مريم عملت من "الرنجة" عرائس.. قهرت إعاقتها والسرطان بخيوط "الماريونيت"

مريم عملت من "الرنجة" عرائس.. قهرت إعاقتها والسرطان بخيوط "الماريونيت"
- الماريونيت
- عرائس الماريونيت
- السرطان
- بهية
- محاربة سرطان
- الماريونيت
- عرائس الماريونيت
- السرطان
- بهية
- محاربة سرطان
عرائس من الماريونيت معروضة على حائط صغير، رصت بعناية وبجوارها تجلس سيدة مستندة ظهرها للحائط ذاته، تحيط بها قطع الخشب الصغيرة وعلى يمينها مسند عالِ، تضع قدمها عليه لتريح قدمها اليمنى التي أصبحت عاجزة عن الحركة بسبب حادثة تعرضت لها قبل سنوات، كانت سببا في تغير حياتهم.
قبل 3 سنوات كانت تعيش مريم عياد البالغة من العمر 47 عاما، حياتها بشكل طبيعي، فكانت تشغل وقتها بهوايتها في صناعة الحقائق من المخلفات جلود لجام الحصان، حتى تعرضت لحادث فتروي لـ"الوطن"، أنه نتج عنه كسر مضاعف وتسبب في أن تكون من بين ذوي الاحتياجات الخاصة لتقرر التركيز في شغفها بصناعة عرائس الماريونيت.
في بدرومٍ صغير بأحد بنايات محافظة الجيزة، تجلس "مريم" بمفردها لا يجاورها إلا الأخشاب والألعاب، ذلك المكان الذي تعتبره عالمها الخاص، وفيه تحقق ذاتها وشغفها، قضاء وقتها بين عرائس المارينوت وألعاب الأطفال التي تصنعها بيدها يدخلها في حالة من السعادة: "مع كل عروسة أنا ببقي في قمة سعادتي وبحس أني عملت حاجة".
لم يكن تحول ابنة محافظة سوهاج إلى ذوي الإعاقة هو التحول الوحيد في حياتها، فهمي أيضا إحدى محاربات السرطان في مستشفى بهية، وكل ذلك لم يزيدها إلا عزيمة وإصرار في تحقيق شغفها: "هفضل اشتغل وانتج شغل والناس كلها تتكلم وتحكي عنه".
أخشاب صناديق الرنجة والمقشات، تلك هي العناصر الأساسية التي تعتمد عليها خلال تصنيعها للعرائس الذي يتم على مرحلتين، الأولى داخل ورشتها الصغيرة ويتم فيها تشكيل العرائس بواسطة بعض الأدوات مثل المنشار والمبرد، والثانية بتلوينها بواسطة "الدكو"، حتى تكون الألعاب ذات مظهر جميل.
لم تتوقف "مريم"، على تصنيع العرائس فقط، بل تعمل في صناعة ألة جديدة مزودة بعدة خدمات تمكنها من صناعة المارينوت عليها بشكل كامل، تلك الآلة التي ترفض الحديث عنها حتى تنفذ بشكل كامل لرغبتها في تسجيلها رسميا باسمها، "الالة دي هتححق لي حلم الوصول للعالمية والتصدير للخارج، ويبقي المنتج باسم في أوروبا".
لم يكن ذلك الأمنية الوحيدة لها فتحلم بعمل مسرح كامل من العرائسها واستخدامها في العروض المختلفة، "كل الاحلام والامنيات بالشغل والصبر هتتحقق".