الخارجية الأمريكية تدعو العالم إلى التكاتف فى مواجهة «الخلافة»

كتب: محمد حسن عامر

الخارجية الأمريكية تدعو العالم إلى التكاتف فى مواجهة «الخلافة»

الخارجية الأمريكية تدعو العالم إلى التكاتف فى مواجهة «الخلافة»

طالبت إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما المجتمع الدولى بالتوحُّد فى وجه الخطر الذى يشكله المتطرفون السنة، بعد إعلان ما يُعرف بـ«تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام» (داعش) إقامة دولة الخلافة الإسلامية، أمس الأول، فى وقت شدد فيه عدد من الخبراء والمحللين السياسيين على أن الإعلان يمثل خطراً على الأمن الإقليمى، فى ظل تراخى المجتمع الدولى عن اتخاذ موقف حازم منها. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين بساكى: إن «الاستراتيجية التى تتبعها (داعش) لإقامة خلافة إسلامية فى أنحاء المنطقة باتت واضحة الآن، لذا فإنها لحظة حرجة أمام المجتمع الدولى، وعليه أن يتكاتف فى مواجهة داعش وما أحرزته من تقدم». وفى اتصال مع «الوطن»، قال الدكتور مصطفى العانى الباحث الاستراتيجى العراقى ومدير قسم الدراسات الأمنية والدفاعية فى مركز الخليج للأبحاث - جنيف: إن «إنشاء دولة من قِبَل جماعة إرهابية سيزعزع الأمن الإقليمى بالكامل، وليس أمن دولة بعينها، لأنها غير مرتبطة بحدود معينة وتسعى للتمدد لتشمل دولاً أخرى، وهذا التهديد سيستمر لفترة طويلة وسيجعل هناك قلقاً كبيراً فى المنطقة». وأضاف: «مشروع دولة خلافة، أعتقد أنه لن ينجح، ولا جديد فيه، لأن التجارب السابقة فشلت، فمن قبل أنشأوا الدولة الإسلامية فى العراق فى 2006، ولم تنجح». وقال «العانى»: إن «مسئولية مواجهة هذا التنظيم ليس مسئولية دولة بعينها، وإنما هى مسئولية العالم كله، لأن قضية الإرهاب قضية دولية، لكن للأسف هناك حالة تراخٍ من المجتمع الدولى، إذ إن أغلب الدول تخشى التورّط فى أى عمليات ضد التنظيمات الإرهابية». وتابع: «أعتقد أن ما يُسمى بدولة الخلافة موجودة على الورق فقط، لكن اكتمال بنائها سيعتمد على الموقف الدولى ويتطور فى ظل عدم وجود موقف دولى حازم». وبسؤاله عن المستفيدين من إعلان «داعش» دولة خلافة، أجاب «العانى»: «دون أدنى شك، إيران والولايات المتحدة هما أول المستفيدين، مثلما حدث بعد أحداث 11 سبتمبر». وقالت وكالة «أسوشييتد برس»: إن «المتشددين الإسلاميين لطالما حلموا بإقامة دولة إسلامية أو دولة الخلافة، التى سبق لها أن حكمت العالم العربى وما وراءه بأشكال عدة من ظهور الإسلام قبل 1400 عام، ويتوقع الخبراء أن يؤدى الإعلان إلى اقتتال بين المتمردين السنة الذين انضموا إلى (داعش) فى القتال ضد الحكومة الشيعية فى بغداد». وقال المحلل المتخصص فى الميليشيات المسلحة فى العراق وسوريا أيمن التميمى: «الآن المتمردون فى العراق ليس لديهم مبرر يدفعهم للعمل مع داعش إذا كانوا يرغبون فى اقتسام السلطة معها». وأضافت «أسوشييتد برس»: «الأثر الأكبر ربما يطال الحركة الجهادية الدولية الأوسع نطاقاً، لا سيما مستقبل القاعدة، التى أسسها أسامة بن لادن ونفّذت هجمات 11 سبتمبر، الذى طالما ارتدى عباءة الجهاد العالمى». واستدركت بالقول: «لكن داعش تمكنت من فعل ما لم تتمكن القاعدة من فعله على الإطلاق فى سوريا والعراق، وهو الاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضى فى قلب العالم العربى والسيطرة عليها».