"عم جمال" يتغلب على وحدته برسم الأشخاص: "ببيع 5 رسومات في الشهر"

"عم جمال" يتغلب على وحدته برسم الأشخاص: "ببيع 5 رسومات في الشهر"
في غرفة قديمة وغير مرتبة، يجلس على كرسي ثابت ممسكاً بفرشاة ويمد يده إلى اللوحة التي أمامه، ليرسم أشخاصاً بطريقة مذهلة كأنها صور حقيقية، هكذا يقضى "جمال السيد"، 71 عاماً، وحدته بين ألواحه ورسوماته، لينسى آلام بعد أولاده عنه، ويهون عليه وجع ركبته بسبب معاناته من الخشونة فيها.
جمال: اشتغلت 10 سنوات في الرسم السنيمائي
باشتياق كبير يحكي "جمال" وهو يتذكر أيام الشباب التي أفناها في الاستمتاع بهوايته وموهبته، مضيفاً أنه بدأ منذ نعومة أظاهرة، إذ أنه كان يرسم دون ما معرفة ماذا يفعل، ومر بأيام الدراسة والتحق بكلية الفنون الجميلة، ولكن أحس أن موهبته يتم تحجيمها داخل الكلية، ليقرر تركها وبدء عمله الخاص، مضيفاً: "أيام الشباب عملت فيها كل حاجة، ماحبتش الدراسة فسيبتها واشتغلت لوحدي كنت برسم وببيع للناس، وبعدها اشتغلت 10 سنوات في الرسم السنيمائي، وبعد كدة قضيت 20 سنة رسام في القطاع الرسمي".
عم جمال يبيع الرسمة مقابل 100 جنيه
بعد خروجه على المعاش منذ أكثر من 10 أعوام، قرر العودة إلى العمل الخاص عن طريق بيع الرسمة الواحدة بـ 100 جنيه، ولكن تلك الفترة بعد خروجه على المعاش، حدثت له صدمات في حياته، بدأت بقلة الإقبال عليه، ثم طلاق زوجته منذ 4 سنوات، وتركه أولاده الاثنين في وحدته، ويضيع "عم جمال": الأول كنت برسم 10 رسومات في اليوم، ببيع 5 كل شهر، وبرسم حاجات مش ببيعها لأن محدش بقى يشتري، لأني مابقدرش أعلن عن نفسي كويس، وكمان الناس نسيتني".
100 ألف جنيه ديون تتراكم عليه
لم تقف معاناة "جمال" عند ضعف الإقبال وترك أولاده، بل امتدت إلى معاناته من الضغط والسكر بالإضافة إلى الخشونة في الركبة، فضلاً عن الديون التي تراكمت عليه بسبب مرضه، ويتابع: "عليا ديون 100 ألف جنيه بسبب عمليات في رجلي، دفعهم ابن أخويا ولكن أنا لازم أدفعهمله لأني حاسس إني قادر لسه على الشغل، وقادر أبهر الناس برسوماتي".