"الكوسة".. قصة التاجر التي أصبحت رمز "المحسوبية" عند المصريين

كتب: روان مسعد

"الكوسة".. قصة التاجر التي أصبحت رمز "المحسوبية" عند المصريين

"الكوسة".. قصة التاجر التي أصبحت رمز "المحسوبية" عند المصريين

"الكوسة"، كلمة وضعها المصريون تعبيرًا عن الوساطة والمحسوبية، وكل ما هو غير متقن، أو ما حدث في مسار مغاير لمساره القانوني، "آه دي كوسة بقى"، جملة اعتراضية يطلقها المصريون إذا شعروا أن هناك ظلمًا وقع عليهم سواء من مدير العمل، أو قضاء حاجة ما في مصلحة حكومية، وللكوسة روايتان في تاريخ المصريين، لكلاهما نفس المعنى. الرواية الأولى، تحكي عن طابور طويل للتجار قديمًا كان يمتد لعدة أمتار، خلال ذلك ينهك التاجر، لتحصيل الرسوم الضريبية لدخول السوق وبيع بضاعته من خضر وفاكهة، وكان نظام الطابور حاسمًا جدًا ولا يستثنى منه أحد، من عليه الدور يدخل، لكن ثمر الكوسة معروف بسرعة تلفه وتأثره بالشمس، فكان تاجره يدخل إلى السوق دون انتظار دور، وعندما يغضب التجار في الطابور، يصيح التاجر: "كوسة"، فيصمت الطابور، ويوافق من يقف به على دخول التاجر "كوسة". للرواية الثانية نفس المعنى، ففي عصر المماليك والفاطميين، كانت تقفل أبواب مدينة القاهرة مع قدوم الليل، وإذا حضر تجار الخضر والفاكهة، لا يدخلون إلا بعد أن تفتح المدينة أبوابها صباح اليوم التالي، ويستثنى منهم تجار "الكوسة"، لما يعرف عن هذا الثمر من تلف سريع، لذا يطلق المصريون على كل ما هو سريع، وغير متقن، وخارج عن القانون "كوسة".