رمضان فى «سوق الساحل»: «البياعين بياكلوا البلح.. وقمر الدين ما يتاكلش»
رمضان فى «سوق الساحل»: «البياعين بياكلوا البلح.. وقمر الدين ما يتاكلش»
كانت سوقاً مزدحمة، لا تجد فيها موطئاً لقدم، لكنها هذا العام مختلفة، باعة بلا زبائن، وأطنان من البلح تنتظر من يشتريها.. هذا هو حال سوق البلح فى الساحل، حيث لا بيع ولا شراء رغم اقتراب حلول شهر رمضان.
«تعالى خد فكرة، واشترى لبكرة، بلحة ناشفة حلوة زى العسل».. قالتها «هناء»، ثم ضحكت: «هو ماحدش بيشترى ليه؟»، صمتت قليلاً وتحدثت مع صديقاتها البائعات، وهن يأكلن البلح ويضحكن: «ومانكلش ليه ده البلح زى العسل والناس مابتشرتيش»، وأضافت: «بصراحة السوق صعب شوية، الزباين تعبانة، ومش معاهم، مع إن أسعار البلح حلوة ومش غالية، وإحنا بصراحة زى ما وقفنا جنب السيسى وعملنا له بلح باسمه، بنطلب منه يقف معانا ومع الغلابة، ويخلى التجار الكبار مايغلوش علينا».
على بعد أمتار من «هناء»، يجلس «عطا أنور» أمام فرشته، مؤكداً أن البلح ثمنه غالى هذا العام على الزبائن: «الناس فعلاً مش معاها، ربنا معاهم فى رمضان السنة دى، والزبون بيفهم فى جودة البلح، ومابيشتريش بلح أقل من 8 جنيهات عشان جودته قليلة، ومايشتريش أكتر من 20 عشان غالى عليه».
أما الحاج «مدحت»، الذى يقضى يومه فى تسلية نفسه بأكل البلح، فقال: «بصراحة السوق ميه ميه لدرجة إننا مش لاقيين ناكل»، يضحك ثم يلوح بيديه على بضاعته، التى تحتوى على أنواع عديدة من البلح، أشهرها السكوتى والأسوانى: «مع إن البلح حلو وأسعاره مختلفة من 6 جنيه لـ60 جنيه، بس الناس فقرانة، معاهاش فلوس، ربنا يسترها والدنيا تتعدل عليهم وعلينا، نسبة البيع قليلة جداً، ده إحنا ساعات بنجيب البلح بخمسة ونبيعه بـ6 جنيه، آه بنبيع بأى تمن، عشان نخلص البضاعة اللى عندنا».
حال تجار قمر الدين أسوأ من تجار البلح، فأسعار قمر الدين السورى، كما يبيعها محمد عبدالله، تتراوح بين 25 و45 جنيهاً، والمصرى من 5 إلى 10 جنيهات: «السوق بايظ خالص، والبضاعة السورى بعد ما كانت السنة اللى فاتت بـ10 و15 جنيه، السنة دى فوق الـ25 ومتخزنة من السنة اللى فاتت، أما المصرى فأقل لفة بـ5 جنيه، ولا ليها طعم ولا لون».