"ملك" جزارة في مدرسة لغات.. ورثت المهنة وتساعد جدها: فخورة بنفسي

"ملك" جزارة في مدرسة لغات.. ورثت المهنة وتساعد جدها: فخورة بنفسي
- الجزارة
- طفلة تعمل في الجزارة
- مهنة الجزارة للفتيات
- الذبح
- الأضحية
- الجزارة
- طفلة تعمل في الجزارة
- مهنة الجزارة للفتيات
- الذبح
- الأضحية
محل صغير يغطي حوائطه الداخلية والخارجية السيراميك، سقفه تغطيه اللحوم الخارجة بكميات كبيرة، تقف في مدخله الضيق فتاه تبدو ملامح الطفولة واضحة على وجهها، مرتدية معطفا للفتيات في الأعمار الصغيرة، وحذاء جلدي طوله أقل من الركبة قليلا مخصصا للجزارين، تنظر في كتابها ممسكة بقلم، وباليد الآخر سكينا، تارة تنظر في الكتاب وتكتب بقلمها، وأخرى تحكم قبضتها على السكين لتقطيع اللحوم وتجهزها للزبائن.
المشهد السابق يلخص حياة الطفلة ملك زين العابدين، البالغة من العمر 15 عاما، التي قررت قبل سنوات الوقوف بجانب جدها من ناحية الأم ومساندته في عمله، حيث أحبت الوجود رفقته، وشغفت بالمهنة التي يعمل بها جدها ووالدها وأخوالها، "من وأنا عندى 3 سنين كنت بحب أبقى مع جدى في المحل بس مكنتش بشتغل"، حتى بلغت سن الـ5 من عمرها، ورغبت في مساعدة جدها، الذي أوكل لها في البداية مهمة بسيطة وهي تعبئة اللحوم في الأكياس ومنحها للزبائن، لكن تلك المهمة لم تكن مرضية لها، فرغبت احتراف مهنة عائلتها أكثر من ذلك، "بعد فترة بدأت اتعلم أكتر"، فأصبحت قادرة على محاسبة الزبائن، ثم تقطيع اللحوم بنفسها دون مساعدة.
عمل "ملك"، في الجزارة لم يثنها عن دراستها، فهي طالبة بالصف الثالث الإعدادي، في إحدى مدارس اللغات بمحافظة أسيوط، وتحاول الحفاظ على تفوقها ودراستها بين أقرانها، لتبذل مجهودا مضاعفا في مساعدة الجد الذي تستمتع بوقتها معه، "بروح المدرسة الصبح، ولما بخلص بروح أرتاح وأذاكر وبعد كدة بنزل المحل".
ما يقرب من 5 ساعات يوميا تقضيها ملك في العمل داخل محل الجزارة، ففي أوقات الإجازات تبدأ عملها في السابعة صباحا في موعد فتح المحل، وحتى الساعة الواحدة ظهرا، "وفي أوقات الدراسة شغلي بيكون من حوالي 6 المغرب ولحد الساعة 10 بليل".
أما في أوقات الأعياد تصبح ساعات العمل أطول، فهو الموسم المعروف بكثرة ذبائح للأضحية، فيبدأ يومها باكرا لعدة أيام قبل عيد الأضحى وحتى آخر أيامه، فيبدأ الاستعداد قبله بعدة أيام، "في الأعياد بدبح بنفسي، وبسلخ وبقطع وبنضف السقط، بعمل كل حاجة بنفسي".
عمل "ملك"، في تلك المهنة يجعلها فخورة بنفسها وسط زملائها وأصدقائها، فهي لديها القدرة على الاعتماد على نفسها، ومساعدة جدها وأن تكون من الفتيات المميزات اللائي برزن في مهنة كانت معروفة أنها مخصصة للرجال فقط، "كل المدرسين بيشجعوني وفرحانين بينا".
طموحات الطفلة البالغة من العمر 15 عاما بعيدة تماما عن مهنة الجزارة، فترغب في أن تكون ممثلة لما تملكه من موهبة في ذلك المجال، ظهرت من خلال العروض المدرسية المختلفة، "أو بحلم أكون مضيفة طيران أسافر دول كثيرة وأشوف حاجات كثيرة في العالم".