ماذا قال علماء الدين عن كورونا في البرامج التليفزيونية؟

كتب: محمد عزالدين

ماذا قال علماء الدين عن كورونا في البرامج التليفزيونية؟

ماذا قال علماء الدين عن كورونا في البرامج التليفزيونية؟

أجاب علماء الدين، خلال استضافتهم في القنوات التليفزيونية، الفترة الماضية، عن العديد من الأسئلة المتعلق بفيروس كورونا، من حيث سبب انتشاره وهل يعد اختبار من الله على البشر؟ وهل ضحايا الأطقم الطبية شهداء؟ وغيرها الكثير نستعرضها في التقرير التالي:-

خالد الجندي: فيروس كورونا من جنود الله ولا يجب لعنه

قال الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن عظمة الشهادة تتجلى فى تضحية اللواء ياسر عسر، وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، الذي استشهد أثناء قيامه بمهام عمله، وبذل روحه وهو يحاول إنقاذ المجتمع من حريق.

وأضاف "الجندي"، خلال تقديمه برنامج "لعلهم يفقهون"، الذي يُعرض على شاشة "dmc": "حياة اللواء ياسر عسر كلها تضحية وبسالة، والشهداء لا يكفي لنا أن نتذكرهم وأن ندعو الله سبحانه وتعالى لهم، بل أنا واثق من حفاوة الله سبحانه وتعالى بهم، دول أكرم الأكرمين".

وناشد عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الجميع بعدم لعن فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"،  كونه جندى من جنود الله سبحانه وتعالى، وهو الذي جاء به وهو الذي سوف يصرفه، مطالبًا الجميع اتباع الإجراءات الاحترازية من أجل تخفيف الضغط على الجيش الأبيض والحفاظ على أرواحهم، متابعًا: "أطباء مصر أمانة يجب الحفاظ عليهم".

واستشهد بقول الله تعالى: "مِنْ أجل ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِى إِسْرَائِيلَ أنه مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أو فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ أن كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِى الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ"، موضحًا أن الشهيد يضحي بروحه من أجل إحياء نفس أخرى،  "أعظم رسالة أن تحيى الجنس البشري".

وأشار إلى أن الشهيدة رقم 203 من شهداء جيش مصر الأبيض الدكتورة رغدة الدخاخني ضحت بروحها من أجل الدفاع عن المجتمع، مشيرًا إلى أنه يجب الدعاء لجيش مصر الأبيض الذي يقف فى الخط الأول لمواجهة فيروس كورونا المستجد "كوفيد19".

خالد الجندي: للأطقم الطبية في مكافحة كورونا أجر المجاهدين في سبيل الله

وأوضح "الجندي" أن مصر تواجه تحديات كثيرة، مشيرًا إذا لم يكن هناك رجال يحرسون ويحمون حدود مصر لأكلتها الذئاب، لافتا أن الاستنفار هو طاعة الحاكم إذا أمر الناس بما فيه صالحهم، مشيرًا إلى أن تطبيق الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا من الاستنفار.

وتابع: "الاستنفار لا يعني بالضرورة خوض الغزوات والحروب، فهناك تحديات عسكرية وزراعية وصحية، وهناك تحدي مياه النيل التي تتطلب الحفاظ عليها وعدم تلويثها".

وأردف، أن استنفار فئة بعينها من أهم أنواع الاستنفار، على ما يحدث هذه الأيام بخصوص الوضع الطبي في أزمة انتشار فيروس كورونا: "الأطباء لا يحتاجون إلى جنود بأسلحة أو شيفات في مطاعم أو مهندسين، لكن القطاع الطبي هو الجيش الأبيض الذي يكافح انتشار المرض، وأصبحوا يذودون عن سلامة البلد، ولأطقم الطبية في وباء كورونا لهم أجر المجاهدين في سبيل الله".

علي جمعة: كورونا اختبار للخلق.. وموتى الفيروس شهداء

تحدث الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، عن أزمة فيروس كورونا المستجد، التي يواجهها العالم أجمع.

وقال جمعة خلال مداخلة عبر "سكايب" مع الإعلامي عمرو خليل، في برنامج "من مصر"، المذاع عبر فضائية "cbc"، إنه كلما ضاقت اتسعت، مضيفًا: "زي ما بعت كورونا بعت لنا الوسائل الحديثة للاتصال"، مشيرًا إلى أن المثل القائل "الضرورة لها أحكام" سيتغير إلى "الكورونا لها أحكام".

وأكد جمعة أن التسلم والإيمان والتصديق بقدر الله تعالى ركن من أركان الإيمان وأنه لا يكون في كون الله إلا ما أراد وأن كل شيء من خلق الله.

وأوضح جمعة إلى أن الله اختار إلينا الرزق والمرض والصحة والجنسية والنوع واللون والبشرة وأن كل ذلك من قدر الله ونحيا فيه.

ولفت إلى أن الإنسان يُثاب على الرضا والتسلم بقضاء الله وقدره، مضيفًا: "ما كان فيه اختيار مني أنا مسؤول عنه"، مؤكدًا أن من يحطاط ويبتعد عن مركز الميكروب ويلتزم بالإجراءات الوقائية ويصاب بكورونا يحصل على الأجر والثواب من الله، معتبرًا أن ذلك اختبار دنيوي للخلق، مشيرا إلى أن الشخص الذي يلتزم والذي يعتبر ألقى بأيديه إلى التهلكة مطالبًا بطاعة الله ورسوله والأخذ بالأسباب وعدم إلقاء النفس في التهلكة.

وتذكر جمعة موقف شيخه ومعلمه الشيخ أحمد مرسي قائلًا: "أخته أصيبت بالعمى وكان عندها 9 سنوات وكان دعاؤه يا رب هذا قضاؤك وقدرك فقد أعميتها ورضينا وارفع عنها البلاء والبنت فتحت"، ناصحًا بكثرة الاستغفار، مشيرًا إلى أن الاستغفار حل لضيق الرزق ولرفع المرض ولتوسعة الرزق من حيث لا نحتسب، لافتا إلى أن من يفقد أحدا في جائحة كورونا، أن الفقيد في هذه الجائحة يعتبر شهيدا.

وعمن يتعمد إصابة غيره بفيروس كورونا اعتبر جمعة أن ذلك ظلم: "ده ظلم وحب الأذية وإيقاعها على الناس وظلم للناس" مشيرًا إلى أن الله قال في حديثه القدسي: "إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا" وأن النبي قال : "الظلم ظلمات يوم القيامة" مشددًا على أن الظلم حرام باتفاق العقلاء من البشر.

وأكد جمعة أنه في حالة امتناع الطبيب عن علاج شخص ووفاة هذا الشخص فإن الطبيب يعتبر قاتلا بالتسبب، مشيرًا إلى أن ذلك ينطبق على من يجيد السباحة ويرفض إنقاذ شخص يغرق.

وعما افتقده جمعة خلال فترة الحظر قال: "لا أخفيك سرا أني لا أفتقد شيئا ودي الحقيقة يعني أنا أستشعر أنها فرصة ربنا بعتها لنا من أجل أن يخلو كل واحد منا بنفسه ولو بساعة ولا ساعتين يراجع نفسه ويعد لحياته ويرتاح لعناء الحياة"، مضيفًا: "انظر للمنحة لا المحنة".

سعد الدين الهلالى: من لا يتخذ الإجراءات الوقائية يشارك جماعات التخريب

تناول الدكتور سعد الدين الهلالى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر خلال حلقة اليوم من برنامج كن أنت ، "كيفية التعايش مع فيروس كورونا فقهيا".

وقال الهلالى أوجه التحية للمواطنين الذين يساعدون الدولة في مواجهة كورونا أما المنفردين الذين لا يتخذون الاحتياطات لمكافحة انتشار كورونا فهم يساعدون الجماعات التي تعمل على خراب الوطن.

ووجه المشاهدين بمتابعة الأخبار العالمية ومتابعة الأحداث الجارية وأخذ العبرة من الدول التي اجتاحها الوباء قائلا إن الولايات المتحدة أصاب فيها كورونا 35 ألفا خلال شهر.

وتابع: لابد للمواطن أن يتخذ الإجراءات الوقائية التي حددها أهل الذكر وهى وزارة الصحة واتباع التوجيهات التي يطبقها القانون وفقا لتوجيهات  الصحة وأن نعد للعدو "فيروس كورونا" ما استطعنا من التطهير والتباعد وأن نحافظ على سير الحياة، والتعايش مع كورونا أمر ضرورى لأن الأمور ستطول لأنه لا يعرف أحد متى ينتهى.

وأكمل: الإنسان المتدين الذى يصر على النزول إلى المسجد أو المعبد غفل أن الله قال ولا تقتلوا أنفسكم ينتحرون دينيا لأنهم يقتلون أنفسكم ويلقون أنفسهم في المهالك، ويعلن إفلاسه الفقهى، وينفى عن دينه الرحمة لأنه نسى أن الدين رحمة والدين يدعو إلى اليسر، ومن لا يريد التعامل مع كورونا بالإجراءات أكيد لديه قصور.

واستطرد: لا بد أن يكون لدى الفرد تماسك نفسى لكى يكون لديه الحكمة لاتخاذ القرار الصائب، وعلى الإنسان أن يكون ثابتا في مواجهة القدر، ولابد من التمسك بالحياة إلى آخر لحظة لأنها نعمة وإذا أصابنا البلاء فعلينا التصبر.

عطية: تبرع متعافي كورونا بالبلازما واجب شرعي.. بلاش يحتكروها في بدنهم

قال الدكتور مبروك عطية، الداعية الإسلامي، إن الإتجار في بلازما المتعافين من فيروس كورونا ليس من العقل، وبالتالي يكون ليس من الإسلام لأن الإسلام دين العقل، "حتى لو كان هذا الشخص معه أموال الدنيا ومال قارون، فليس الغناء دليلا على رضا الله والفقر دليل على غضب الله، بل الغناء والفقر ابتلاء من الله على حد سواء"، مؤكدًا أن من يجلب النفع للناس مرزوق.

وأضاف عطية، خلال حواره في برنامج "يحدث في مصر"، مع الإعلامي شريف عامر، الذي يُعرض على شاشة "إم بي سي مصر"، أن الرسول عليه السلام قال في حديث شريف "الجالب مرزوق والمحتكر ملعون"، واللعنة تُعني الطرد من رحمة الله، ولكن يجب عليهم اتباع تعاليم الدين "وتعاونوا على البر والتقوى"، فلا يجوز لأي شخص احتكار أي سلعة أو احتكار البلازما في جسده وهو في غنى عنها.

وأشار إلى أن تبرع المتعافين من كورونا بالبلازما واجب شرعي إذا كان الأطباء أكدوا له بأن التبرع لا يؤذيه، لأن الله منّ عليه بالشفاء، "سعد ابن أبي وقاص كان مريض بمكة، وكان عنده نزله برد، وقال له الرسول تطبب على يدي الحارس ابن قلده، ومجرد أن رأه أسقاه حلبة مغلية فشفاه الله، فلما شفاه الله قال لسيدنا محمد، اديني رأيك، أنا مستعد أنا هتبرع بكل مالي حمدا لله على شفائي، قاله طب النص قاله لا عشان الورثة، قاله طب الثلث، فالرسول قاله والثلث كثيرا، فتبرع بثلث ماله".

وتابع: "من استطاع ان يعين اخاه فليعنيه هذا التوجيه النبوي اساسه قرآن كريم و (تعانوا على البر والتقوى)، فالمسلم عند الشدة، يتجلى بدينه"، موضحًا أن المتاجرة في دم المتعافين مثل الاتجار في الأعضاء، فالبلازما تُعد عضوًا في جسم الإنسان، مثل الكلى والعين وأي شيء آخر، ويجوز للمريض أن يكافئ المتبرع له بالبلازما ولكن يجب ألا يكون ذلك على سبيل الاتفاق.

وواصل :" زي ما واحد مثلا استلفت منه 1000 جنيه، وهو منتظر اني أديله الـ 1000، ممكن أديله 100 ألف ولكن دون أن يكون هذا الأمر مشروط، فمكافأة المحسن بإحسان من شروط الدين".  


مواضيع متعلقة