علماء إسرائيل النوويون في مرمي التهديد بعد اغتيال زاده

كتب: خالد عبد الرسول ووكالات

علماء إسرائيل النوويون في مرمي التهديد بعد اغتيال زاده

علماء إسرائيل النوويون في مرمي التهديد بعد اغتيال زاده

بينما اعتاد العالم طوال السنوات والعقود الماضية على استهداف اسرائيل لعلماء عرب ومسلمين، وتنفيذها أو محاولتها تنفيذ عمليات اغتيال ضدهم، ولاسيما أولئك العلماء المتخصصين في مجالات حساسة على رأسها الذرة والطاقة النووية، بات علماء إسرائيل في مرة من المرات النادرة تحت التهديد، بعد أن طلبت إسرائيل مؤخرا من علمائها النوويين اتخاذ إجراءات احتياطية، خشية رد فعل انتقامي إيراني بعد مقتل العالم النووي الإيراني محسن زاده مؤخرا.

 وحسبما أفادت، سكاي نيوز عربية، أمس، فقد طلبت أجهزة الأمن في إسرائيل من العلماء النوويين الحاليين، وكذلك السابقين، اتخاذ مزيد من الاحتياطات، تحسبا من "انتقام إيراني محتمل" بعد اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده الأسبوع الماضي، وفقما أورد مراسل "سكاي نيوز" في القدس.

ونصحت الأجهزة الخبراء النووين بتوخي "المزيد من الحذر في سلوكهم اليومي وطرق سيرهم، وتجنب الطرود المشبوهة والأحداث غير المعتادة".وشملت التوجيهات العلماء النوويين الحاليين والسابقين الذي عملوا في مفاعل ديمونة، جنوبي إسرائيل، حيث يعتقد بوجود سلاح نووي هناك.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أحد العلماء النوويين السابقين قوله إنه "تلقى تحذيرات من مسؤولين أمنيين"، قالوا له إنه "عليه الحذر من نشاطه على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي"، حيث "ربما يتعرض لمراقبة من طرف عناصر إيرانية".

وأضافت أن "المسؤولين الأمنيين حذروه من استخدام نفس الطريق بصورة منتظمة، أو التعرض لطرود مشبوهة قد تصل إليه".

جاء ذلك بعد أن اغتال مسلحون العالم النووي الإيراني فخري زادة، عندما نصبوا له كمينا قرب طهران، حيث تعرضت سيارته لوابل من النيران، واتهمت إيران إسرائيل وجماعة "مجاهدي خلق" بالوقوف وراء عملية اغتيال العالم المعروف.

وتتبع إسرائيل سياسة الصمت إزاء عمليات الاغتيالات التي تحدث في الخارج، وترفض التعليق عليها، لكن تقارير غربية قالت إن تل أبيب تقف وراء العملية. وخلال الأيام الماضية أطلق مسؤولون إيرانيون كُثر تهديدات بالانتقام من إسرائيل لمقتل فخري زاده.

 ويرى مراقبون أن إيران ستنتقم بلاشك من مقتل عالمها النووي البارز محسن فخري زاده، الذي كان يشغل منصب مدير مركز الأبحاث والتطوير بوزارة الدفاع الإيرانية، وإن كان البعض منهم يُرجح أن يؤجل الرد لما بعد انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب في 20 يناير المقبل، وانتظار معرفة موقف الرئيس المنتخب جو بايدن من القضايا الخلافية بين البلدين.

ولم يكن محسن فخري زادة هو العالم النووي الإيراني الوحيد الذي تم اتهام اسرائيل  باستهدافه، وبحسب تقرير ليورونيوز، فقد قتل العديد من العلماء الإيرانيين العاملين في القطاع النووي على مدار العقد الماضي في هجمات اتهمت طهران اسرائيل بتنفيذها، ففي يناير 2010 قُتل مسعود علي محمدي، أستاذ فيزياء الجسيمات بجامعة طهران، إثر أنفجار دراجة نارية مفخخة خارج منزله في العاصمة، وفي نوفمبر من نفس العام تم استهداف عالمين لهما أدوار رئيسية في البرنامج النووي الإيراين في ظهران بهجومين بالقنابل، وقتل عالم آخر يدعى مجيد شهرياري بين عامي 2010 و2012 في ذروة الأزمة مع القوى العالمية بشأن البرنامج النووي الإيراني، كما اغتيل خمسة علماء إيرانيين في طهران، واتهمت ايران الموساد الإسرائيلي بالضلوع وراء هذه العمليات، كما أنه سبق وتم اتهام اسرائيل باستهداف علماء آخرين من دول عربية مختلفة، وذلك في إطار سعيها لاحباط قدرة هذه الدول على امتلاك أسلحة ذرية ونووية، ومن ثم الحفاظ على تفوقها العسكري.


مواضيع متعلقة