حصاد 2020.. الأزهر يواجه الاستيطان والاعتداءات الصهيونية على القدس

كتب: سعيد حجازي

حصاد 2020.. الأزهر يواجه الاستيطان والاعتداءات الصهيونية على القدس

حصاد 2020.. الأزهر يواجه الاستيطان والاعتداءات الصهيونية على القدس

نشر الأزهر الشريف عبر موقعه الرسمي، تقريرا عن حصاد 2020 وجهود المشيخة في مواجهة مخططات التوسع في الاستيطان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال عام 2020، وموقف الأزهر من الاعتداءات الصهيونية المتكررة تجاه الشعب الفلسطيني.

وبحسب التقرير، فخلال 2020 لم يترك الأزهر مجالا إلا وذكّر العالم بحقوق الشعب الفلسطيني المظلوم، وحثّ على ضرورة إحياء القضية الفلسطينية في نفوس العقلاء والمنصفين حول العالم، وعقول الأجيال الناشئة بالقراءة عنها والتعريف بها دوما حتى ينتصر الشعب الفلسطيني، ويعترف المجتمع الدولي بكامل حقوقه على أرضه المحتلة، لما للقضية الفلسطينية من أهمية محورية لدى الأزهر الشريف على مر تاريخه المليء بالمواقف الوطنية والقومية الداعمة لحقوق المستضعفين في كل مكان وزمان.

وانطلاقا من المسؤولية التاريخية والدينية التي يحملها الأزهر وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب، تجاه الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، وبدا ذلك واضحا من خلال المواقف التالية:

استخدم الأزهر في إدانته للانتهاكات الصهيونية أشد العبارات لمخاطبة المجتمع الدولي، بضرورة تحمل مسؤولياته والتوقف عن اتباع سياسة الكيل بمكيالين، ومناصرة الحقوق الفلسطينية في وجه ما أسماه الأزهر بـ«الإرهاب الصهيوني»، واصفا تعديات الاحتلال الصهيوني على الأراضي الفلسطينية بالإرهاب الغاشم، الذي لا يختلف عن أشكال الإرهاب الأخرى التي تنفذها التيارات والجماعات الإرهابية المتطرفة، ما يوجب على المجتمع الدولي -إن كان حريصا كما يزعم على اقتلاع جذور الإرهاب- مواجهته وإدانته والقيام بمسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه الممارسات الجائرة التي تضرب بالقرارات الدولية عرض الحائط.

٥ يوليو

أشاد الأزهر الشريف بالاتفاق بين حركتي فتح وحماس في الخامس من يوليو 2020، آملا أن تكون الخطوة بداية للالتئام والاتحاد الفلسطيني في مواجهة أطماع الكيان لمحتل، وتحويلها لسياسات عملية على الأرض تهدف إلى رفض وتقويض سياسة الأمر الواقع التي يحاول الاحتلال الصهيوني فرضها، وتتصدى لأي خطط استيطانية مستقبلية، وطالب المجتمع العربي والإسلامي بدعم وتأييد الخطوة على الأصعدة كافة وبشتى السبل، لاستعادة القرار الفلسطيني الموحد، ما يدعم استعادة الحقوق الفلسطينية.

2 سبتمبر

أعلن الإمام الأكبر استنكاره الشديد للانتهاكات الصهيونية التي يمارسها جيش الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، وأدان الإمام الأكبر الاعتداء الوحشي الذي نفذه بعض جنود الكيان الصهيوني على مسن فلسطيني، أثناء قمع وقفة منددة بالاستيطان على أراضي بلدتي جبارة وشوفة بمحافظة طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة، وذلك استمرارا لموقف الأزهر الرافض لسياسات الكيان الصهيوني في التعامل مع الشعب الفلسطيني المظلوم، الذي استباح عرضه ودمه ونهب مقدراته وانتهك مقدساته.

28 نوفمبر

انطلاقا من مسؤولية الأزهر التاريخية في التوعية بقضايا العالم الإسلامي وحماية وإحياء القضية الفلسطينية، حثّ الأزهر الآباء والأمهات والقائمين على العملية التعليمية والمشاريع الثقافية والتربوية على ضرورة إحياء القضية الفلسطينية والتعريف بها دوما حتى تظل حاضرة في قلوب وعقول الأطفال والشباب في مواجهة الحملات الممنهجة على مواقع التواصل الاجتماعي الهادفة لطمس معالم القضية، حرصا على بقاء القضية الفلسطينية في عقول ونفوس الأجيال المقبلة وإيمانا بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني على أرضه.

5 ديسمبر

رفض الأزهر الاعتداءات الصهيونية على دور العبادة والمقدسات الدينية، وأدان الأزهر اقتحام إرهابي صهيوني لكنيسة الجثمانية بالقدس المحتلة، ومحاولته إضرام النار بالكنيسة، ما تسبب في إلحاق الضرر بها، ووصف ذلك بـ«العمل الإرهابي الجبان»، ليبرهن أنّ دفاعه عن القضية الفلسطينية لم يكن قاصرا على كونها قضية تخص العالم الإسلامي فقط، وإنما كان إيمانا مترسخا لدى الأزهر أنّ للأراضي الفلسطينية خصوصياتها الدينية إسلاميا ومسيحيا، وخصوصياتها التاريخية والجغرافية والديمغرافية والتراثية، كما أنّها قضية تتصل بعقيدة ومشاعر وكرامة كل عربي.

كما أوصى الإمام الأكبر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، بالمتابعة والرصد الدائم والمستمر لتطورات القضية الفلسطينية؛ لذلك أصدر المرصد تقريرا شهريا يرصد التطورات الخاصة بالقضية، فضلا عن توثيق كل ما يرتكبه الكيان الصهيوني من انتهاكات وتعديات في حق الشعب الفلسطيني، واقتحامات المسجد الأقصى المبارك.

28 فبراير

أدان الإمام الأكبر إعلان الكيان الصهيوني بناء 3500 وحدة سكنية استيطانية جديدة بالضفة الغربية المحتلة شرق القدس، معتبرا القرار تعد صارخ على أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة، واستفزاز لمشاعر الفلسطينيين مسلمين ومسيحين، متابعا: «سياسة فرض الأمر الواقع لن تغير من حقيقة عروبة الأرض، وأنّ الكيان الصهيوني مغتصب لأراضي غيره من الشعوب صاحبة الحق».

9 مايو

أدان الأزهر قرارات مصادقة الكيان الصهيوني على إقامة مشروع استيطاني جديد في البلدة القديمة في مدينة الخليل ومصادرة أراضيها، معتبرا ذلك ضمن السياسات التصعيدية التي ينتهجها الكيان الصهيوني ضد المعالم الدينية والتاريخية الفلسطينية؛ وذلك لدور القرارات في تسهيل اقتحام الحرم الإبراهيمي ومواصلة تهويده.

17 نوفمبر

استنكر الأزهر وإمامه الأكبر في شهر يوليو، استيلاء الاحتلال الصهيوني على أجزاء من الضفة الغربية معتمدا على سياسة فرض الأمر الواقع، فضلا عن قراره بطرح عطاءات لإنشاء 1257 ‏وحدة ‏استيطانية جديدة قرب مدينة القدس، واعتبر الإمام الأكبر القرارات تشويه للواقع السكاني والعبث بالهوية ‏الفلسطينية الأصلية وتهديدا للسلام في المنطقة، وانتهاك خطير للقوانين والمواثيق الدولية، وتعدي صارخ على حقوق وأراضي الشعب الفلسطيني المظلوم، وعمل الأزهر على التعريف بحقوق الشعب الفلسطيني في المناسبات الدولية.

30 مارس

ذكر الأزهر العالم أجمع بذكرى «يوم الأرض الفلسطيني»، والذي تعود أحداثه إلى 1976م عندما صادرت سلطات الكيان الصهيوني أجزاء ومساحات من أراضي الشعب الفلسطيني، وأكد الأزهر أنّ نضال الشعب الفلسطيني المتواصل منذ طغيان الكيان الصهيوني واغتصابه للأراضي الفلسطينية هو نضال تاريخي مشروع يجب دعمه من المنصفين حتى يسترد هذا الشعب أرضه المسلوبة التي اختطفها الاحتلال بسياسة القوة والسلاح والجور على حقوق الآخرين.

17 أبريل

ذكر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، المجتمع الدولي بالذكرى الـ46 لـ«يوم الأسير الفلسطيني»، وما يعانيه الأسرى الفلسطينيون من شتى أنواع البطش والتعذيب الجسدي والمعنوي في سجون الكيان الصهيوني، معربا عن ضرورة أن ينتبه العالم لمعاناة نحو 5 آلاف أسير فلسطيني في سجون الكيان الصهيوني، وأنّه رغم إصابة عدد من الأسرى الفلسطينيين بوباء كورونا «كوفيد- 19»، فإنّ الكيان المغتصب لا يزال مصرا على احتجاز هذا العدد الكبير من الفلسطينيين من الأطفال والنساء والشباب وكبار السن؛ لتتجدد صعوبات الأسرى والتنكيل بهم في ظل مخاطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

16 مايو

لم يغفل الأزهر عن إحياء الذكرى الـ72 للنكبة الفلسطينية، وإعلان الاحتلال الصهيوني قيام دولته المزعومة على الأراضي الفلسطينية، واحتلال ما يزيد على ثلاثة أرباع مساحة فلسطين التاريخية، وتدمير 531 تجمعا سكانيا، وتشريد نحو 85% من السكان الفلسطينيين للدول المجاورة لفلسطين وبعض الدول الأجنبية، وأكد الأزهر أنّ هذا اليوم يمثل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي لا يزال غافلا أو متجاهلا لحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه المحتلة منذ 72 عاما، وأوضح الأزهر أنّ العالم بأسره يتحمل المسؤولية الكاملة عن إنهاء الاحتلال الصهيوني الغاشم على أرض فلسطين المباركة، ورد الحقوق إلى أصحابها ومحاكمة المحتل الغاصب على جرائمه ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدراته ومقدساتنا العربية والإسلامية.

21 أغسطس

وجّه الأزهر الشريف أنظار العالم للذكرى الـ51 لحريق المسجد الأقصى، والتي تعود إلى عام 1969، حينما قام المجرم «مايكل دنيس روهان» بإشعال النيران عمدا بالمصلى القبلي بالمسجد الأقصى، ليلتهم الحريق ما يقرب من ثلث مساحة المسجد المبارك، بما فيه من محتويات أثرية وتاريخية، واعتبر الأزهر أنّ تلك الحادثة هي واحدة من أبشع حوادث الإرهاب التي جعلت من أماكن العبادة والمقدسات الدينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مرمى لنيران الاحتلال الصهيوني، وشدد على أن تلك الجريمة كانت وستبقى ذكرى أليمة ألقت بظلامها على كل الأمة.

29 نوفمبر

ذكر الأزهر العالم أجمع بأحد أسوأ المناسبات في التاريخ الحديث وهي «ذكرى اغتصاب الأراضي الفلسطينية» أو ما يعرف سياسيا بـ«ذكرى قرار تقسيم فلسطين»، مطالبا المجتمع الدولي بالاعتراف الكامل بحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ودولته المستقلة وعاصمتها القدس.

ختاما، وبحسب المشيخة، فيمكن القول إنّ تلك المواقف توضح بشكل صريح اهتمام الأزهر الشريف والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بالقضية الفلسطينية خلال 2020م، وتعد امتدادا لتاريخ أزهري طويل من الدعم والمساندة والتذكير بحقوق الشعب الفلسطيني وبالقضية الفلسطينية باعتبارها القضية الأولى للعرب والمسلمين، وتأكيدا على كون القضية وتطوراتها هي محل رصد ومتابعة دقيقة ودائمة من  الإمام الأكبر؛ وذلك انطلاقا من المسؤولية التاريخية والدينية التي يحملها الأزهر الشريف تجاه تلك القضية العادلة والمنصفة، حتى الاعتراف الدولي الكامل بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.


مواضيع متعلقة