مسؤول جمعية لمرضى الإيدز عن معاناة كورونا: "مش كل المستشفيات تستقبلهم"

كتب: سمر صالح

مسؤول جمعية لمرضى الإيدز عن معاناة كورونا: "مش كل المستشفيات تستقبلهم"

مسؤول جمعية لمرضى الإيدز عن معاناة كورونا: "مش كل المستشفيات تستقبلهم"

أشهر عدة من الرعب المتواصل، قلق مستمر لا يهدأ، انحصرت حياتهم داخل أربعة جدران مغلقة عليهم يتجنبون الاختلاط بالبشر خشية العدوى بفيروس آخر يقضي على ما تبقى لديهم من مناعة، الخوف الأكبر يبقى على أصحاب الأمراض المزمنة في ظل الجائحة، الأمر زاد تعقيدًا بين المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب HIV "الإيدز"، منهم من خسر وظيفته ومنهم من وجد صعوبة في تلقي العلاج اللازم خلال ذروة الوباء، كل ذلك حاولت تخفيف أثاره الجمعيات المعنية بدعم مرضى الإيدز، "حاولنا نوفرلهم احتياجاتهم وندعمهم نفسيا قدر المستطاع خصوصا في فترة الحظر والإغلاق في الصيف الماضي"، تقول أمينة عجمي، رئيس جمعية "صحتي من بيئتي" المعنية بدعم مرضى الإيدز في بداية حديثها لـ"الوطن".

عجمي: الناس بتخاف تتعامل مع مرضى الإيدز رغم إنه مش مرض معدي

الحالة الخاصة لمرضى الإيدز، الذي يحل الأول من ديسمبر كل عام يومهم العالمي وفقًا لأجندة الأمم المتحدة، تعني أنهم مجبرين على الابتعاد عن التجمعات والزحام لكونهم في الأساس من أصحاب المناعة الضعيفة، كثير منهم خسر وظيفته، خاصة أصحاب المهن اليومية غير الرسمية، "كان في خوف كبير بينهم، عايزين يروحوا شغلهم ويمارسوا حياتهم بشكل طبيعي وخايفين بسبب ضعف مناعتهم"، حتى نجا من نجا وأصيب البعض منهم بفيروس كورونا وبات جسده بين فكي فيروسين يهاجمان الجهاز المناعي، بحسب قول عجمي.

"الناس بتخاف تتعامل مع مرضى الإيدز رغم إنه مش مرض معدي بالنفس"، معاناة لا يعرف حجمها إلإ من اكتوى بنارها، ترويها أمينة عجمي لـ"الوطن" زادت وطأتها مع جائحة كورونا، بعضهم لم يجد مكانا في مستشفى للعلاج نظرًا لاكتظاظ الحميات بمصابي كورونا، "اكتر مستشفيات كانت بتستقبلهم الحميات ونظرا لارتفاع إصابات كورونا في الصيف اللي فات كان في صعوبة دخول الحميات للعلاج وهما مناعتهم ضعيفة مش هيستحملوا فيروسين"، فحاولت بصفتها رئيسة الجمعية المعنية بدعم مرضى الإيدز، التعاقد مع بعض العيادات الخاصة لاستقبالهم وعلاجهم.

عجمي: في فترة الذروة تم تلقي الاستشارات النفسية عبر الهاتف

أنشطة دعم نفسي لا تنقطع داخل مقر الجمعية بفرعيها لدعم مصابي الإيدز الذين يعانون كثيرا من نظرة المجتمع وصعوبات في التعامل مع المجتمع الخارجي، استبدلتها أمينة والقائمين على الجمعية في فترة الذروة بتلقي الاستشارات النفسية عبر الهاتف، "عشان مفيش خروج وكان وقت ذروة الإصابات الكل كان بيخاف يخرج"، يجيب أطباء نفسيون على الاستشارات النفسية لمصابي الإيدز حتى انفرجت الأزمة قليلا بعد عودة الحياة بشكل تدريجي.

حاولت"عجمي" توفير وظائف بديلة لمرضى الإيدز الذين خسروا وظائفهم خلال فترة الجائحة بسبب الحظر وغلق المحلات وبعض الأسواق، إلى جانب توفير كافة أدوات الوقاية من كمامات وكحول ومواد مطهرة، "حاولنا ندعمهم في الأزمة قدر المستطاع لإن هما أزمتهم أزمتين مواجهة الإيدز وكورونا"، حسب تعبيرها.


مواضيع متعلقة