يوسف طفل ملعب الشروق يعول أسرته: ساب مدرسته ورمى كراسته

يوسف طفل ملعب الشروق يعول أسرته: ساب مدرسته ورمى كراسته
- طفل ملعب الشروق
- ملعب الشروق
- طفل الشروق
- يوسف طفل الشروق
- طفل ملعب الشروق
- ملعب الشروق
- طفل الشروق
- يوسف طفل الشروق
باتت أقصى أحلامه اللعب في ساحات الملاعب كباقي الأطفال من حوله، بعدما حالت ظروفه الصعبة بينه وبين متعته الوحيدة "كرة القدم"، فما كان منه إلا أن تعلق بـ"قشة" المحاكاة، انبطح أرضًا وراء حاجز من الأسلاك، يحاكي تمارينا رياضية يجسدها أطفال في مثل عمره داخل أرض ملعب، براءة عينيه أسرت عدسة أحد المصورين العابرين صدفة حينها، فاستوقفته لتوثيق مشهد عفوي لا تمثيل فيه ولا خداع، صغير يحلم بحقه في الحياة.
جاي من الصعيد وعلى كتفه هم كبير
من أبوصير الملق، إحدى قرى مركز الواسطى في محافظة بني سويف، جاء الصغير "يوسف مصطفى"، صاحب الـ 10 سنوات، بطل الصورة المتداولة التي أثارت اهتمام وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية، المعروف بـ"طفل ملعب الشروق"، بصحبة والدته "الحاجة باتعة"، وشقيقته الأكبر البالغة من العمر نحو 15 عاما، بعد وفاة والده، للبقاء في حِمى خاله الذي يسكن مدينة الشروق منذ عشرين عاما.
استأجرت الأسرة الصعيدية، إحدى الشقق البسيطة بالمدينة، ليجد الصغير نفسه في ليلة وضحاها مسؤولا عن أسرته التي لا عائل لها غيره: "اضطر ينزل يمسح عربيات عشان يصرف على أمه وأخته، لإني راجل بسيط برضوا، ومقدرش أصرف عليهم"، يقول موسى البغدادي، خال الطفل يوسف، في بداية حديثه لـ"الوطن".
مبلغ زهيد لا يتجاوز 30 جنيها، هي اليومية التي يحصل عليها "يوسف" الطالب في الصف الرابع الابتدائي في نهاية يوم شاق، يكتسبهم من قطعة قماش بالية، حجمها لا يسع كفه الصغير لإمسكها بإحكام، يمسح بها السيارات ليعود نهاية كل يوم إلى بيته ممتلئ الجيب.
رغم أن "يوسف" سخر يومه للعمل، إلا أنها الجنيهات القليلة التي يجمعها، لا تكفي لسداد قيمة إيجار الشقة الشهري: "إيجار الشقة لوحده ألف ونص، ده غير مصاريف المدرسة ليه ولأخته، وأكلهم وشربهم كل ده كان كتير عليه"، ما دفع الأسرة في نهاية الأمر، إلى ترك الشقة والانتقال إلى شقة الخال، كحل مؤقت إلى حين انفراج الأزمة.
ضحى بالمدرسة لتوفير المصاريف
جيب "يوسف" لم يتحمل نفقات البيت والدراسة معًا، فما كان منه إلا أن ترك المدرسة مع بداية العام الدراسي الجديد، مسيرًا وليس مخيرًا، لتوفير بضع جنيهات للمعيشة: "والدته ست كبيرة ومريضة سكر وملهاش مورد رزق غير معاش بسيط بتاخده بعد وفاة زوجها"، فبحسب رواية الخال، والد يوسف رحل دون أن يترك لهم إرثًا أو معاشا ثابتا، "كان شغال أرزقي على باب الله".
الصورة التي يرجع عمرها إلى عام كامل وأكثر، بحسب وصف سهيل عبد الرحمن، المصور الذي التقطت عدسته مشهد "يوسف" وهو منبطح أرضا أمام الملعب الخماسي لكرة القدم بنادي جهاز مدينة الشروق، يحاكي تدريبات الأطفال من الخارج، مع تداولها مجددا تصدرت صفحات أهالي المدينة بحثًا عنه لمساعدته، حتى وصل الأمر إلى الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة.
بحسب تأكيد خال يوسف، تلقى مكالمة من مكتب وزير الرياضة صباح اليوم، لتحديد موعدًا للقاء الصغير بالوزير لدعمه معنويًا، إلى جانب عروض من أكاديميات رياضية عدة تلقاها الكابتن محمد صابر، مدرب سابق بملعب نادي الشروق الذي شهد الواقعة، باعتباره أحد المتابعين لحالة الطفل.