"دخل قبره بدلا من كلية الشرطة".. نصاب محترف يقتل شابا في المعادي

06:09 م | الأحد 20 ديسمبر 2020

كان يحلم كآلاف الشباب، أن يكون ضابط شرطة يحمي وطنه، ويقف على ثغور أمنه، ما إن فتح باب التقديم للاختبارات، حتى بدأ «محمد أمين»، في إجراءات التقديم إلى كلية الشرطة التى يقصدها آلاف المتقدمين سنويا، تحدوه آمال القبول فيها، ثم التخرج والالتحاق بصفوف الشرطة.. أثناء الاختبارات، تلقى اتصالا من صديقه يطلب منه مبلغا ماليا ليساعده فى اجتياز الاختبارات، فدفع له 100 ألف جنيه، ومع إعلان النتائج، الخميس الماضي، علم بعدم قبوله، وبدأ مطاردة صديقه، فكانت نهايته على يده، لكي يستكمل دائرة النصب التي بدأها من البداية، التي يتلاعب من خلالها بأحلام الشباب المغدور.

تحول «محمد» إلى جثة هامدة دون حراك، بين بركة دماء فى أحد شوارع المعادي، بعدما تلقى عدة طعنات فى جسده النحيل، من صديقه الذي تخلّص منه، هربا من مطالباته له باسترداد أمواله.

جثة هامدة

فى أحد شوارع منطقة المعادي، عثر أحد المارة على جثة خريج الحقوق صاحب الـ22 عاما، وكان ذلك الساعة 11 مساء الخميس الماضي، حيث كان أحدهم يتحدث فى الهاتف، وفوجئ بالجثة، فأبلغ الشرطة عما رأى، وانتقلت قوة أمنية إلى هناك، ترأسها المقدم إسلام بكري رئيس مباحث المعادي، والذي أخطر اللواء نبيل سليم، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، فأمر الأخير بسرعة كشف غموض الواقعة.

فحص الجثة

تبين من الفحص الأولى والظاهري لجثة «محمد» أنه مصاب بعدة طعنات نافذة، وأن محفظته تحوي أوراقه الثبوتية من بطاقة شخصية وكارنيه شركة خاصة كان يعمل بها بعد تخرجه، وتبين أنه حاصل على ليسانس الحقوق، ومن منطقة حلوان، وتم إخطار النيابة العامة التى انتقلت إلى مكان الحادث، وناظرت الجثة، ثم أمرت بندب الطب الشرعي لتشريح الجثة، لبيان سبب وكيفية الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.

أسرة المجني عليه

توصلت الشرطة إلى أسرة المجني عليه، الذين كانوا يحاولون الاتصال به إلا أن هاتفه كان مغلقا، وعلموا بما حدث لنجلهم، وأكدوا أنه كان متقدما لاختبارات القبول بكلية الشرطة، لهذا العام، ولم يحالفه الحظ، وأن أحد اصدقائه حصل منه على مبلغ مالي 100 ألف جنيه، بعدما ادعى معرفته بشخصيات تساعده فى ذلك.

تحريات المباحث

التحريات المكثفة التى باشرتها الأجهزة الأمنية، قالت إن المجني عليه، وقبل اختفائه، كان يتحدث فى هاتفه بصوت عال، وكان يتشاجر مع أحد الأشخاص قبل ساعات من الاختفاء، الخميس الماضي.

وأكدت التحريات أنه كان متقدما لكلية الشرطة بعد تخرجه في كلية الحقوق، ودفع لصديقه مبلغ 100 ألف جنيه، بعدما زعم الأخير قدرته على مساعدته فى القبول بسبب علاقاته، وتزامنت المشاجرة مع البدء فى اخبار المقبولين بالنتيجة.

وأوضحت التحريات، أن واقعة قتل المجني عليه، تتعلق بعدم قبوله فى الاختبارات، وأن صديقه الذي تحصل منه على أموال يقف وراء ارتكابها، بعدما اتفقا على مقابلة فى المعادي، لاسترداد المبلغ المالي.