«الهيدرو» أحدث أنواع المخدرات المخلقة: خرج من إسرائيل وانتشر في مصر
«الهيدرو» أحدث أنواع المخدرات المخلقة: خرج من إسرائيل وانتشر في مصر
- مخدر الهيدرو
- المخدرات
- أن أقوى من المخدرا
- أسرائيل
- مصر
- مخدر الهيدرو
- المخدرات
- أن أقوى من المخدرا
- أسرائيل
- مصر
يبدو أن عالم المواد المخدرة يسير بتطور، خاصة مع ظهور الأنواع المٌخلقة، التي تعتمد علي التركيبات والعقاقير الكيميائية المختلفة، لكن مخدر «الهيدرو»، يختلف عن باقي الأنواع المخدرة.
بحسب مصادر مختلفة، ظهر مخدر الهيدرو في مصر قبل سنتين تقريبا في محافظة جنوب سيناء، وتحديدا على المدن الحدودية مع إسرائيل كطابا ونويبع ودهب، وامتد منها إلى شرم الشيخ، ثم إلي غرب قناة السويس، ليبدأ في الانتشار بمدن القناة.
«إسرائيلي 100%»، هذا ما قاله محمد غريب، مدير مؤسسة «نحن معك» للتأهيل النفسي والإدمان، بسؤاله عن مصدر المخدر، مشيرا إلى أنه يستقطب الفئة العمرية من 15 إلى 20 عاما، ما جعله أخطر الأنواع المخدرة، خاصة مع انخفاض سعره الذي وصل لـ20 جنيها للكيس.
«الهيدرو» حول حياته إلى كابوس.. ووالدته كانت الضحية
لم يكن «ش. ع»، أحد ضحايا المخدر، يعلم ان حياته ستتحول إلى كابوس، مع اقترابه من مخدر «الهيدرو» الجديد، لتنقلب رأسا على عقب، ويفقد فيها والدته، حزنا على ما وصل إليه.
وانتهت قصة «ش. ع»، بدخوله إحدى مصحات علاج الإدمان، ونجح في الوصول إلى بر الأمان، لكنه فقد والدته «أغلي ما لديه».
ويقول «ش. ع»، 19 عاما، إنه بدأ التدخين منذ التحاقه بالثانوية العامة في 2017، إلا ان قدميه سرعان ما دخلت إلى عالم المواد المخدرة مع أصدقائه، منهم من أكبر منه، ومنهم من هم في نفس سنه، بحسب قوله، موضحا: «كانت أول سجارة مخدرات ليا بانجو باعتباره أشهر حاجة، وأكثر حاجة منتشرة في الاسماعيلية، لكن مع الوقت بدأت أجرب الحشيش، وبعدها جربت المخدرات الكيميائية زي البرشام والاستروكس».
وأضاف الشاب: «الهيدرو كان من سنة تقريبا أو أكثر، وأول مرة كان أحد أصدقائنا جاي من سينا، وقال إن معاه حاجة جديدة، كنا بطلنا استروكس لأن أعراضه كانت بشعة، وكنا بنتفضح، لكن الهيدرو كان الكارثة في حياتي، دمرني وأمي توفيت بسببي»، متابعا: «وعدتها بالتعافي من الإدمان، بعد دخولها المستشفي بيومين إلا أنها فارقت الحياة، واستمر خالد في العلاج حتى وصل إلى بر الأمان».
ويؤكد صاحب الـ19 عاما: «أنا بطلت مخدرات لكن لسه بعاني من آثارها في جسمي، وبعاني من نظرات الناس ليا في الشارع، فيه ناس لسه عنيها بتلومني، وناس بتخاف تقعد معايا، لكن أنا بحاول أقرب من ربنا عشان أكمل الطريق».
شاب: أحيانا كنت أظل بالشارع لمدة يومين لا أعرف منزلي
في السياق ذاته، يقول شاب آخر «س. ع»، 18 سنة، مازال داخل مصحة للعلاج، إنه بدأ في تعاطي الهيدرو المخدر عندما عرض عليه أحد أصدقائه تجربته، مضيفا: «كنت مدخن للسجائر، وأحيانا أتعاطى بعض الحبوب المخدرة التي تساعدني على زيادة ساعات العمل، لكن هذا المخدر كان مختلف بشكل كبير»، موضحا: «من أول سيجارة حسيت إني في دنيا تانية، وده دفعني للبحث عنه حتى وجدت ديلر يوفره باستمرار وتعودت عليه، لكنه كان يسبب لي هلاوس سمعية وبصرية، وأحيانا كنت أظل بالشارع ليومين لا أعرف منزلي».
مدير مؤسسة «نحن معك»: مخدر الهيدرو يختلف في سرعة إدمانه
من جهته، قال محمد غريب، مدير مؤسسة «نحن معك» للتأهيل النفسي والإدمان، إن مخدر الهيدرو يختلف عن بقية أنواع المخدرات في سرعة إدمانه؛ إذ أنه بعد تعاطيه لمرتين تقريبا يُصنف المتعاطي مدمن، بعكس جميع الأنواع المخدرة الأخرى، وأخطرها الهيروين على سبيل المثال، الذي يحتاج لأشهر لتصنيف متعاطيه كمدمن.
وأضاف «غريب» أن المخدر يسبب مشكلات في المخ، وبطئ في التفكير، وجلطات ومشكلات في العين، وربما يؤدي للوفاة حال تعاطي جرعات مميتة، باعتباره مركب غير طبيعي ولكنه كيميائي.
وعن التعامل مع المصابين، أوضح مدير المؤسسة أن «المخدر إلى الآن لا توجد له تحاليل في المعامل المركزية؛ لأنه أحدث صيحة في عالم المخدرات، وكثير من الناس بيختلط عليها إن المخدر هو بانجو، لكنه يختلف مع البانجو في خصائصه وتأثيره ورائحته، لكنه يشبه مخدر البانجو في الشكل فقط».
أما عن أعراض انسحابه، قال محمد غريب، إن المريض يشعر بأعراض نفسية أكثر منها بدنية، وأهمها الميول إلى الانتحار والاكتئاب، مشيرا إلى أن رجال الشرطة بدأو منذ فترة في التركيز على مروجي المواد المخدرة، وخاصة مخدر الهيدرو.
أخصائي نفسي: مخدر «الهيدور» يتشابه مع الاستروكس في التركيبات الكيميائية
يقول عبد الله سلام، أحد الأخصائيين النفسيين في علاج الإدمان، إن مخدر «الهيدرو» يتشابه مع الاستروكس بشكل كبير في التركيبات الكيميائية المضافة إليه، مضيفا أن بعض التحاليل المعملية للمادتين المخدرة، أثبتت أن بعض العينات تحتوي على مواد سامة، تختلف من 45 إلى 65 مركب، أشهرها «الأتروبين، والاستون، ومبيدات حشرية، ومخدر الهيوسيامين، وهو في الأساس عبارة عن مخدر يستخدم لتخدير الحيوانات».
وأكد «سلام» أن «الهيدرو» كمخدر يؤثر على نفسية المتعاطي، لتأثيره الكبير على مادة الدوبامين، وتغيير البوابة العصبية الموجودة في المُخ، ما يؤدي إلى الاكتئاب والانزعاج الشديد وتقلب المزاج والهلاوس الحسية والسمعية والبصرية، وزيادة أعراض الشيزوفرينيا، متابعا: «مخدر الهيدرو يتسبب في فقدان الذاكرة بشكل كبير، كما أن بعض الحالات تسبب لها في ارتفاع ضغط الدم، ما أدى إلى جلطات ونزيف داخلي للعديد من الحالات، إلى جانب التغير النفسي في حالات الهياج التي يصاب بها المريض».
وبحسب تقارير صحفية نُشرت عام 2015 في فلسطين، فإن المخدر ظهر في الضفة الغربية في العام المذكور، تحت مسميات مختلفة أبرزها «مستر نايس، وبازوكا، وسمارت جوكر»، وبدأ الترويج له تحت مسمى «المخدرات القانونية»، ما أدى إلى انتشارها بشكل أسرع.
جدير بالذكر أن الإدارة العامة للمكافحة، بالتنسيق مع الأمن الوطني ومصلحة الأمن العام، نجحت الخميس الماضي، في ضبط كمية من مخدر «الهيدرو»، وزنت 10 كيلو جرامات، ومبلغ مالي بحوزة سائق مقيم بدائرة مركز شرطة القنطرة غرب.
وخلال الشهر الماضي، نجحت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، في القبض على شخص بحوزته كمية من مخدر «الهيدرو، وزنت 4 كيلو جرامات، خلال حملة شنتها على بعض المروجين، والهيروين وزنت 2.250 كيلو جرام، والآيس وزنت نصف كيلو»، بالإضافة إلى كمية من الأقراص لعقار الكبتاجون المخدر.