحرس الثوري الإيراني، والرجل المهم في سياسات طهران الخارجية بالمنطقة، ومحسن فخري زاده، رئيس مركز الأبحاث والتكنولوجيا في وزارة الدفاع الإيرانية، المعروف بـ«أبو القنبلة النووية الإيرانية» والذي كان يتهمه الغرب بأنه يقف وراء محاولات إيران تطوير أسلحة نووية.

واستقبلت إيران هذا العام الذي يوشك على الانتهاء الآن بنبأ مقتل سليماني، وتحديدًا في الساعة الثانية من فجر اليوم الثالث من يناير 2020، بعد أن أطلقت طائرة أمريكية من دون طيار صواريخها باتجاه موكبه بمجرد خروجه من مطار بغداد، بينما كان بجابنه أبو مهدي المهندس نائب قائد ميليشيات الحشد الشعبي العراقية الموالية لطهران.

اغتيال بطائرة بدون طيار

ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» لاحقًا عن مسؤول أمريكي، قوله، إن عملية اغتيال سليماني (62 عامًا) تمت عبر طائرة مسيّرة أطلقت صواريخ استهدفت موكبه في مطار بغداد، كما قال مسؤول أمني عراقي كبير إن القصف الجوي تم بالقرب من صالة الشحن في المطار، بعد أن غادر سليماني طائرته التي هبطت للتو في مطار بغداد.

وعقب عملية الاغتيال توعدت إيران برد موجع وقوي على مقتل قائد فيلق القدس الجنرال قاسيم سليماني. وأعلن المرشد الأعلى خامنئي الحداد الرسمي لثلاثة أيام وتوعد بالانتقام ممن أسماهم بالمجرمين قتلة سليماني.

استهداف قاعدة أمريكية

ولم تكد تمضي أيام قليلة على الاغتيال، حتى أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه استهدف قاعدة عين الأسد الأمريكية في محافظة الأنبار (غرب العراق)، حسبما أفادت وقتها قناة "Press TV" الإيرانية، وأنه أطلق نحو 10 صواريخ على القاعدة الأمريكية.

وحذر الحرس الثوري الإيراني بأنه سيشن مزيدًا من الضربات «الساحقة» إذا قامت أمريكا باعتداء جديد، وهدد بمهاجمة أي دولة إقليمية تتحول إلى «منصة للاعتداءات الأمريكية».

تحسب لرد إيراني جديد

ورغم مرور شهور على الحادثة لا تزال تتحسب أمريكا لأي ردود فعل انتقامية إيرانية على مقتل سليماني، لاسيما مع اقتراب الذكرى الأولى لوفاته، ومن بين مظاهر ذلك التحذيرات التي وجهها الرئيس الأمركي دونالد ترامب مؤخرًا للإيرانيين من استهداف الأمريكيين بالعراق.

ولم يشأ العام أن ينتهى أيضًا دون أن يقع حادث اغتيال جديد لشخصية إيرانية بارزة أخرى، كانت هذه المرة هي العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، الذي أكدت وزارة الدفاع الإيرانية يوم الجمعة 27 نوفمبر الماضي، نبأ مقتله في عملية اغتيال وصفتها بـ«الإرهابية».

إسرائيل متهمة

ووجهت إيران بالطبع أصابع الإتهام إلى اسرائيل، في اغتيال هذا العالم، الذي سبق وذكره رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، بالاسم في عرض بثه التلفزيون في أبريل 2018 باعتباره يقود «العمل السري الإيراني لتصنيع أسلحة نووية تحت ستار البرنامج النووي المدني».

وفي 2018، أجرت هيئة البث الإسرائيلية «مكان» مقابلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت ألمح خلالها إلى أن فخري زاده قد يكون هدفاً. وقال وقتها: «أعرف فخري زاده جيداً، لا يعرف كم أعرفه جيداً، إذا التقيته في الشارع فعلى الأغلب سأتعرف عليه، ليس لديه حصانة، ولم يكن لديه حصانة، ولا أعتقد أنه سيكون لديه حصانة».

رد في الوقت المناسب

وتوعدت إيران بالرد أيضًا على مقتل زاده، في الوقت المناسب. وعلى الرغم من أن  مراقبون رجحوا أن يتم تأجيل الرد لحين انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، ومجيئ الرئيس المنتخب جو بايدن، ومعرفة موقفه من الملفات الرئيسية التي تمثل أزمة بين البلدين، وعلى رأسها البرنامج النووي الإيراني، إلا أن إسرائيل تحسبت لأي ردود فعل انتقامية إيرانية، وكان من أبرز مظاهر ذلك، توجيهها دعوة لعلمائها النوويين لتوخي الحذر من أي استهداف انتقامي محتمل لهم، ردًا على اغتيال «زاده».

وأيًا ما كان الأمر، فإنه ما لم يتم التوصل لتفاهمات واتفاقات بين إيران والغرب فيما يتعلق بالقضايا الإشكالية العالقة بينهما، فإن حادثتي اغتيال سليماني وزاده، والاحتمالات المختلفة لأي رد فعل انتقامي إيراني عليهما، ستبقى أحد الأسباب التي تظل تهدد استقرار المنطقة.


مواضيع متعلقة