قصة طالب الهندسة بالهرم: صديقه استدرجه للتخلص منه ورمى جثته في الصحراوي

12:20 ص | الخميس 26 نوفمبر 2020

في قاعة محكمة جنايات الجيزة.. مثُل المتهمان "عمر وفاطمة" داخل القفص.. يوزع كل منهما نظراته على المتواجدين فى القاعة.. يحاول كل منهما جاهدا فى دفع الإتهامات ناحية الآخر أملا في الإفلات من عقوبة إتهامات أحاطت بهما وخطر مُحدق وقعا فيه، فهما متهمان بقتل صديقهما "سيف الدين" بالهرم.

نعود إلى عام الجريمة .. وتحديدا فى أبريل 2018.. أنت الآن فى الكيلو 40 بطريق مصر الاسكندرية الصحراوي.. هنا ألقى "عمر وفاطمة" جثة "سيف الدين" طمعا فى أموالا كانت معه وهاتف ثمين وسيارة اشتراها له والده بعد التحاقه بكلية الهندسة فى جامعة خاصة بأكتوبر، حيث تم العثور على الجثة فى حالة انتفاخ وتعفن.

كيفية تنفيذ الشريكين جريمتهما والدافع وراءها يظهر جليا فى أوراق القضية الرقيمة 1980 لسنة 2018 كلي جنوب الجيزة، التحقيقات قالت إن "عمر" و "فاطمة" كانت تربطهما علاقة صداقة.. الأول عاق لوالديه هارب من المنزل بشكل دائم.. والثانية خرجت من عائلة مفككة، وقع كلاهما فى ضائقة مالية فلم يعودا قادرين على شراء مخدرات أو إقامة سهرات ماجنة كعادتهما.

"سيف الدين" تعرف على "عمر" أعطاه الأمان وبدأ في التقرب لبعضهما.. قرر الثاني استدراج الأول "سيف الدين" وتوجه إلى شقة بالهرم.

الساعة كانت تُشير إلى العاشرة من مساء يوم 13 أبريل 2018، دخلا الشقة، وكانت "فاطمة" تنتظرهما بملابس خليعة.. قبل ذلك اشترى "عمر" عقار مخدر يحمل إسم "الألبرازولام"، وفى غفلة من "سيف الدين" وضع العقار المخدر داخل عصير، تمهيدا لتنفيذ المخطط.

أوضحت التحقيقات أن "سيف" بدأ يتقيأ ويشعر بإعياء بعد تناول العصير وبه المخدر، حتى انقض عليه "عمر" خنقا، فحاول مقاومته، حتى انقضت عليه "فاطمة" وكتمت نفسه ببطانية، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، واستوليا منه على 750 جنيه ومفاتيح السيارة وهاتفه المحمول، وعقب ذلك تركا الجثة يوما كاملا في الشقة، واستقلا سيارته بعد نزع لوحاتها المعدنية.

وأفادت التحقيقات أنهما عادا فى اليوم التالي، وألقيا الجثة، في الكيلو 40 بطريق مصر إسكندرية الصحراوي، ثم قاما بتغطيتها بغطاء سيارته ماركة هيونداي.

وتمكنت المباحث بالجيزة من القبض على المتهمين، بعدما تلقت بلاغا من والدة "سيف الدين" بغياب نجلها عن منزل الأسرة بالفيوم، حيث أكدت التحريات وخط سير المجني عليه، ارتباطه بعلاقة صداقة مع المتهم "عمر"، وألقت الشرطة القبض عليه، وعلى شريكته "فاطمة"، واعترفا تفصيليا.

وكذا اعترف المتهمان أمام النيابة العامة، تفصيليا بارتكاب الواقعة، حيث استدرجا "سيف" إلى الشقة ووضع له "عمر" قرص مخدر فى العصير، وتناوله "سيف" حتى خارت قواه، فاَنقضا عليه خنقا وكتما، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.. كما أجريا معاينة تصويرية، ومثلا الجريمة بشكل كامل، وأرشدا عن مكان الجثة بالكيلو 40 فى الطريق الصحراوي، والتى بدأت فى التعفن.

أوراق القضية ضمت أيضا تقرير الطب الشرعي، والذي أكد أن الإصابات الموصوفة فى وجه المجني عليه، ذات طبيعة رضية ورضية احتكاكية حيوية، حدثت من المصادمة بجسم صلب، كما لا يوجد_ فنيا_ ما يمنع جواز حدوث الوفاة من الخنق أو كتم النفس.

وأثبت المعمل الكيماوي، أن الاقراص المخدرة التي عثرت عليها النيابة العامة فى مسرح الحادث، أحدهما من عقار "الألبرازولام" وهو أحد مشتقات عقار "البنزوديازبين" المدرج بالجدول الثالث مخدرات.

كما أثبت تقرير الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الفنية، تطابق البصمة الوراثية لدماء المجني عليه مع البصمة الوراثية للدماء المرفوعة من غطاء السيارة والدماء المعثور عليها فى شنطة السيارة وعلى مقعد فى الشقة التي شهدت الحادث.

وبجلسة الأمس، الأربعاء، مثُل المتهمان أمام محكمة جنايات الجيزة، والتى استمعت لمرافعات النيابة العامة والدفاع، ثم أصدرت قرارها بحجز الدعوى للحكم، يوم 9 يناير 2021.