د. أحمد حاتم صلاح الدين يكتب: الوضع الوبائي لإنفلونزا الطيور H5 شديد الضراوة في مصر

د. أحمد حاتم صلاح الدين يكتب: الوضع الوبائي لإنفلونزا الطيور H5 شديد الضراوة في مصر
- د. أحمد حاتم صلاح الدين
- إنفلونزا الطيور
- صناعة الدواجن
- الطيور البرية
- البيض
- المزارع
- د. أحمد حاتم صلاح الدين
- إنفلونزا الطيور
- صناعة الدواجن
- الطيور البرية
- البيض
- المزارع
يعتبر مرض إنفلونزا الطيور خاصة النوع شديد الضراوة H5 من الأمراض التى تفتك بصناعة الدواجن فى أى دولة من الدول التى يتوطّن بها الوباء.
وتعتبر مصر من الدول التى توطن فيها الوباء، حيث تعرضت مزارع الدواجن فى مصر فى فبراير 2006 إلى المواجهة الأولى لهذا الوباء حين تم عزل فيروس H5N1 من النوع كليد 2.2.1 فى عدد محدود من الطيور المنزلية والأسواق فى 3 محافظات. بدأت مصر بفحوصات مكثفة للدواجن والطيور البرية للكشف المبكر عن الفيروس ومكافحته من خلال الإعدام الفورى للطيور المصابة وتقييد حركة الدواجن والبيض من وإلى المزارع المصابة وتحسين إجراءات الأمن الحيوى داخل المزارع. لكن على الرغم من ذلك فى غضون أسابيع قليلة، تم الإبلاغ عن فيروس H5N1 فى جميع أنحاء البلاد وتم استخدام التطعيم كإجراء وقائى إضافى لحملة الاختبار والإعدام الرئيسية. نجح التطعيم فى تقليل عدد الإصابات فى عام 2006. ومع ذلك، فى عام 2007 زاد عدد البؤر الوبائية فى القطاع التجارى بشكل كبير بسبب ظهور تحورات فى الفيروس وظهور النوع الجديد كليد 2.2.1.1 الذى لديه القدرة على صد اللقاحات. فى عام 2008، ظهر نوع جديد من الفيروسات تنتمى لكليد 2.2.1.2 الذى لديه قدرة أعلى للانتقال المباشر من الطيور للإنسان نتيجة الاحتكاك المكثف فى التربية المنزلية بين الطيور والإنسان. فى 2010-2011، انخفض انتشار الفيروس 2.2.1.1 بشكل ملحوظ ولم يعد معزولاً منذ 2014 وذلك لأسباب عديدة ليس هذا فى مجال استعراضها الآن. فى 2014-2015 حدث تصاعد غير مسبوق من H5N1 Clade 2.21.2 فى الدواجن وبعد ذلك فى البشر ما جعل مصر مركزاً للإنفلونزا خارج آسيا.
وقد بدأت مصر فى استخدام اللقاحات لتحصين الدواجن ضد الإنفلونزا شديدة الضراوة من النوع H5 منذ عام 2006 إلى أن وصل عدد اللقاحات المستخدمة لأكثر من 15 نوعاً من لقاحات H5N1 وH5N2 AIV الميتة المستوردة من العديد من مُصنعى اللقاحات ولكن بتغطية منخفضة للتحصين (1% فى القرى و50% فى القطاع التجارى). بالإضافة إلى ذلك، أدى الضغط المناعى الناجم عن اللقاحات إلى تطور سريع للفيروس وبالتالى قلل من فاعلية اللقاحات للحماية من عدوى فيروس H5N1. جدير بالذكر أن مصر سجلت أعلى عدد من الإصابات البشرية بفيروس H5N1 على مستوى العالم. تم تأكيد 120 حالة وفاة من أصل 359 مصاباً. بلغ الأشخاص المصابون نتيجة تعرضهم للدواجن والطيور المنزلية المرباة (26%)، والدواجن المذبوحة (14%)، والطيور النافقة (4%). وعلى الرغم من الدوران المشترك والعدوى المشتركة لفيروسى H5N1 وH9N2 فى الدواجن فى مصر حتى عام 2010، لم يتم الإبلاغ عن أى دليل على إعادة التصنيف بين الفيروسين.
ولكن فى نوفمبر وديسمبر 2016 من خلال عمليتى ترصد مستقلتين. تم الكشف عن فيروس H5N8 شديد الضراوة من الفصيلة 2.3.4.4 فى عينات المسحات التى تم تجميعها من الطيور المهاجرة المريضة والنافقة فى مصر. وانتشر الفيروس إلى الطيور المنزلية والعديد من المزارع التجارية وأصبحت اللقاحات المستخدمة حالياً لمكافحة H5N1 أقل فاعلية فى حماية الدواجن من فيروس H5N8. وهذا أعطى ميزة لهذا الفيروس فى الانتشار بشكل أكبر فى المزارع التجارية على النوع H5N1. وقد شكل الانتشار المشترك للنوع الفرعى H5N1 مع فيروسات H5N8 وH9N2 المتباينة فى مصر تهديداً خطيراً لكل من الدواجن وصحة الإنسان.
فى عام 2019 تم الكشف عن فيروس تم إعادة تصنيفه حديثاً فى مزرعة بط من النوع الفرعى H5N2 وأظهر تحليل التسلسل الجينى أن هذا الفيروس كان بسبب العدوى المشتركة لكلا النوعين الفرعيين H5N8 وH9N2 ومع ذلك، لا يوجد الكثير من المعلومات حول انتشار هذا الفيروس المعاد تصنيفه حديثاً، والحماية باللقاحات المختلفة المستخدمة فى مصر.
وتعتمد الوقاية من هذا المرض على عاملين أساسيين:
أولاً: تطبيق إجراءات الأمن الحيوى.
ومن حيث الأمن الحيوى، فإن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، قامت بتقسيم المشروع التجارى فى مصر إلى 3 فئات وفقاً لمعايير الأمن الحيوى. تشمل الفئة الأولى المزارع الرئيسية المتكاملة التى تطبق مستوى عالياً من الأمن الحيوى ويتم تسويق إنتاجها تجارياً من خلال المجازر والفئة الثانية بها مزارع دواجن ذات معايير أمن حيوى معتدلة إلى عالية المستوى ويتم تسويق إنتاجها فى الغالب من خلال المجازر وتشمل الفئة الثالثة مزارع الدواجن ذات إجراءات الأمن الحيوى المنخفضة ويتم تسويق إنتاجها من خلال سوق الطيور الحية. ولسوء الحظ، تمثل الفئة الثالثة قطاعاً ضخماً لتربية الدواجن فى مصر لهذا السبب، فإن رفع مستوى الأمن الحيوى بين المزارع أمر مُلح لتقليل انتقال الفيروس. كذلك فإن استخدام المجازر يجب أن يزيد عملياً للحد من انتشار الفيروس وتطوره.
ثانياً: استخدام اللقاحات ذات الفعالية الجيدة.
ومن حيث استخدام اللقاحات فإنه يوجد فى مصر العديد من اللقاحات الخاملة (الميتة) والتى تستخدم لمنع تفشى فيروس الإنفلونزا H5 فى الدواجن والسيطرة عليه ولكن المشكلة تكمن حالياً فى أنه حدث تباين شديد بين الفيروسات المستخدمة فى هذه اللقاحات ومجموعات الفيروسات H5 الحقلية ما يستلزم معه الاختيار الجيد للقاحات ذات الفعالية لصد العدوى استناداً إلى دراسة الحماية ضد المعزولات الحقلية الحديثة من فيروس H5 شديد الضراوة واستخدامه فى جميع أنحاء البلاد وبنسبة لا تقل عن 70% من عدد الطيور وهذا سيقلل بشكل كبير من انتقال الفيروس والسيطرة على المرض.