سلالة كورونا الجديدة: تخلّقت في رئة مصاب بريطاني وانتشرت بـ5 دول

كتب: خالد عبد الرسول ووكالات

سلالة كورونا الجديدة: تخلّقت في رئة مصاب بريطاني وانتشرت بـ5 دول

سلالة كورونا الجديدة: تخلّقت في رئة مصاب بريطاني وانتشرت بـ5 دول

بينما يدور الحديث في العالم الآن عن «السلالة الجديدة من فيروس كورونا»، وتتجه دول العالم لفرض مزيد من القيود والإجراءات الاحترازية بسببها، يتزايد القلق من هذه السلالة، وتثار عديد من التساؤلات حول حقيقتها ومدى خطورتها، وهو ما نحاول الإجابة عنه هنا.

أكثر قدرة على الانتشار وإثارة للقلق:

في بريطانيا التي تعتبر في مقدمة الدول التي انتشرت بها هذه السلالة الجديدة، يرى مسؤولو الصحة هناك أن هذه السلالة أكثر قدرة على الانتشار من السلالة الأولى، ورغم أن الأمور لاتزال في بداياتها، إلا أن الغموض مازال يكتنفها وتثير قائمة طويلة من الأسئلة، وفقا لتقرير حديث لبي بي سي. وقالت منظمة الصحة العالمية، أمس، إنها تتوقع الحصول قريبا على مزيد من التفاصيل عن هذه السلالة جديدة شديدة العدوى من فيروس كورونا، بحسب «سكاي نيوز عربية».

ومن بين العوامل التي جعلت هذه السلالة مثيرة للقلق بشكل خاص، سرعة الانتشار والاستحواذ على مكان النُسخ السابقة عليها من الفيروس، ما يعطي انطباعا بأن لها السيطرة على السلالة الأصلية. هذا فضلا عن قدرتها على تطوير طفرات جينية تغيّر جانبا مهما من سلوك الفيروس، والثالث هو قدرة هذه الطفرات الجينية على تمكين الفيروس من إصابة الخلايا بشكل أكبر من ذي قبل ما يعني زيادة معدل قابلية العدوى. وبفضل هذه العوامل بات الانتشار أمرًا سهلا أمام فيروس كورونا في نسخته الجديدة. ويشير الرقم الذي ذكره رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى أن السلالة الجديدة قد تكون أكثر قدرة على التفشي بنسبة تصل إلى 70%.

وقال جونسون إن ذلك قد يزيد معه معدل قدرة الشخص المصاب على نقل العدوى لآخرين بنسبة 0.4.

ويُستدل على مدى تفشي الوباء عبر الوقوف على معدل قدرة المصاب على نقل العدوى للآخرين.وظهرت نسبة الـ 70% في محاضرة ألقاها إريك فولز، باحث جامعة إمبريال كوليدج في لندن يوم الجمعة.

كيف ومتى انتشرت؟

يُعتقَد أن سلالة فيروس كورونا الجديدة تخلّقت في رئة مصاب في بريطانيا أو في بلد آخر ذي قدرة أقل على رصْد الطفرات الجينية التي يطورها الفيروس.

ويمكن رصد هذه السلالة الجديدة في عمومٍ متفرقة من المملكة المتحدة، ما عدا أيرلندا الشمالية. لكنها موجودة بكثافة في لندن، وشرقيّ، وجنوب شرقي إنجلترا.

وتُظهر البيانات الواردة من حول العالم أن حالات الإصابة المسجلة بالسلالة الجدية من الفيروس في كل من الدنمارك، وأستراليا، وهولندا، هي لأشخاص قادمين من المملكة المتحدة.

وظهرت سلالةٌ أخرى شبيهة من الفيروس في جنوب أفريقيا. وهي تشترك في بعض صفاتها الجينية مع السلالة التي ظهرت في بريطانيا، لكنهما مختلفتين فيما يبدو.

 أكثر انتشارا لكن ليس أكثر فتكًاويشير تقرير بي بي سي إلى أنه بالرغم من هذه السلالة الجديدة أكثر انتشار، إلا أنه لا يوجد دليل حتى الآن على أنها أكثر فتكا، رغم ما يحتاجه الأمر من مزيد من الرصد والمتابعة. غير أن قدرة السلالة الجديدة على التفشّي بوتيرة أسرع من سابقاتها، تبرِّر القلق نظرًا لما تضعه من ضغوط أكثر على المستشفيات.

جدوى اللقاحات مع السلالة الجديدةوبحسب نفس التقرير السابق، فإن اللقاحات تجدي، بكل تأكيد، مع السلالة الجديدة، أو على الأقل لحدّ الآن.

وتوفّر اللقاحات الثلاثة الرائدة التي تم اكتشافها حتى الآن، حائط صدّ منيع ضد السلالات الموجودة من فيروس كورونا.

وتساعد اللقاحات جهاز المناعة في مهاجمة أجزاء عديدة مختلفة من الفيروس، وحتى لو طرأت طفرات جينية على أجزاء من الفيروس، تظل اللقاحات تقوم بعملها المساعِد لجهاز المناعة.

«لكن لو تركنا الفيروس يطوّر المزيد من الطفرات الجينية، عندئذ ينبغي لنا القلق» بحسب بحسب رافيندرا غوبتا، الباحث في جامعة كامبريدج.

ويحذر الباحث: «اتخذ الفيروس خطوتين حتى الآن على طريق تفادي هجمات اللقاح عبر تطوير طفرات جينية».

وقد تمثل هذه الحقيقة أكثر بواعث القلق. تماما، كما تمثل هذه السلالة الجديدة آخرَ تعبيرٍ من الفيروس عن قدراته على التكيف وإصابة المزيد والمزيد من البشر.

يقول دافيد روبرتسون، الباحث في جامعة غلاسكو: استمرار قدرة الفيروس على تطوير طفرات جينية تساعده في تفادي هجمات اللقاحات، أمرٌ متوقَّع».

ويضعنا هذا السيناريو في موضع شبيه بموضعنا من الفيروس المسبب للأنفلونزا، مما يعني الحاجة إلى تطويرٍ منتظم للقاحات.

ومن حُسن الحظ أن اللقاحات التي بحوزتنا سهلة التطوير.

لم يفت الأوان للتحكم في انتشارها

وتعتقد عالمة الأوبئة في جامعة برن السويسرية، إيما هودكروفت، بحسب تقرير لسكاي نيوز عربية، أنه لم يفت الأوان على المستوى الدولي أو على المستوى الأوروبي للتحكم بانتشار هذه السلالة المتغيرة، ولكن الاحتمال كبير بأن "هناك حالات من هذه النسخة في جميع أنحاء أوروبا لم نكتشفها بعد".

وأضافت: «لن نتمكن مطلقًا من منع فيروس من التحور، ولكن يمكننا تحسين فرصنا في الحد من عدد الحالات، وذلك بفضل احترام إجراءات الاحتواء مثل وضع الكمامة والتباعد الاجتماعي، وما إلى ذلك».

وتابعت: «كلما قل انتشار الفيروس، قل احتمال انتقاله إلى أشخاص مختلفين، ومن ثم فمن غير المرجح أن يجد ظروفًا مواتية لإنتاج طفرات جديدة.. هناك احتمال على الدوام بأن تكون أكثر خطورة من الأصل. يمكننا جميعًا المساهمة. وأفضل هدية يمكننا تقديمها لعائلاتنا هي التفكير في سلوكنا والقيام بكل ما يلزم لمنع انتشار هذا النوع».


مواضيع متعلقة