القصة الكاملة لمهندس ألقى أموالا من بلكونة منزله بأوسيم: يشعر بنهاية الحياة

كتب: أنس سعد وفادية إيهاب

القصة الكاملة لمهندس ألقى أموالا من بلكونة منزله بأوسيم: يشعر بنهاية الحياة

القصة الكاملة لمهندس ألقى أموالا من بلكونة منزله بأوسيم: يشعر بنهاية الحياة

مشهد بدا غريباً للبعض لكنه لفت انتباه الكثيرين في منطقة أوسيم التابعة لمحافظة الجيزة، تفاصيله تدور حول مهندس في الستين من عمره، وقف في شرفة منزله، عصر أمس الأحد، ممسكا بـ"رزمة" من العملات الورقية فئة 200 جنيه، وألقاها في الشارع مما أدي إلى تجمع المئات أسفل "بلكونته" للفوز بحفنة من الأموال التي بدت وكأنها تتساقط من السماء، وعليه تدخلت الشرطة لفض التجمع بعد أن أغلق الشارع كاملاً بسبب الازدحام الشديد من الأهالي أسفل بلكونة الرجل الستيني.

الجيران: من أثرياء أوسيم وكان مهندس بترول

تواصلت "الوطن" مع أحمد عبدالعظيم، أحد أهالي أوسيم، وحكى قصة الرجل الذي يدعى صبري صدومة، فهو مهندس بترول سابق، وأحد أثرياء منطقة أوسيم بالجيزة، وعرف بين جيرانه بالاحترام والذكاء الخارق، ومتزوج ولديه ولدين، ولكنه يعاني من مشاكل في القلب. 

وأضاف "عبدالعظيم"، أن "صبري" مثقف جداً ومتعلم، ولكن دائم الشغب وإحداث بعض التصرفات التي تجعل المنطقة كلها تتحدث عنه، فهذه ليست أول مرة يقوم بإلقاء الأموال من بلكونة شقته، بل هي المرة الثالثة خلال 3 أشهر، متابعا: "هو غني ومعاه فلوس كتير ومش أول يعمل كده، من حوالي شهرين وقف في البلكونة وعمل نفس اللي بيعمله، ولم الناس حواليه، ومن أسبوعين برضه عمل كده، دي تالت مرة بس المرة دي كان بيوزع 200 جنيه".

ويكمل "عبدالعظيم" المواقف التي تثير الجدل حول ذلك الرجل، إذ أنه في السنة الماضية كان يقوم بشراء زجاجات مياه معدنية، ويلقيها على الناس في الشارع، مضيفاً أنه أصبح من أكثر الناس شهرة في أوسيم بسبب تصرفاته غير المفهومة: "الناس كلها عارفاه كويس ومشهور بأنه مشاغب، ومش عارفين سبب اللي بيعمله ده إيه، بس أول ما بيطلع البلكونة ويبدأ يرمي الفلوس، الناس بتسيب شغلها وتيجي تقف تحته مستنياه يرمي الفلوس، وبيبدأ يجمع الناس بأنه يرمي في الأول خمسات جنيهات، وبعد كده يرمي عملات من فئة كبيرة وبيقعد يقول ادعوا لعمكم صبري".

أحمد صلاح، 24 عاماً، أحد جيران "مهندس أوسيم"، يحكى لـ"الوطن"، أنه يراه منذ صغره في المنطقة، ولديه الكثير من البيوت والأموال في المنطقة، تجعله ليس لديه مشكلة في توزيع الأموال: "الراجل ده بشوفه من صغري وعبقري جداً، بس مش عارف هو بيوزع الفلوس بالطريقة دي ليه، لكن معاه فلوس تخليه يعمل أكتر من كده، وعيلتهم كلها أغنياء وعندهم بيوت كتير".

شقيق "مهندس أوسيم": متزوج 4 سيدات

علق شقيقه "عصام صدومة"، 53 عاماً، على الواقعة مؤكدًا أن شقيقه يفعل ذلك بكامل قواه العقلية، مؤكداً أنه عندما سأله لماذا تفعل ذلك، كانت إجابته أن الأموال من حقه وليس لأحد أن يسأله ماذا يفعل.

وحكي "عصام"، لـ"الوطن"، تفاصيل حياة الثراء التي يعيشها شقيقه، فهو متزوج من 4 سيدات ولديه 7 أبناء، منهم مهندسان، مضيفاً أنه خرج على المعاش منذ 5 سنوات بعد أن كان يعمل في إحدى شركات البترول، مؤكداً أنه يفعل ذلك بسبب حالة الفراغ التي يعيشها، فضلاً عن أنه لا يفتعل المشكلات مع الناس، ولكنه يقوم  بتصرفات غريبة اشتهر بها بين سكان أوسيم، ودفعت للتشكيك في سلامة عقله. 

وفي العام الماضي اشترى الرجل الستيني، العديد من زجاجات المياه المعدنية، ورشها على المارين في الشارع، بحسب شقيقه "عصام"، لافتا إلى أنه جلس معه صباح أمس: "آخر مرة شوفته كان النهاردة الصبح وكان عادي جدا والتصرفات دي مش بيرتب لها، معروف حياة الناس الكبيرة اللي بتطلع المعاش بتبقى فاضية، ولما كنت بنصحه كان بيطنشني لأني أصغر منه بأكتر من 10 سنين".

المفاجأة: ترشح للانتخابات الرئاسية أمام مبارك.. ويشعر بقرب الوفاة

وفي مداخلة هاتفية لبرنامج الحكاية، الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب عبر قناة "MBC مصر"، قال شقيق المهندس صبري صدومة، إن شقيقه قرر إلقاء الأموال من شرفة منزله لشعوره باقتراب الوفاة، معلقًا: "حاسس إنه في نهاية الحياة والعمر قرب يخلص".

وأضاف عصام، أن شقيقه يبلغ من العمر 65 عامًا ولجأ لرمي النقود من الشرفة بعد تجمع المواطنين عليه أثناء توزيعه لها أمام الباب، متابعا: "كان تحت بيوزع للناس فلوس اتلموا عليه، ولما لقى الناس كترت قعد يوزع فلوس كتير"، مؤكداً أنه مستاء من تصرفاته، فالصدقة في السر أفضل من العلن.

وبعد أن تداولت قصة المهندس الستيني، فجر أحد جيران مدينة أوسيم، مفاجأة عنه، قائلا لـ"الوطن" أنه سبق وتقدم للترشح للانتخابات الرئاسية في عام 2005 ضد الرئيس الراحل محمد حسن مبارك، الذي فاز في تلك الانتخابات، التي اكتسحها "مبارك" بنسة 88% من الأصوات، لكن المهندس "صبري"، لم يشارك في الانتخابات، لأنه لم يحصل إلا على 89 تصديقاً فقط.

يذكر أن انتخابات 2005 تنافس فيها عدد من المرشحين الآخرين، منهم "نعمان جمعة، أسامة شلتوت، ممدوح قناوي، وحيد الأقصري، أحمد الصباحي".

 


مواضيع متعلقة