"ولاده سابوه في أوضة قديمة".. "تضامن الفيوم" تنقذ مسنا كفيفا

كتب: أسماء أبو السعود

"ولاده سابوه في أوضة قديمة".. "تضامن الفيوم" تنقذ مسنا كفيفا

"ولاده سابوه في أوضة قديمة".. "تضامن الفيوم" تنقذ مسنا كفيفا

يجلس في برد الشتاء القارص على "حصيرة بالية"، لا يملك إلا غطاء خفيف لا يدفئ جسده الهزيل، الذي نال منه الزمن، كفيف لا يرى، وغير قادر على الحركة، تركه أبنائه في حالة يرثى لها، لاعتباره عبئ عليهما، بعدما أفنى عمره في تربيتهما، وأنكرا الجميل وتخلصا منه في كبره؛ لعدم استعدادهما لخدمته، بسبب عدم قدرته على الحركة، فتركوه في غرفة قديمة متهالكة، تبعد عن منزلهما بمسافة كبيرة، دون أن يهتما بالسؤال عليه.

وتحكي تجاعيد وجه عم أحمد محمود سعيد، البالغ من العمر 87 عاما، ويقيم بقرية العجميين التابعة لمركز أبشواي في الفيوم، التعب والشقاء الذي مر به على مدار عمره لتربية ابنته وابنه اللذين ألقياه في كبره، ولم يتذكرا ما فعله أبوهما في طفولتهما، بعدما تملك الجحود قلبيهما.

وتوجه فريق التدخل السريع بمديرية التضامن الاجتماعي على الفور إلى "عم أحمد"، وأجروا له دراسة حالة؛ وتبين أنه ضرير، ويعاني من الشيخوخة، ومشاكل صحية، ولا يستطيع الحركة.

واصطحب فريق مديرية التضامن الاجتماعي، عم "أحمد" إلى مستشفى الفيوم العام لإجراء الفحوصات الخاصة بفيروس كورونا، وتوقيع الكشف الطبي عليه، وإجراء بعض الأشعات له، وبعد تبين خلوه من الفيروس، نقل إلى دار "بدر" التابعة للوزارة، بصحبة الدكتورة ولاء، أحد أعضاء فرقة التدخل السريع.

 

وقالت الدكتورة ولاء، إن "عم أحمد" كان يعيش بمفرده بدون رعاية، ويعاني من أمراض الشيخوخة، وتورم بالقدمين ناتج عن عدم الحركة، وضعف عام بالجسد، وغير قادر على الحركة، موضحة أنّ بعض الجيران تقدم لخدمته لكن وضعه أصبح صعب جدا، ويحتاج رعاية خاصة، نظرا لتدهور حالته الصحية.

وأشارت "ولاء" إلى أنه نقل لدار "بدر" بالقاهرة بواسطة الفريق، لتلقي الرعاية، منوها إلى أنّه منذ لحظة وصوله إلى الدار يردد "الحمد لله" فقط، واصفة إياه بأنه "ذو قلب جميل عامر بالإيمان، برغم حالة الإعياء الشديد".


مواضيع متعلقة