المحور الثلاثي بين مصر والعراق والأردن: خطوة على طريق سوق عربية مشتركة

المحور الثلاثي بين مصر والعراق والأردن: خطوة على طريق سوق عربية مشتركة
- العلاقات المصرية العراقية
- العلاقات المصرية الأردنية
- وزارة الخارجية المصرية
- العلاقات المصرية العراقية
- العلاقات المصرية الأردنية
- وزارة الخارجية المصرية
عمدت مصر والعراق والأردن، خلال الفترة الماضية، إلى تعزيز التعاون الاستراتيجي بينها، استثمارا للمقومات التي يتمتع بها كل بلد، والإمكانات الهائلة التي تسمح للدول الثالث التكامل فيما بينها، ولا سّيما في مجالات التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، ومشروعات البنية التحتية.
وتعمل مصر على الاستفادة من مقوماتها البشرية في إعادة إعمار العراق، بعد سنوات صعبة من عدم الاستقرار، وتسعى كذلك إلى تبادل تجاري سيدخل فيه الأردن طرًفا ليكّون الثلاثي محوًرا تجارًيا ربما سيكون خطوة على الطريق من أجل سوق عربية مشتركة على غرار الاتحاد الأوروبي الذي بدأ بسوق الجماعة الأوروبية للفحم والصلب في خمسينيات القرن الماضي، وانتهى بالسوق الأوروبية المشتركة، بحسب المرصد المصري.
ودائما تحرص مصر على تعزيز أوجه التعاون الاقتصادي المشترك مع دولة العراق الشقيقة في جميع المجالات، خاصة التعاون الصناعي والتجاري خاصة في ظل قوة العلاقات بين البلدين وتوافق الرؤى بين القيادتين المصرية والعراقية.
وتستقبل القاهرة حاليا وفد جمهورية العراق برئاسة وزير التخطيط العراقي، حيث ضم الوفد وزراءالكهرباء، الصناعة والمعادن، الإعمار والإسكان والبلديات والأشغال العامة، والصحة والبيئة، التعليم العالي، الزراعة، الهجرة، رئيس الهيئة الوطنية لاستثمار العراقية، مدير دائرة الشئون الخارجية، لعقد سلسلة اجتماعات لمتابعة تنفيذ نتائج اللجنة العليا المشتركة.
وتحرص الحكومة المصرية، على البناء على نتائج القمة الرئاسية التي عقدت بالعاصمة الأردنية عمانخالل شهر أغسطس الماضي، التي كانت بمثابة دفعة قوية لتعزيز التعاون العربي المشترك وتحقيق آمال وطموحات شعوب الدول الثالث.
ويعمل البلدان على تعزيز كل سبل وأوجه التعاون، بسلسلة متكاملة من الزيارات، يقوم بها حاليا وفود رسمية عراقية، من الحقائب الاقتصادية إلى القاهرة، تأكيدا على الترابط والتعاون بشكل قوي خلال الأيام المقبلة.
وتدخل العلاقات المصرية العراقية مرحلة نشطة من التعاون على كافة المستويات، لا تقتصر فقط علىالقيادة العليا للبلدان، ولا حتى عند تقديم مساعدات هائلة إلى العراق، ولكن تمتد لتشمل مستوى التعاون الوثيق بين حكومة الدولتين.
وكان رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، أجرى زيارة إلى العراق 31 أكتوبر الماضي على رأس وفد وزاري رفيع المستوى للمشاركة في أعمال اللجنة العليا المصرية العراقية المشتركة.
وعكست طبيعة المسؤولين المرافقين لمدبولي في جولته اهتماما بالغا، ونية جادة لدى الحكومتين المصرية والعراقية للتعاون فيما بينهما.
فقد ضم الوفد المرافق لرئيس الوزراء المصري، عددا من الوزراء، من بينهم؛ "الكهرباء والطاقة المتجددة، والبترول والثروة المعدنية، والقوى العاملة، والتعاون الدولي، والصحة والسكان، والإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والنقل، والطيران المدني، والتجارة والصناعة"، بالإضافة إلى الرئيس التنفيذي لهيئة للاستثمار والمناطق الحرة، وعددا من ِكبار المسئولين ذوي الصلة.
كما شارك في الاجتماعات عدد من رجال الأعمال من ِكلا الجانبين المصري والعراقي.
وتناولت أعمال اللجنة المشتركة، عددا من الملفات والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، من بينها المشاركة في إعادة إعمار العراق، إلى جانب توسيع التعاون في المجالات الاقتصادية، وتهيئة المناخ أمام الشركات المصرية للاستثمار في العراق، فضلا عن زيادة التبادل التجاري وتسهيل نفاذ السلع إلى أسواق البلدين.
كما تقدم مصر يد العون للجانب العراقي، من أجل الإعمار مدعومة بالخبرات المصرية الهندسية لإعادة إنشاء مدارس ومستشفيات وأماكن عمل، ومساكن للعراقيين بعد سنوات تدمرت فيها البنية التحتية العراقية، نتيجة وجود الميليشيات المسلحة التي كانت تطمع في النفط العراقي لكن الدولة العراقية قضتعليها وبدأت في فتح صفحة جديدة للبناء.
وفي محاولة للإسراع بوتيرة النمو الاقتصادي التي سببتها جائحة كورونا، تدشن مصر محورا اقتصاديا ثالثيا مع العراق والأردن.
وكان رئيس الوزراء، أشار خلال هذه الزيارة المهمة إلى بغداد إلى أن مصر والعراق لديهما إمكانات إنتاجية وتصديرية كبيرة، ويجب مضاعفة استثمارها لزيادة حجم وقيمة التجارة البينية، بالإضافة إلى العمل سويًا لإزالة كافة العوائق أمام انسياب البضائع بين البلدين.
ولفت إلى أن هناك أسطولا نقل وشركة مشتركة تتمثل في شركة الجسر العربي، ويمكننا تطوير وسائل النقل والتعاون بين موانئ ومنافذ مصر والعراق والأردن؛ لاستيعاب ما نستهدفه من زيادة كبيرة في حجم التجارة، بالإضافة إلى زيادة التعاون في مجالات البترول والغاز.
وأشار مدبولي، إلى أن الحكومة المصرية ستنقل خبراتها للجانب العراقي في مجال الكهرباء والطاقة وتعمل على تكثيف التعاون في هذا المجال الذي يعد أساسا لتشجيع أي استثمارات وقيام أي صناعات، موضحا أن مصر لديها استعداد تام لزيادة التعاون في مشروع الربط الكهربائي مع العراق، بالتنسيق معالأردن.