جيران ومرضى طبيب الغلابة في دمياط: كان يشتري الدواء للفقراء على حسابه

جيران ومرضى طبيب الغلابة في دمياط: كان يشتري الدواء للفقراء على حسابه
- طبيب الغلابة
- الحميات
- اشتباه كورونا
- التعصب الرياضي
- محافظة دمياط
- البسطاء
- طبيب الغلابة
- الحميات
- اشتباه كورونا
- التعصب الرياضي
- محافظة دمياط
- البسطاء
بمشاعر يسودها الحب والامتنان للجميل وصف جيران ومرضى الدكتور أحمد البريشي رئيس رابطة الباطنة والحميات بمحافظة دمياط والملقب وسط دائرته بـ"طبيب الغلابة" بأنه كان يتسم بالرحمة والرأفة في علاج الفقراء ومحدودي الدخل... تلك المشاعر التي امتزجت بالحزن بعد وفاته بالاشتباه بكورونا خيمت على جيرانه. "كان أبو الغلابة مش طبيب الغلابة ده يا ما ساعد البسطاء وعالجهم بدون مقابل كان ملاك على وجه الأرض محدش يقدر ينكر خيره على الجميع.. دمياط كلها مشيت في جنازته " تلك بعض الكلمات البسيطة من بعض مرضاه تصف مدى الحزن على رحيله.
قال مصطفى سالم أحد جيران الطبيب: كان راجل محترم طول عمره حبيبنا عمره ما تأخر عن مساعدة أحد.. في أي وقت ينزل للمريض الفجر أو الصبح.. عاش لخدمة المرضى والبسطاء ومعروف عنه أنه طيب ومحترم طول عمره يقف دائما لجوار الجميع كما أنه وأسرته يعيشون من أجل عمل الخير كما أن له ابنة مسؤولة عن جمعية خيرية.
وتابع: كلنا زعلنا عليه لما علمنا بمرضه فهو راجل طيب ومحترم وعلى الرغم من تعبه الشديد وإغلاقه عيادته لمدة عام لكنه كان يعالج المرضى ويتابعهم هاتفيا أو عبر تطبيق الواتساب وحينما علم مرضاه بوفاته جاءوا هنا ليقدموا واجب العزاء وعمره ما تأخر عن أي حد وبيته وعيادته دائما كانوا مفتوحين لأي حد تعبان و أي حد يستغيث به.
والتقط الحاج إبراهيم محمد 65 عام جار الطبيب طرف الحديث قائلا: لا أعرف عنه سوى كل خير فكان دائما ما يعمل لله ودائما ما كانت تحضر له الناس في أي وقت بالليل أو بالنهار وكان يصرف علاج لمرضاه البسطاء لله ويساعد البسطاء و عمره ما رد محتاج.
وأضاف: حينما أغلق عيادته ظللنا نسأل عنه والشارع كله كان زعلان عشانه كنا بنسأل عنه هاتفيا لأنه لم يكن مسموح بزيارته لفترة من الفترات وجنازته كانت شئ لا يصدقه عقل فقد نعاه الكبير والصغير على حد سواء واعتصر الحزن قلوبنا جميعا من أجله فقد كان "أبو الغلابة" وليس طبيب الغلابة فحسب متمنيا أن يقتدي تلاميذه به.
كان قمة في الأخلاق والأدب و خير مع جميع الناس بتلك الكلمات بدأ محمد أبو رمضان 47 عاما أحد مرضى الطبيب وجاره حديثه إلى "الوطن" " نادرا ما كان يتقاضى مني ثمن الكشف وكنا دائما ما ندعو له خلال فترة مرضه بالشفاء وشارك الكثيرين في تشييع جثمانه".
أما محمد أبو حنة جار الطبيب فيقول "تربينا مع بعضنا البعض منذ الطفولة كان ملاك في هيئة بشر لا أزكيه على الله فقد كان شديد الاحترام وربنا يجعل ما كان يفعله من أجل المرضى في ميزان حسناته ويجعله من أهل الجنة فمهما تحدثت عنه لن أوفيه حقه شئ فقد كان مثال للطبيب الإنسان الذي يعمل من أجل الغلابة.
يتذكر أبو حنة أحد المواقف معه قائلا: كان كل ما يشاهدني ينادي عليا قائلا تعالى يا محمد شكلك تعبان انت بتاخد علاج إيه تعالى العيادة لازم نعمل التحاليل دي وتواظب على العلاج ده خاصة و أنني مريض ضغط وسكر كما كان يتمتع بإنسانية شديدة ولو عامل عمل له شغل يكرمه ويعطيه فوق حقه و كنت دائم التواصل معه حتى في فترة مرضه سواء وجها لوجه أو عبر الهاتف أو الإنترنت.
وحول بعض هواياته يقول إنه كان يشجع كرة القدم وكان حزين للفترة الكروية الأخيرة بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك وكان دائما ما يرفض أي إساءة.
و تابع أبو حنة قائلا علمت مؤخرا بصلة القرابة التي جمعت بينه وبين الكابتن رفعت الفناجيلي دائما ما كان يدعو للسمو والبعد عن التعصب الرياضي الأعمى، كما كان يناشد الناس بالبعد عن التعصب و ذلك كان في أشد فترة مرضه لكنه كان حريصا خلال لحظاته الأخيرة على السمو والرقي و نبذ العنف والتعصب الأعمي مشيرا إلى حزنه لعدم استطاعته فتح عيادته لفترة طويلة كما كان يعتذر لنا لعدم تمكنه من فتح عيادته رغم أن ذلك شئ خارج عن إرادته.
وعن حياة الطبيب في صباه يقول أبو حنة "كان يهوى كرة القدم إلى حد كبير كما كان دائما ما يسمو بفكره وفكر من حوله ومفيش حاجة إسمها أهلي وزمالك كلنا أخوات وحبايب والرياضة تجمع متفرقش تلك كانت وجهة نظره ومعتقداته ويرفض دائما رد الإساءة بالإساءة كما كان يعشق رأس البر و يذهب إلى هناك ليجلس على البحر كما كان يعشق الأسرة ويحترم الجميع دون استثناء وعشري جدا".
وأضاف: كان يخدم مرضي التأمين الصحي و يعمل على تذليل كافة مشاكلهم وذكراه الطيبة ستظل محفورة في أذهاننا فوفاته رغم أنها كانت متوقعة لمرضه الشديد لكنها كانت فاجعة لنا جميعا فقد كان دائما يوصل رسائل دينية قيمة من ديننا الحنيف سواء في حديثه أو كتاباته عبر وسائل التواصل الاجتماعي ودمياط كلها مشيت في جنازته الله يرحمه ويحسن إليه ويجعل مثواه الجنة.
الدكتور أحمد السعيد البريشي، استشاري أمراض الباطنة والكبد والحميات ورئيس رابطة الباطنة والحميات بمحافظة دمياط، توفى بعد الاشتباه بإصابته بفيروس كورونا المستجد وسط حالة من الحزن ألمت بالجميع سواء مرضاه أو زملائه الأطباء.
كانت النقابة العامة للأطباء نعت الفقيد في بيان لها جاء فيه: "عُرف عن الفقيد حبه لعمل الخير، ظل يعمل في عيادته بكشف بسيط وهو استشاري كبير، واهتم كثيرا بتعليم شباب الأطباء وكرس له من وقته وجهده" ودعت النقابة للفقيد بالرحمة وتقدمت بخالص العزاء لأسرته الكريمة سائلين الله أن يرحمه برحمته الواسعة وأن يُسكنه مع الأبرار والشهداء.