"مشروع وأيقونة الشعر".. المثقفون ينعون رفعت سلام

كتب: إلهام زيدان

"مشروع وأيقونة الشعر".. المثقفون ينعون رفعت سلام

"مشروع وأيقونة الشعر".. المثقفون ينعون رفعت سلام

أعرب العديد من المثقفين عن حزنهم لرحيل الشاعر والمترجم رفعت سلام، الذي رحل اليوم عن عمر يناهز 69 عاما، بعد صراع مع المرض، كما تحدث المثقفون عن تجربة "سلام" الشاعر والمترجم والمثقف وكذلك الصديق والإنسان.

"رفعت سلَّام ليس شاعرًا - فقط - كالشعراء، ولكنه مؤسسة ثقافية، واحد من أولئك الكبار الذين تقوم ثقافات الدول على أكتافهم، فهو شاعر طليعي كتب قصيدته الخاصة التي لا تتقاطع مع قصائد أخرى لشعراء آخرين، وهو مترجم كبير نقل للعربية الأعمال الكاملة لشعراء الحداثة المؤسسين" بهذه الكلمات بدأ الشاعر سمير درويش الحديث عن الشاعر الراحل.

سمير درويش: رفعت سلام يكتب للأجيال المقبلة

وأضاف "درويش" لـ "الوطن": "كما ترجم كتاب سوزان برنار كاملًا عن قصيدة النثر وهي بعد في مهدها تتشكل، وهو محرك ثقافي، شارك عددًا من أصدقائه الشعراء –وهم لا يزالون طلابًا بالجامعة- في تكوين جماعة إضاءة 77: حلمي سالم وحسن طلب وجمال القصاص وأمجد ريان ومحمود نسيم ووليد منير، وهي أهم تكوين شعري حديث، وأصدر معهم مجلتها الشهيرة، قبل أن ينفصل ويصدر مجلته وحده، مجلة كتابات.

وتابع: "كان من حظي أن التقيت رفعت سلَّام مبكرًا وأنا طالب بالجامعة ، في مدينة بنها، وهو في شبين الكوم القريبة، كان يعمل في وكالة أنباء الشرق الأوسط حين أهداني ديوانه "وردة الفوضى الجميلة" وأنا أزوره في مكتبه، وكتبت عنه مقالًا وقتها، وامتد التواصل بيننا على مستويات عدة: فمن ناحية هو أستاذي الذي تعلمت منه الكثير واستمعت إليه وإلى آرائه وأفكاره حول الشعر والحداثة والتجريب، ومن ناحية ثانية هو صديقي الذي تشاركنا معًا في الشعر، باعتبار أننا نمثل رافدين لتيار حداثي واحد".

واستطرد: "سألت رفعت سلَّام قبل عامين بالضبط –في الحوار الذي أجريته معه لمجلة ميريت الثقافية ونشر في يناير 2019- لمن تتوجه بكتابتك الشعرية المختلفة الغريبة عن الأشكال المألوفة؟ فقال: الشاعر الحقيقي لا يكتب لجيله وإنما للأجيال القادمة، كما أن الحكم على أي تجربة شعرية لا يكون من مجايليها لأنهم متورطون في صناعة المشهد الشعري، هكذا كان رفعت سلام طليعيًّا ورائدًا، وهو ما سيجعل أعماله باقية".

أحمد بلبولة: كنت محظوظا أنني عرفتك يا طمأنينة القلب

ودون الشاعر الدكتور أحمد بلبولة، على "فيس بوك": "إن الحزن مضاعف يا رفعت سلام، خلتك لا تموت أبدا أيها الشاب الفتي الذي لم تنل منه الأيام، وخلتك أقوى من الموت أيها الخالد خلقا وإبداعا، ما حجم الفراغ الذي تخلفه من بعدك؟ ومن تراه يشغله؟ وما الذي يواسيك يا مصر في خسارتك؟ ومن أهاتف كي يخفف عني ألم فقدك؟".

وتابع "بلبولة": "أحببتك من صميم قلبي رغم قصر عمر صداقتنا، ورغم أن مواعيدنا كانت مؤجلة أبدا، كنت محظوظا أنني عرفتك، وكنت أقل حظا أنني لم أجد الوقت كي أعرفك أكثر، ما أقصر الصحبة وما أطول العذاب، يا نفَسا عزيزا لم يخرج من الرئة، ويا ضحكة سعيدة تملأ الحياة، يا أنيس الجليس المستوحش، ويا طمأنينة الروح، روح وريحان على روحك الطيبة يا حبيب الشعراء وأيقونة الشعر".

جمال القصاص: لا مراثي للنور!

وكتب الشاعر جمال القصاص، قصيدة رثاء في صاحبه الراحل: "يا رفعت.. ما زلت أنتظرك.. أتمنى أن تكسر الأيام حصالتها.. أن اتلو عليك قصيدة لن أكتبها.. لكننا عشناها معا.. أبعد من الشعر.. من الحلم.. من الموت.. أبعد من إصبع انثنى على الكراس.. قال لك.. الضوء لا يعرف كرمشة.. النور يخجل منك.. وأنت تكشف عورة السؤال.. وتهتف.. كل الإجابات ناقصة.. كل الاسئلة.. يا رفعت.. رحل الضوء.. لا مراثي للنور.. انتظرني.. دمعتي.. تحبك"

محمد عبدالباسط: كان مشروعا ومثقفا نبيلا

وكتب الدكتور محمد عبد الباسط: "لم يكن رفعت سلام مجرد شاعر طليعي فحسب، ولم يكن مجرد مترجم لآباء الحداثة الغربية فحسب، كان مشروعا يسير على قدمين، وكان إلى جوار ذلك مثقفا نبيلا، يعرف أين يضع المثقف قدمه، فلم يتنازل عن مبدأ، ولم يتزلف لباغ، ولم يفقد يوماً بوصلة المثقف: الحق، العدل، الحرية، المساواة.واختتم: "لقد فقدت مصر ابنا عظيماً من أبنائها؛ لنحزن إذن، لنواجه هذا الفراغ الذي سيتركه رحيل شاعر كبير، ومثقف نبيل"


مواضيع متعلقة