8 ديسمبر.. عام على الجائحة الكبرى: خريطة الحياة تتغير في زمن كورونا

8 ديسمبر.. عام على الجائحة الكبرى: خريطة الحياة تتغير في زمن كورونا
8 ديسمبر 2019، يوم لن تنساه البشرية، وستدونه سجلات التاريخ بتوثيق من منظمة الصحة العالمية، وقتما أعلنت رسميًا عن أول حالة مؤكدة لكورونا جرى تسجيلها في الصين، ليدخل ضمن قائمة الأوبئة هي الأكثر فتكا على مر التاريخ. فيروس كورونا، أو "كوفيد 19"، سجل منذ الإعلان عن أول حالة وحتى لحظة كتابة تلك السطور 67,803,057 إصابة حول العالم، 1,549,332 حالة وفاة ليتخطى الكوليرا، التي أودت بحياة مليون شخص حول العالم بين عامي 1817 و1923.
ويدخل في تعداد أوبئة قتلت أكثر من مليون شخص، انطلاقا من الداء الأسود بأنواعه، فـ"الطاعون الأنطوني" الذي ضرب الإمبراطورية الرومانية بين عامي 165 و180 ميلادياً، راح ضحيته 5 ملايين شخص، أما الطاعون الدملي، والذي انتشر بين عامي 1347 و 1351، فتسبب في وفاة ما يقرب من 200 مليون شخص حول العالم، أما الجدري، فقد حصد أرواح 56 مليون شخص عند ظهوره في عام 1520. فيما قتل انتشار وباء إنفلونزا روسيا مليون شخص، وهو تقريباً نفس عدد الوفيات الذي تسببت فيه الإنفلونزا الآسيوية التي ظهرت في الصين في 1956، بينما تسببت الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 في وفاة ما يقرب من 50 مليون شخص في عام واحد فقط.
خسائر كورونا، لم تكن على مستوى القوى البشرية حول العالم قط، وإنما كانت شاملة، وتركت تبعاتها على كافة القطاعات الحياتية، فالتداعيات الاقتصادية الخطيرة للجائحة لم تحدث منذ أزمة الكساد الاقتصادي الكبير، وأيضا توقفت أشكال الحياة في كافة أنحاء العالم، ولن ينج من هذه الجائحة، سوى من يستطيع تحقيق التوازن بين الإجراءات الاحترازية والأنشطة الاقتصادية والحياتية.
"الوطن" فتحت ملف كورونا في عام على المستوى المحلي، واستعرضت تجربة مصر على المستويين الرسمي والشعبي في التعامل مع الجائحة، وتغيير شكل الخريطة الصحية والتعليمية والاقتصادية في كافة مؤسسات الدولة لتواكب التطورات، التي أحدثها كورونا منذ أن أصاب البشرية.