سافر لتدبير أموال عملية ابنه.. حكاية شاب توقع غرقه قبل الهجرة من ليبيا

كتب: أسماء أبو السعود

سافر لتدبير أموال عملية ابنه.. حكاية شاب توقع غرقه قبل الهجرة من ليبيا

سافر لتدبير أموال عملية ابنه.. حكاية شاب توقع غرقه قبل الهجرة من ليبيا

تعوّد على السفر إلى ليبيا منذ فترة طويلة، وتمكن من الزواج والإنجاب وقرر أنّه لن يسافر مرة أخرى خصوصًا بعدما رزقه الله بتوأم مصطفى وعبد الحميد «تلميذين بالصف الثاني الابتدائي» إلى أن أنجبت زوجته محمد ذات الأربع أعوام الآن والذي يُعاني من مشكلة بقدمه تحتاج إلى 70 ألف جنيه لعلاجها فكان لا ينام ليلًا أو نهارًا حزنًا على ابنه الذي لا يسير بشكل جيد ويحلم بعلاجه قبل التحاقه بالدراسة كي لا يتنمر عليه أحد، فاضطر إلى ترك زوجته حاملًا وسافر من أجل توفير ثمن علاج ابنه.

مأساة كبرى انتهت بوفاة أبو العيال سعيد عبد الحميد أحمد محمد صاحب الـ (35 عامًا) الذي سافر دون أن يرى ابنته التي كان ينتظر قدومها بفارغ الصبر نظرًا لأنّه رُزق بـ 3 أولاد وكان يحلم بفتاة، ولدت «حبيبة» في غياب والدها وبلغ عمرها العام والنصف ولم يراها إلا في الصور فقط نظرًا لسفره منذ عامين.

أيام صعبة عاشها «سعيد» وهو يسعى لتوفير المبلغ اللازم لعلاج نجله مُشتاقًا إلى ضم ابنته التي لم يراها بين يديه، وبسبب سوء الحالة الاقتصادية في ليبيا وعدم تمكنه من جمع مبلغ علاج ابنه من خلال عمله كـ«عامل» فقرر السفر من ليبيا إلى إيطاليا ليتمكن من جمع المال سريعًا حتى يعود ليحتضن طفلته الصغيرة إلا أنّ القدر كان يخبئ له شيئًا آخر.

ورغم إصراره الشديد على السفر إلى إيطاليا إلا أنّه كان يشعر أنّ نهايته قد اقتربت وتوقع موته غرقًا في مياه البحر الأبيض المتوسط، وعندما إتفق معه المهربون على تسليمهم هاتفه المحمول وإثبات الشخصية قبل صعوده لـ«المركب» أخبرهم أنّه لا يملك «باسبور» وقام بربطه على ذراعه حتى يتم التعرف على جثته في حالة غرقه.

وقال حسن عبد الحميد شقيق «سعيد» في تصريحات لـ«الوطن» إنّه علم بوفاة شقيقه من أبناء عمه الذين يعملون في ليبيا حيث كان يعمل شقيقه برفقتهم وعندما علموا بغرق المركب هرعوا إلى المستشفى فورًا ووجدوا جثته وتعرفوا عليها، موضحًا أنّهم الآن يقومون بإنهاء الإجراءات القانونية اللازمة لإرسال جثمانه إلى مسقط رأسه بعزبة جبر التابعة للوحدة المحلية بالغرق بمركز إطسا.

وكشف حسن أنّ شقيقه كان ملتزم دينيًا ويصلي الفجر يوميًا، موضحًا أنّه تحدّث معه هاتفيًا الاثنين الماضي قبل سفره، وأنّه حاول إقناعه أن يظل في ليبيا ولكنه أصر على السفر لإيطاليا للعمل وتوفير نفقة علاج ابنه ولأنه يرغب في العودة سريعًا ليرى ابنته بعينيه ويحتضنها بين ذراعيه.

وأشار حسن إلى أنّ أبناء عمه أخبروه أنّه قبل سفره أدى صلاة الفجر ثم ربط الباسبور على زراعه، وعندما سألوه لماذا يفعل ذلك قال لهم «عشان لما أموت يعرفوا أنا مين بسرعة ومبقاش جثة مجهولة ويسلموني لمصر واتدفن في بلدي».

ونوّه إلى أنّه لم يخبر زوجة شقيقه بوفاته حتى الآن، لأنّها إذا علمت ستصاب بصدمة كبيرة قد تودي بحياتها لأنها كانت تنتظر عودته بفارغ الصبر، خصوصًا أنّها أم لأربعة أطفال أعمارهم صغيرة جدًا ولن تعلم كيف ستواجه الحياة وتربي أبنائها بمفردها.

وطالب حسن الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، التواصل مع السفارة المصرية في ليبيا وإنهاء الإجراءات بشكل عاجل وإحضار جثمان شقيقه ليتم دفنه في مقابر عائلته أسوة بجثامين ضحايا الغرق التي وصلت إلى ثلاجة الموتى بمستشفى مطروح اليوم.

وكانت دورية مركز شرطة صبراتة المدنية بدولة ليبيا عثرت على جثث 4 مصريين على شاطي البحر، وتبينّ أنهم ماتوا غرقًا خلال محاولتهم السفر إلى إيطاليا بطريقة غير شرعية، وتم التعرف على جثتي شخص يُدعى سعيد عبدالحميد محمد، وثلاثة جثث مجهولة.

 


مواضيع متعلقة