معلومات عن لقاح كورونا الصيني بعد وصوله مصر: يحقن الجسم بجزء من الفيروس

كتب: خالد عبد الرسول ووكالات

معلومات عن لقاح كورونا الصيني بعد وصوله مصر: يحقن الجسم بجزء من الفيروس

معلومات عن لقاح كورونا الصيني بعد وصوله مصر: يحقن الجسم بجزء من الفيروس

في ظل استمرار السباق العالمي لإنتاج لقاح مضاد لـ"كوفيد-19"، يبدو أن الصين قد قطعت أشواطا كبيرة في هذا المجال؛ إذ تشق شركة سينوفاك الصينية، التي تعتبر رائدة في مجال إنتاج اللقاحات طريقها نحو الخارج بنجاح، بعد وصول اللقاح إلى عدة دول كان آخرها مصر.

وقبل أن تصل مصر أمس شحنة من اللقاح قادمة من الإمارات، سبق ووصلت إلى إندونيسيا شحنات أخرى من اللقاح، استعدادا لحملة جماعية لتطعيم المواطنين، على أن تصل جرعات أخرى عددها 1.8 مليون بحلول يناير المقبل، لكن اختبارات المرحلة الأخيرة لم تنته بعد، بحسب تقرير لـ"بي بي سي".

ما الفرق بين لقاح سينوفاك وبعض اللقاحات الأخرى؟

ويعمل اللقاح الصيني (كورونافاك)، من خلال استخدام جزيئات فيروسية ميتة لتعريض النظام المناعي في الجسم إلى الفيروس، بدون حدوث رد فعل خطير.

وينتمي لقاح موديرنا ولقاح فايزر إلى نوع آخر يعتمد على الحمض النووي الريبوزي (mRNA)، ويعني ذلك أن جزءا من الشفرة الجينية لفيروس كورونا يحقن في الجسم، الأمر الذي يحفز الأخير على البدء في إنتاج البروتينات الفيروسية، وهذا المقدار كاف لتدريب النظام المناعي.

وقال البروفيسور المساعد، لويو داهي، من جامعة نانيانغ التكنولوجية: إن "لقاح كورونافاك (الصيني) يعتبر طريقة أكثر تقليدية تستخدم بنجاح في عدة لقاحات مشهورة".

وأضاف البروفيسور: "لقاحات الحمض النووي الريبوزي تعتبر نوعا جديدا من اللقاحات، وليس هناك حاليا مثال ناجح على استخدام هذه اللقاحات بين البشر".

ومن الناحية النظرية، تكمن إحدى مزايا لقاح سينوفاك الرئيسية في إمكانية تخزينه في ثلاجة عادية في درجة حرارة تتراوح بين 2 و8 درجات مئوية، مثل "أكسفورد"، المصنوع من فيروس عدل وراثيا، ويسبب نزلات البرد الشائعة لدى قرود الشمبانزي.

وينبغي تخزين لقاح موديرنا في درجة حرارة -20، بينما يجب تخزين "فايزر" في درجة حرارة -70 .

ويعني ذلك أن لقاحي سينوفاك وأكسفورد-أسترازينيكا، مفيدان أكثر بالنسبة إلى البلدان النامية، التي قد لا يكون في مقدورها تخزين كميات كبيرة من اللقاح في درجة حرارة منخفضة.

ما درجة فاعلية اللقاح؟

يصعب تحديد درجة فاعلية اللقاح في هذا الوقت، وحسب الدورية العلمية "ذي لانسيت"، فإننا لا نحصل حاليا سوى على معلومات مستقاة من تجارب المرحلتين الأولى والثانية من لقاح "كورونافاك".

وقال زهو فينشي، أحد معدي الورقة البحثية، إن هذه النتائج - المستقاة من 144 مشاركا في المرحلة الأولى من التجارب، و600 مشارك في الأخرى، من التجارب، تعني أن اللقاح صالح للاستخدام الطارئ.

وفي سبتمبر، قال يين، من شركة سينوفاك، إن الاختبارات شملت أكثر من 1000 متطوع، "وبعضهم أظهروا إجهادا بسيطا أو شعورا بعدم الراحة، ليس أكثر من 5%".

وبدأت الشركة المرحلة الأخيرة من التجارب في البرازيل، التي سجلت ثاني أعلى حالات الوفيات من جراء الوباء في العالم، في أوائل شهر أكتوبر الماضي، وأوقفت هذه التجارب لفترة قصيرة في نوفمبر، بعد وفاة أحد المتطوعين، لكنها استأنفت نشاطها بعدما اتضح أن الموت لا علاقة له باللقاح.

وقال معهد بوتانتان في البرازيل، شريك سينوفاك، إنه يتوقع أن تنشر الأخيرة نتائج التجارب قبل 15 ديسمبر.

وعلق البروفيسور "ليو"، قائلا "إنه من الصعب التعليق على مدى فاعلية اللقاح في هذا الوقت، أخذا في الاعتبار المعلومات المحدودة المتاحة"، مضيفا: "بناء على البيانات الأولية، من المرجح أن يكون لقاح كورونافاك فعالا، لكن ينبغي أن ننتظر حتى تظهر نتائج المرحلة الثالثة من التجارب".

لكن نتائج تجارب سريرية، أظهرت، أمس، أن لقاح "سينوفاك بيوتيك" الصيني للوقاية من "كوفيد-19"، ولّد استجابة مناعية سريعة لكن مستوى الأجسام المضادة الذي انتجها كان أقل من مستواها لدى المتعافين من المرض.

وفي حين أن التجارب المبكرة إلى المتوسطة لم تكن تستهدف تقييم فاعلية اللقاح الذي يطلق عليه اسم "كورونافاك"، قال الباحثون إنه قد يوفر حماية كافية بناء على خبرتهم مع اللقاحات الأخرى، وبيانات الدراسات قبل السريرية على قرود المكاك، بحسب تقرير لـ"سكاي نيوز عربية".

وجاءت نتائج "سينوفاك"، التي نشرت في ورقة بحثية في دورية "لانسيت"، من نتائج التجارب السريرية للمرحلتين الأولى والثانية في الصين، والتي شملت أكثر من 700 مشارك، حسبما نقلت وكالة "رويترز".

وقال تشو فنغ تساي، أحد مؤلفي الورقة البحثية: "تُظهر نتائجنا أن كورونافاك قادر على إحداث استجابة سريعة للأجسام المضادة في غضون 4 أسابيع من التطعيم، عن طريق إعطاء جرعتين من اللقاح بينهما 14 يوما"، مضيفا في بيان له: "نعتقد أن هذا يجعل اللقاح مناسبا للاستخدام الطارئ في أثناء الوباء".

من جانبه، قال ناؤور بار زئيف، الأستاذ في جامعة "جونز هوبكنز" الذي لم يشارك في الدراسة، إنه يجب تفسير النتائج بحذر إلى حين نشر نتائج المرحلة الثالثة، مضيفا: "حتى في ذلك الوقت، وبعد انتهاء المرحلة الثالثة من التجربة والترخيص، يجب أن نتوخى الحذر"

ما الجرعات التي يمكن إنتاجها في السنة؟

سيكون بإمكان شركة سينوفاك إنتاج 300 مليون جرعة في السنة في منشأتها الممتدة على مسافة 20 ألف متر مربع، حسب رئيس الشركة في تصريح لقناة CGTN، الناطقة باللغة الإنجليزية.

ومثلما هو الحال بالنسبة إلى اللقاحات الأخرى، يحتاج الفرد إلى جرعتين، الأمر الذي يعني أن هذا الإنتاج يكفي لـ150 مليون شخص في السنة.

بيد أن شركة سينوفاك سلمت أصلا جرعات إلى إندونيسيا، ونجحت في تأمين عقود أخرى مع تركيا، والبرازيل، وتشيلي.

ويشير محللون إلى سعي الصين للفوز بسباق دبلوماسية اللقاحات، والتي شهدت أيضا تعهد الرئيس الصيني، شي جينبينغ، بتخصيص 2 مليار دولار أمريكي لقارة أفريقيا، ومنح قروض بقيمة مليار دولار إلى بلدان أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي لشراء اللقاحات، وليس من الواضح طبيعة الشروط التي قد تكون انطوت عليها الصفقة.

وقال جاكوب مارديل، محلل من معهد ميركاتور للدراسات الصينية لشبكة "إيه بي سي": "بكين ستستثمر في طرح هذه التكنولوجيا المنقذة للحياة بغية تحقيق ربح تجاري ودبلوماسي"، مضيفا: "تمتلك الصين شيئا تحتاج إليه بشكل واضح البلدان، وستسعى إلى تسليم اللقاح للبلدان المعنية على أنه عمل خيري".

وقالت شركة في إندونيسيا إن اللقاح سيكلف 13.60 دولار، وهذا أعلى بكثير من لقاح أكسفورد الذي يكلف 4 دولارات للجرعة، لكن اللقاح الصيني أرخص من لقاح شركة موديرنا الذي حُدِّد سعره بـ33 دولارا للجرعة.

ماذا عن اللقاحات الصينية الأخرى؟

توجد 4 لقاحات صينية في المرحلة الأخيرة من التجارب، ووزع لقاح سينوفارم الصيني على نحو مليون شخص في الصين بموجب برنامج للطوارئ مثير للجدل، ولم تنشر بعد بيانات خاصة بتجارب المرحلة الثالثة للقاح.

وقال البروفيسور ديل فيشر من جامعة سنغافورة الوطنية لقناة CNBC: "من الطبيعي الانتظار لصدور تحليل بشأن نتائج المرحلة الثالثة من التجارب، قبل إعطاء اللقاح إلى عدد واسع من الأشخاص، والسماح بترخيص استخدامه بشكل طارئ".

وأضاف ديل فيشر أن هذه الخطوة "غير تقليدية"، وأن هذا سيكون "غير مقبول" في الغرب.

ونجحت الصين في معظم الأحيان في احتواء الفيروس كما أن الحياة تعود بشكل بطيء إلى "وضع طبيعي جديد".

وأعلنت الإمارات تسجيلها رسميا لقاح "سينوفارم"، مؤكدة أن النتائج الأولية أظهرت فاعليته بنسبة 86%.


مواضيع متعلقة