العلاقات المصرية العراقية الأردنية.. تاريخ ممتد وتعاون مستمر

كتب: فادية إيهاب

العلاقات المصرية العراقية الأردنية.. تاريخ ممتد وتعاون مستمر

العلاقات المصرية العراقية الأردنية.. تاريخ ممتد وتعاون مستمر

قمة ثلاثية مشتركة جمعت كل من الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، اليوم الأحد، في إطار تعاون عربي مشترك، لصالح الشعوب، في إطار المنفعة والاحترام المتبادلين.

وعن تاريخ العلاقات بين مصر والعراق، فهي ممتدة إلى أوائل القرن الماضي عندما حصل كلا البلدين على استقلالهما من بريطانيا وأقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين اللذين كانا من المؤسسين لجامعة الدول العربية في منتصف أربعينيات القرن الماضي، ثم عقد البلدان العديد من الاتفاقيات الاقتصادية مثل السوق العربية المشتركة والاتفاقيات العسكرية مثل اتفاقية الدفاع العربي المشترك ومشروع الوحدة الثلاثية.

وشهدت العلاقات المصرية العراقية فترات من التباعد، والتي ترجع إلى عام 1977، عندما قاطعت دول عربية ومنها العراق مصر بسبب توقيع اتفاقية "كامب ديفيد"، وفي العام 1983، دعت العراق إلى عودة "الدور الطبيعي" لمصر بين البلدان العربية، وفي يناير 1984، نجحت العراق في قيادة جهود عربية لاستعادة مصر عضويتها في الجامعة العربية.

لكن عام 1990، توقفت العلاقات العراقية المصرية بعد انضمام مصر لتحالف الأمم المتحدة لإخراج العراق من الكويت، ومع مرور السنوات شهدت العلاقات تحسنًا، وذلك مع تطور العملية السياسية في العراق.

وعادت مصر تساند العراق، حينما أعلن وزير الخارجية المصري في بروكسل في يونيو 2005 التزام مصر في تقديم كل أشكال الدعم الممكن للشعب العراقي من أجل بناء مؤسساته الوطنية، مستمرة تطور العلاقات بعهد الرئيس عبدالفتاح السيسي. 

وفي إطار التطورات، أجرى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي زيارة رسمية لمصر، التقى خلالها الرئيس السيسي، وناقشا العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية بين البلدين.

أما على نطاق المساعدات الإنسانية التي قدمتها مصر للعراق، فترجع لعام 2017، حينما أعدت القوات المسلحة شحنة مساعدات من الأدوية والمستلزمات الطبية مهداه إلى الشعب العراقي، وفقا لما ذكرته الهيئة العامة للاستعلامات.

أما عن العلاقات المصرية الأردنية، فتميزت بالتوافق السياسي الكامل في الرؤى والأهداف، بالإضافة الى روابط  اقتصادية وثيقة وممتدة أسهمت في تنمية التعاون الثنائي والعربي والإقليمي، وهو ما دلت عليه الأدلة الأثرية والشواهد التاريخية المصرية من زمن الفراعنة والأردنية.

وخلال العصر الحديث تكتسب العلاقات التاريخية المصرية - الأردنية أهمية خاصة نظرا للدور الإقليمي المهم الذى تلعبه الدولتان في مواجهة التحديات والأخطار التي تهدد المنطقة.

وهناك عدة ملفات أساسية يتعاون فيها الجانبان بشكل كبير، على رأسها القضية الفلسطينية التى تعد القاهرة وعمان طرفا أساسيا فيها، وما زالتا تسعيان من أجل استئناف المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية وفقا للمرجعيات الدولية، وصولا لتنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

يأتي ذلك إلى جانب ملف الإرهاب، حيث تتفق رؤى الدولتين على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولى والدول العربية والإسلامية للتعامل بكل حزم مع خطر الإرهاب والتطرف والتنظيمات الإرهابية، مع العمل على الدفاع عن الإسلام، ضد من يقومون بتشويه صورته السمحة، التى تنبذ العنف والتطرف، وتحض على التسامح والاعتدال وقبول الآخر، وتم التأكيد على محورية دور الأزهر الشريف باعتباره منارة للفكر الإسلامى الوسطي.

أما الملف الثالث خاص بالوضع في سوريا، وترى مصر والأردن أهمية التوصل إلى حل سياسى شامل للأزمة ينهي المعاناة الإنسانية للشعب السوري، ويحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية، ويحول دون امتداد أعمال العنف.


مواضيع متعلقة