وزير الأوقاف: الاحتكار في زمن الوباء والمتاجرة بالأزمات إثم

كتب: سعيد حجازي

وزير الأوقاف: الاحتكار في زمن الوباء والمتاجرة بالأزمات إثم

وزير الأوقاف: الاحتكار في زمن الوباء والمتاجرة بالأزمات إثم

شارك الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، في المؤتمر الدولي الذي تنظمه الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية تحت عنوان "الأخلاقيات الدينية في عصر الوباء"، والذي أكد خلاله أن الأخلاق ميزان اعتدال الحضارات واستقامتها، وانحدارها في أي أمة إيذان بانهيار حضارتها، مشيراً إلى أن  الأخذ برأي أهل الاختصاص مطلب شرعي.

وشدد الوزير على أن للمحن والشدائد آدابها، ومن أهمها الأدب مع الله وحسن الرجوع إليه، فزمن المحن هو زمن التوبة والأوبة إلى الله، ومنها الأدب مع الخلق بالتراحم والتكافل، وعدم المتاجرة بالأزمات، من الاستغلال والاحتكار والأنانية والشره في الشراء وتخزين السلع فوق الحاجة الضرورية ، ونحو ذلك، فاستغلال حوائج الناس إثم كبير يقول نبينا: "من دخل في شيء من أسعار المسلمين ليغليه عليهم، فإن حقا على الله أن يقعده بعظم من النار يوم القيامة".

وبحسب الوزير، فمن تلك الآداب، ترشيد الاستهلاك، وإذا كان ترشيد الاستهلاك مطلوبا كنمط حياة، فإن الأمر يكون ألزم وأولى في أوقات الشدائد والأزمات، كذلك طاعة ولي الأمر ومن ينوب عنه من مؤسسات الدولة فيما يتصل بتنظيم شئون الحياة ومواجهة الكوارث والأزمات، إذ لا يصلح الناس فوضى لا مرجعية لهم، ولا يمكن أن تكون هذه المرجعية هي صفحات التواصل غير الرسمية ومن غير أهل الاختصاص. 

وتابع: "فالمرجعية لأهل الاختصاص ممن تقع عليهم مسئولية إدارة الأزمة، ومن ثمة فإننا نؤكد أن الالتزام بتوجيهات جهات الاختصاص في مواجهة المحن والشدائد والأزمات واجب شرعي ووطني وإنساني، ومنها تعظيم العادات الإيجابية كالنظافة والطهارة والمواظبة على غسل الأيدي ونحو ذلك".

وأضاف: من تلك الأخلاق، التخلص من العادات غير الحسنة كالمعانقة ، فقد قال الإمام مالك بكراهتها أصلا، وقال أحمد بن غنيم المالكي في الفواكه الدواني: وكره مالك المعانقة، ونسب الطحاوي ذلك أيضا إلى الإمامين أبي حنيفة ومحمد، وقال زين الدين ابن نجيم الحنفي في البحر الرائق: "ويكره تقبيل غيره ومعانقته ولا بأس بالمصافحة"، وتكره عند الشافعية إلا لقادم من سفر، قال شمس الدين محمد بن أحمد الشربيني الشافعي: وتكره المعانقة والتقبيل في الرأس إلا لقادم من سفر، أو تباعد لقاء عرفا.

وقالت الحنابلة بإباحتها، قال ابن مفلح الحنبلي في الآداب الشرعية: "وتباح المعانقة وتقبيل اليد والرأس تدينا وإكراما واحتراما"، على أن القول بإباحة المعانقة عند من أباحها مقيد بما لم يكن هناك داء يخشى نقله من خلالها أو بسببها، ومعلوم لدى الجميع أن درء المفسدة ولو محتملة مقدم على المباحات وحتى المستحبات، ولك في أوقات السعة أن تأخذ بأي الآراء شئت من غير أن ينكر من أخذ برأي على من أخذ برأي آخر، فمعلوم أنه لا إنكار في المختلف فيه، إنما ينكر على من خرج على المتفق عليه عند أهل العلم المعتبرين في ضوء مراعاة ظروف الزمان والمكان والأحوال، أما النوازل فلها أحكامها المعتبرة.


مواضيع متعلقة