عرائس "يولاند" ضد انفجار بيروت تعوض الأطفال عن ألعابهم: فكروني بأحفادي

كتب: عبدالله مجدي

عرائس "يولاند" ضد انفجار بيروت تعوض الأطفال عن ألعابهم: فكروني بأحفادي

عرائس "يولاند" ضد انفجار بيروت تعوض الأطفال عن ألعابهم: فكروني بأحفادي

ارتجف القلب لصرخات أعز الولد، الصغير لم يعِ ويلات الحرب والبيت المنكوب فيبكي على لعبه المفقودة وسط الدمار، 30 عاما مرت والمشهد لم يخرج من قلب الجدة؛ لينخلع فؤادها على أطفال لبنان المدمرة رفاهيتهم وطفولتهم في انفجار مرفأ بيروت، فتهديهم عرائس تُنبت الضحكة في قلوبهم مرة أخرى بدلا من ألعابهم التي اختفت بين أنقاض منازلهم.

مشهد تفجير مرفأ بيروت والذي أطلق عليه "بيروتشيما"، في أغسطس الماضي، وتسبب في مقتل أكثر من 204 شخصًا وإصابة أكثر من 6500 آخرين، أعاد ذاكرة الرسامة اللبنانية يولاند لبكي، للمأساة التي عاشتها رفقة حفيدها في عام 1989، خلال حرب لبنان، والذي ترك بكاؤه فيها حينها ندبة في قلبها لم تنساها أبدا حتى الآن.

الحرب الأهلية في لبنان، التي راح ضحيتها 150 ألف قتيل و300 ألف جريح، تسببت في هدم الكثير من البيوت والذي كان من بينهم منزل "يولاند"، "حفيدي كان معايا ببيكي لانهيار ألعابه"، لتأتيها فكرة تعويض الفتيات اللائي تضررن من الانفجار كنوع من أنواع الدعم النفسي لهم بعد ذلك الحادث المرعب.

عمل متواصل استمر قرابة الـ3 أشهر، تحيك خلالهم الرسامة اللبنانية جاهدة دُمى تعتزم إهداءها لفتيات فقدن ألعابهن وتأذين بسبب انفجار مرفأ بيروت، تلك العرائس التي صنعتها من الأدوات المختلفة الخاصة بصناعة العرائس، "أقمشة ملونة، وخيوط لنسج شعر العرائس، وأدوات لاصقة".

عقب الانفجار مباشرة، تواصلت "يولاند"، مع جمعية الأشرفية في لبنان لمساعدتها في التواصل مع الفتيات اللائي تضررن نفسيا من الانفجار، لينجح أكرم نعمة، أمين عام الجمعية، ويحكي أنه تم التوصل إلى 100 طفلة أعمارهن بين 5 و15 سنة، وسيتم إيصال الدُمى لهم.

الدمى التي رسمتها السيدة التسعينية اللبنانية كانت رمزا واضحا لجمال وجه الفتيات اللبنانيات، إلا أنها ميزت كل عروس منهما بلون مختلف للشعر أو شكل ملفت للملابس، لتجد كل طفلة لبنانية نفسها في العرائس المصممة لهن.

80 دمية نجحت الرسامة اللبنانية، في إنهائها حتى الآن، إنها ما زالت تعمل باجتهاد لتنفيذ 100 لعبة للفتيات قبل أعياد الميلاد، حتى يكون بداية سعيدة من الفتيات مع مطلع العام الجديد، لتكون التصاميم والملابس من صنعها، كذلك تحملت التكلفة المادية لذلك العمل دون أي مساعدة من أحد.


مواضيع متعلقة