قصة ليلة بكى فيها توفيق الدقن على الرصيف: كان هيتحبس بسبب 600 جنيه

كتب: أحمد حسين صوان

قصة ليلة بكى فيها توفيق الدقن على الرصيف: كان هيتحبس بسبب 600 جنيه

قصة ليلة بكى فيها توفيق الدقن على الرصيف: كان هيتحبس بسبب 600 جنيه

يعد توفيق الدقن واحدًا من أبرز الفنانين الذين اشتهروا بتجسيد أدوار الشر في السينما المصرية، حيث امتلك ملامح جعلته يؤدي هذه الأدوار ببراعة شديدة، ومن ثم كانت له بصمات بارزة في عالم السينما والدراما والمسرح.

وتوفيق الدقن، من مواليد مايو 1923، وحصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1950، وبدأ حياته الفنية منذ أن كان طالبًا بالمعهد، وأول عمل له كان دور فلاح صغير، ثم اشترك بعدها في فيلم "ظهور الإسلام" عام 1951، كما التحق بالمعهد الحر بعد تخرجه لمدة سبع سنوات، وعمل في فرقة إسماعيل ياسين، ثم التحق بالمسرح القومي الذي ظل عضو به حتى إحالته إلى المعاش.

وكان توفيق الدقن صديقًا وتلميذًا للفنان الراحل عبد المنعم مدبولي، ومن أول الأعمال المسرحية التي قدماها سويًا عرض يحمل اسم "حِسبة برما"، في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، ولحق الفشل بهذا العرض في أيامه الأولى حتى أنه بكى على رصيف مسرح الأزبكية.

وفي لقاءٍ تليفزيوني نادر، يقول توفيق الدقن للمُحاور مفيد فوزي: "عملت على رواية حِسبة برما مع الفنان سعد أردش، في بداية تكوين المسرح الحر، واتفقنا على إيجار المسرح القومي لمدة شهر ومضينا على شيك بقيمة 600 جنيهًا، إذ إيجار الليلة الواحدة بـ20 جنيهًا، وذلك رغم عدم وجود مليمًا واحدًا بحوزتنا آنذاك".

وأضاف: "سعد كان يقولي مش عاوزين نمضي.. هنتحبس.. كنت أقوله إحنا مش معانا فلوس نبقى نتحبس عادي.. دي مغامرة ولازم نأجر المسرح"، لافتًا إلى فشل العرض لأيامٍ متواصلة: "قعدنا أسبوع نجيب إيرادات لا تتجاوز جنيه ونصف فقط.. الرواية كانت ناجحة بس احنا أسماءنا مش بتجيب فلوس".

وتابع: "كنا كمُمثلين وفريق عمل المسرحية بنتخانق بسبب فشل العرض وكنا هنضرب بعض، لكن وداد حمدي كانت بتتدخل لإنهاء الموقف، وعزمتنا في بيتها وحلت الخلافات، وأقنعتنا أن نتمهل وننتظر لأيام فقد يتغير الوضع إلى الأفضل".

وأكد أن الحال تغير بين ليلة وضحاها، عندما تلقى زميله عبد العزيز حسب الله، بقسم النقد، عرضًا من قِبل إحدى المدارس الثانوية بالسودان، برغبتهم في متابعة أحد العروض المسرحية المصرية على هامش زيارتهم للقاهرة، إذ وجههم لمتابعة العرض، وكان يبلغ عددهم 250 طالبًا وتذكرة المسرح ربع جنيه فقط.

وأشار إلى أنّ المسرحية تم تصويرها في نفس اليوم بالصدفة، وعُرضت في ظلّ وجود هذا الجمهور الضخم، الأمر الذي دفع المُشاهدين للإقبال على المسرح لمتابعة العرض، قائلًا: "الجمهور في الشارع بقى 10 أضعاف الجمهور اللي في المسرح.. والتذاكر كانت محجوزة لمدة 3 شهور لاحقة".

 


مواضيع متعلقة