مومياوات الموكب.. سُرقت مرتين آخرها من الطفلين "أحمد ومحمد" قبل 149 سنة

مومياوات الموكب.. سُرقت مرتين آخرها من الطفلين "أحمد ومحمد" قبل 149 سنة
- المومياوات
- موكب المومياوات
- المومياوات الفرعونية
- المتحف المصري
- متحف الحضارة
- وزارة الآثار
- الفرعوني
- المومياوات
- موكب المومياوات
- المومياوات الفرعونية
- المتحف المصري
- متحف الحضارة
- وزارة الآثار
- الفرعوني
منذ مايو 2019، تستعد وزارة السياحة والآثار على قدم وساق، لنقل المومياوات الملكية الفرعونية من المتحف المصري القديم إلى المتحف القومي للحضارة المصرية، بقرار من الرئيس عبدالفتاح السيسي، ويشهد اليوم بروفة موكب النقل.
تفاصيل نقل المومياوات الملكية الفرعونية
وفي حدث عالمي فريد، تنقل 22 مومياء ملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية، على سيارات مخصصة لذلك بطراز مصري قديم مع الخيول، مصحوبا بموسيقى عسكرية، ورفع الستار عن المسلة الفرعونية لتتجه إلى كورنيش النيل، ويستقبلها أوركسترا سيمفوني بقيادة المايسترو نادر عباسي، بعد تجهيزات ضخمة لوزارة السياحة والآثار، لتخرج بشكل لائق يتناسب مع الحضارة الفرعونية، بالتزامن مع جهود تطوير ميدان التحرير.
22 هو عدد المومياوات المقرر نقلها، منها 18 لملوك، و4 لملكات، بينها مومياوات الملك رمسيس الثاني، والملك سقنن رع، والملك تحتمس الثالث، والملك سيتي الأول، والملكة حتشبوت، والملكة ميريت آمون زوجة الملك آمنحتب الأول، والملكة أحمس-نفرتارى زوجة الملك أحمس.
رحلة المومياوات بدأت في 1700 قبل الميلاد
لم تكن تلك هي الرحلة الأولى التي تشهدها المومياوات، بل خاضوا اثنين آخرين مسبقا، منذ حفظهم المصري القديم، وبدأ الأمر في 1700 قبل الميلاد، بعد سرقة المقابر الملكية من العمال بها، ليسارع الكهنة بمحاولة السيطرة على ذلك وقتها، بأن جمعوا كل المومياوات في وادي الملوك والملكات، ونقلوا بعضها إلى مقبرة أمنحتب بطيبة، بينما نُقل الجزء الأكبر إلى الدير البحري، وحاولوا إخفاءه تماما عن الجميع لحماية أجساد الملوك وتسهيل انتقالهم للحياة الأخرى، وهو ما سردته بردية مصرية عن سرقة المقابر في المتحف البريطاني، بأنّ وقائع السرقة تم تسجيلها ضد مجهول، وفقا لحديث الدكتور مجدي شاكر، كبير الآثريين بوزارة الآثار.
ويروي شاكر لـ"الوطن"، أنّه منذ ذلك الحين ظلت المومياوات مخفية عن الجميع، حتى العام 1871، حيث عثر عليها طفلين، هما "أحمد ومحمد عبدالرسول"، في مدينة القرنة بالأقصر، بمحض المصادفة أثناء لعبهم وهروب معزتهم لكهف تتواجد داخله المومياوات، وقرروا التجارة بالكنوز في السر لمدة 10 أعوام، حيث نزلوا إليها 3 مرات فقط لمنع تسريب سرهم.
واستمر الشقيقان في بيع الذهب والكنوز الفرعونية، حتى شكّ في أمرهم أحد التجار، بسبب "مزهرية" تحمل اسم ملك فرعوني، ليدعي أنّه تاجر آثار، حتى كشف سرهم وأبلغ الشرطة سريعا وقتها، ليلقي القبض على أحدهم "أحمد" الذي رفض الإفصاح عن مكان الخبيئة الفرعونية، وبعد خروجه من الحبس طالب شقيقه بتقسيم الكنز بحصوله على الجزء الأكبر لتعرضه للضرب المبرح في الشرطة وقتها، ليستشيط "محمد" غضبا ويقرر منع ذلك بإبلاغ الشرطة عن المقبرة بالكامل.
فيلم "المومياء" جسد نقل الخبيئة بالدير البحري من القرنة للقاهرة
وبعد عثور الشرطة على الخبيئة، انتقل لها العالم الأثري الشهير أحمد باشا كمال وعالم بريطاني آخر، وتمكنوا من نقل 50 مومياء من القرنة إلى متحف بولاق بالقاهرة، عام 1881، في حدث نادر من نوعه وشديد الغرابة، على حد قول "شاكر"، حيث اصطف أهالي المدينة وانقسموا لفريقين، بين بكاء ونواح النساء لرحيل الأجداد عنهم، وإطلاق الرجال للأعيرة النارية احتفالا بذلك الموكب الضخم، وهو ما جسده فيلم "المومياء"، الصادر عام 1969، من قصة وسيناريو وإخراج شادي عبدالسلام.
وكان في استقبال المومياوات وقتها الخديو توفيق، في حدث عالمي صاخب، ليقرر العالمين المصري والبريطاني الاحتفاء بالأمر، من خلال دعوة الخديو لحضور جلسة فك مومياء رمسيس الثاني، وخلال ذلك قيل إنّ يد الملك الفرعوني تحركت، ما تسبب في حالة من الخوف البالغة بين الجميغ وقتها، ليتم تركهم في متحف بولاق، ثم انتقلوا مجددا إلى المتحف المصري القديم.