ما ديانة فتية «أهل الكهف»؟.. خالد الجندي يجيب

ما ديانة فتية «أهل الكهف»؟.. خالد الجندي يجيب
يتابع مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي بشغف، أخبار فريق عمل فيلم "أهل الكهف" على صفحات مخرج الفيلم عمرو عرفة، والسيناريست أيمن بهجت قمر، إذ أعلنا الأسبوع الماضي عبر تويتر، تصوير الفيلم المأخوذ عن المسرحية الشهيرة للأديب الكبير توفيق الحكيم «أهل الكهف».
العمل الأدبي مستوحى في الأصل من القصص القرآني، ومع وجود سورة كاملة تتناول قصة فتية الكهف، كان السؤال إلى الشيخ خالد الجندي، عضو مجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، عن عقيدة الفتية، وأجاب: «ديانة أهل الكهف هي التوحيد، ولم يرد عنهم في القرآن الكريم أنّهم كانوا يتبعون ديانة معينة أو شريعة بعينها، وإيمانهم بالله إيمان يعتمد على الوحدانية، وإثبات قدرة الصانع بالدلائل العقلية والمنطقية التي يستدل بها بالعقل المجرد دون الاحتياج إلى نبي أو وحي سماوي».
وأضاف الجندي، لـ«الوطن»: «الدليل على ذلك قوله تعالى: (هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ)، وقوله (لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ)، يعني هل أعطانا قومنا دليلا على هذه الآلهة، إذا هم كانوا يفتقرون ويحتاجون إلى دليل ليتبعوه، فلما لم يجدوا ذلك الدليل أصبح الأمر مؤكِدا لعقيدة التوحيد، (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا)، أي أنّهم يقولون على من يدّعى على الله فهو كاذب».
وتابع: «وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ»، أي أنّ القوم في زمانهم كانوا يعبدون آلهة متعددة مزيفة، فهناك أقوام يعبدون الملوك، وأقوام يعبدون الكواكب، والنجوم والأصنام والمنحوتات الحجرية، فإذا بهؤلاء الشباب يرفضون هذه الآلهة المزعومة، (فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ)، أي أنّهم يقولون أنّ الإله الحقيقي يرعانا ويعلم بحالنا، وسيدبر أمورنا».
مكانة الفتية بين المؤمنين
وعن مرتبتهم ومكانتهم، قال الجندي: «هم يدخلون في كل المراتب عدا الأنبياء، فهم صدّيقون، وأولياء، ومؤمنون كما شهد لهم القرآن بذلك، وعلماء العقل وعارفون بالله».
وفيما يخص زمن وجودهم، أوضح الجندي أنّ ما ورد عنهم في القرآن هو منع الخوض في سيرتهم دون دليل، «فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاءً ظَاهِرًا»، إلا ما عرفته من القرآن، «ولا تستفت فيهم منهم أحدا»، أي أنّ الله تعالى تعهد ألا يكشف أسرارهم، أو يعرف الناس بهم إلى يوم القيامة.
وعما إذا كانت حالة أهل الكهف فريدة من نوعها كمهتدين إلى الله دون وجود نبي، قال الجندي: «هم اهتدوا دون نبي، وكذلك اهتدى إبراهيم عليه السلام، قبل أن يوحى إليه مرحلة ما قبل النبوة، والنبي محمد اهتدى إلى الله قبل أن يبعث، فكان يتعبد في غار حراء قبل البعثة».